قام موقع
إيراني متشدد واسمه "أخبار طلاب الجامعة"، بنشر اسم 15 إيرانيا قتلوا في سورية، مع أن القادة والمسؤولين العسكريين الإيرانيين يؤكدون في تصريحاتهم على أن الإيرانيين الموجودين في سورية هم مستشارون أرسلوا لتقديم
الدعم العسكري واللوجستي للجيش السوري، ولا يتم ذكر الإيرانيين المقاتلين في سورية إلا في سياق واحد، هو الدفاع عن "مقام السيدة زينب" قرب العاصمة السورية دمشق.
وفي الوقت الذي تعتبر الخدمة العسكرية إجبارية على الشباب الإيراني، إلا أن من سافر للقتال في سورية هم على ما يعتقد المراقبون من أعضاء الحرس الثوري، وتحديدا من فيلق القدس الذين اختيروا لتلك المهمة.
وعادة ما يُظهر الإعلام التابع للمتشددين الإيرانيين صورا وجنازات للذين قتلوا في سورية، وغالبا ما تظهرهم الصور وهم قرب ضريح السيدة زينب قبل مقتلهم.
وأظهر شريط فيديو تابع رحلة مصور وقيادي إيراني؛ أظهر الدور الذي تلعبه إيران في سورية، والذي يتجاوز دعم قوات بشار الأسد أو توفير السلاح له ودعمه الاقتصادي إلى إرسال مقاتلين وقادة للعمل مع القوات السورية وتدريب الميليشيات الشعبية المؤيدة للنظام، والشيعية الأخرى. وبثت قناة تلفازية بريطانية الشريط في أيلول/ سبتمبر 2013.
ولا يعرف السبب وراء اختيار موقع "أخبار طلاب الجامعة" صور 15 من المقاتلين الإيرانيين الذين سقطوا في سورية ونشرها في هذا الوقت بالتحديد، حيث تم تأريخ وقت ومكان دفن المقاتلين.
ولكن ما يعرف هو أن المتشددين الإيرانيين لم يعبروا عن دعمهم لموقف الرئيس الإصلاحي حسن
روحاني، والذي دعا فيه إلى حل سياسي للأزمة السورية.
وبحسب موقع "مونيتور" الأمريكي، فقد ظهرت الصور الأولى لمقتل الإيرانيين في سورية مباشرة بعد انتخاب روحاني في الصحافة التابعة للمعسكر المتشدد. ورأى البعض في نشر الصور تحركا أوليا لتأكيد موقف المتشددين قبل أن تقرر الإدارة الجديدة تخفيف حدة التوتر والخلافات مع الغرب، وقبل أن تعبر عن مواقف معتدلة تجاه المسألة السورية.
ويلحظ غياب النقاش المتعلق بسورية في الإعلام الوطني الإيراني، باستثناء التعليقات والتصريحات الصادرة عن المؤسسة السياسية والمسؤولين الإيرانيين الذي يؤكدون فيها على أسباب استمرار دعم طهران للنظام السوري في دمشق.
ولا يخفى على المراقب أن استمرار الدعم الإيراني لسورية مرتبط بموقف الأخيرة من الحرب العراقية- الإيرانية، إذ كانت البلد العربي الوحيد (إضافة إلى ليبيا) التي قدمت الدعم للنظام الإيراني، فيما دعمت بقية الدول العربية نظام صدام حسين، وهو موقف لم ينسه القادة والمحاربون منذ تلك الفترة، والذين أصبحوا اليوم في مواقع القيادة.
وكان وزير الخارجية الإيراني السابق علي أكبر صالحي قد ذكّر بهذه النقطة عندما قال في آذار/ مارس 2013 إن إيران "لن تنسى الدعم السوري أُثناء الحرب التي فرضت علينا"، وهو التعريف العام المتداول للحرب العراقية- الإيرانية في القاموس السياسي الإيراني.
ويضاف إلى ذلك أمر متعلق بوكيل إيران في المنطقة، وهو حزب الله، فسورية هي البلد الوحيد الذي يزود حزب الله بالسلاح القادم من إيران، ودعم ما يعرف بمعسكر الممانعة؛ أي سورية وإيران وحزب الله.
ويرى بعض الإيرانيين الحرب في سورية مسرحا لحرب ضد بلادهم. فقد قال المرشح الإصلاحي للرئاسة محمد رضا عارف عندما سئل عن سورية أثناء حملته الإنتخابية عام 2013 إن الدفاع عنها ضروري، لأن انهيار سورية يعني انهيار حزب الله، حيث سيأخذ من قاتل دمشق الحرب إلى الحزب، ومن ثم لإيران.
وبشكل مثير كرر ذلك فردريك هوف، السفير السابق ومستشار وزارة الخارجية حول العملية الانتقالية في سورية عندما تحدث أمام لجنة في الكونغرس يوم الثلاثاء. وقال هوف الذي يشارك في مساري المحادثات السورية والإيرانية إن مسؤولا إيرانيا أخبره أن "الإطاحة بالرئيس بشار الأسد هو بروفا قبل أن يذهبوا للعملية الأكبر، وهي الإطاحة بالنظام الإيراني".