حذرت نخب
إسرائيلية من المخاطر الهائلة الناجمة عن تعاظم أنشطة الحركات "الجهادية" المحتمل ضد إسرائيل في حال سقط نظام
الأسد.
وتوقعت ورقة أعدها "مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية"، التابعة لجامعة "بارإيلان" أن تتحول
سوريا إلى ساحة مهمة لانطلاق عناصر هذه الحركات في طريقهم لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، في حال سقط نظام الأسد.
وأشارت الورقة –التي أعدها الجنرال شاؤول شاي- إلى أن تواجد "الجهاديين" في كل من سوريا والعراق ولبنان سيمثل تهديداً لا يقل خطورة عن تهديد البرنامج النووي الإيراني، واصفة التهديد الجديد بـ "الهلال السلفي"، نظراً للزيادة الكبيرة على أنشطة الحركات التي تتبنى منطلقات السلفية الجهادية في كل من سوريا والعراق ولبنان.
وتوقعت الورقة التي نشرت على موقع المركز أمس أن تحرص "الحركات الجهادية" على بناء قواعد عسكرية ومعسكرات تدريب في سوريا " "مما سيزيد من فاعلية أنشطة الجهاديين في مناطق أخرى، سيما في سيناء، مما يعني فتح جبهة جديدة على الحدود الجنوبية لإسرائيل". وانتقدت الورقة تركيز إسرائيل على البرنامج النووي الإيراني، داعية إلى بلورة إستراتيجية للتعامل مع الحركات الجهادية تقلص من قدرتها على استهداف إسرائيل مستقبلاً في حال سقط نظام الأسد.
وفي ذات السياق، أشار آفي سيخاروف، معلق الشؤون العربية في موقع "وللا" الإخباري إلى أنه من المفارقات أن يتجسد التقاء مصالح بين إسرائيل وحزب الله في مواجهة الحركات الجهادية العاملة في كل من سوريا ولبنان.
وفي مقال نشره الموقع الاثنين الماضي، كشف سيخاروف النقاب عن أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تملك معلومات حول محاولات لنشطاء الحركات الجهادية في لبنان ضرب أهداف لكل من إسرائيل وحزب الله.
ونوه سيخاروف إلى أنه حسب هذه المعلومات، فأن الحركات الجهادية العاملة في سوريا تقوم بتزويد "مجموعات جهادية" في لبنان بالأسلحة والصواريخ لكي تستخدم ضد أهداف
حزب الله وإسرائيل.
وحسب سيخاروف، فأن المحافل الأمنية الإسرائيلية ترى إنه على الرغم من أن المجموعات الجهادية العاملة في لبنان توجه جل أنشطتها حالياً ضد حزب الله، إلا أنه من غير المستبعد أن تتحول لتوجيه كل طاقتها ضد إسرائيل مستقبلاً. وحذرت المحافل من أن "الجهاديين" قد يحاولون توريط حزب الله في مواجهة مع إسرائيل من خلال إطلاق الصواريخ على إسرائيل من جنوب لبنان، مستدركاً أن كلاً من حزب الله وإسرائيل غير معنيين بهذه المواجهة.
من ناحيته أوضح يرون فريدمان،رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة "تل أبيب" أن حرص الولايات المتحدة على مصالح إسرائيل سيدفعها لعدم التحرك بشكل فعلي لإسقاط نظام الأسد، على اعتبار أن إسقاطه يعني تمكين الحركات الإسلامية "المتطرفة" من السيطرة على سوريا، مما يشكل تهديداً مباشراً للأمن الإسرائيلي.
وفي مقال نشرته النسخة العبرية لموقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" أوضح فريدمان أن تحول "الإسلاميين المتطرفين إلى رأس الحربة" في مواجهة النظام، حول الأسد إلى الخيار الأقل سوءاً في نظر الغرب".
وفي سياق متصل، دعا وزير إسرائيلي بارز إلى استغلال الأوضاع في سوريا من أجل إضفاء شرعية على ضم هضبة الجولان وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس عن وزير المالية يائير لبيد قوله خلال اجتماع سري عقده مجلس الوزراء المصغر لشؤون الأمن أنه يتوجب استغلال وضع نظام بشار الأسد في تبرير مطالبة العالم بالاعتراف بضم هضبة الجولان لها.
وحسب الإذاعة، فقد نوه لبيد إلى أنه يتوجب على الحكومة الإسرائيلية أن تبلغ الإدارة الأمريكية أنه لا يمكن لتل أبيب تقديم تنازلات في الضفة الغربية ما لم تعترف الولايات المتحدة ومن خلفها المجتمع الدولي بضم إسرائيل لهضبة الجولان.