ما دون الرصاص فهو سلمية وما دون الأرواح فهو مباح، شعار يرفعه شباب رافض للانقلاب في الآونة الأخيرة لمواجهة تزايد عنف الجيش والشرطة والبلطجية ضدهم.
ويقول هؤلاء الشباب إنهم يتبعون هذه الوسائل المبتكرة بهدف الدفاع عن أنفسهم وكسر الداخلية التي تطلق عليهم الرصاص وتقتل الآلاف منهم دون رادع، ولم تتردد في إستخدام أسلحة ثقيلة مثل الجرينوف وطائرات الهليكوبتر لقمع الثوار.
مدافع "المولوتوف"
وخلال الأيام الماضية بدأ كثير من الشباب في إتباع سياسة جديدة لمنع قوات الأمن من الاعتداء عليهم، عبر وسائل وأدوات بدائية للدفاع عن أنفسهم ومعاقبة قوات الأمن.
ويقول (أ. س) وهو أحد الشباب المناهض للانقلاب، إن أحدث هذه الوسائل هو مدفع "المولوتوف"، الذي يصنعونه يدويا ويمكن المتظاهرين من قذف زجاجات المولوتوف لمسافات بعيدة تصل إلى 200 متر وبدقة كبيرة جداً.
وأكد في تصريحات خاصة لـ "عربي 21" إن المدفع يتم تصنيعه باستخدام مكونات بسيطة مثل مواسير المياه البلاستيكية وولاعات الغاز وحبات البطاطا، مشيرا إلى أنهم نجحوا في تجربته لقذف زجاجات المولوتوف لمسافة 200 متر، وهو ما يمكن الثوار من إصابة الأهداف المراد إحراقها من مسافات بعيدة دون المخاطرة بالاقتراب منها كما كان يحدث من قبل.
وأشار إلى أن هناك تجارب تجرى الآن لزيادة مدى هذه المدافع وتدريب الثوار عليها وابتكار أنواع أخرى من أسلحة الدفاع عن النفس لمواجهة البلطجية وقوات الأمن، مؤكدا نجاهم في إحراق عدد كبير من سيارات
الشرطة في الفترة الأخيرة بواسطة ذلك السلاح البدائي.
لن نلتزم بسلمية التحالف
وأعلنت مجموعات من الشباب يطلقون على أنفسهم اسم "الذئاب المنفردة"، مسئوليتهم عن إحراق السيارات الخاصة بضباط الشرطة كان آخرها سيارة ضابط بمدينة نصر الجمعة.
يأتي هذا بعد أن نشرت صفحتهم على "فيس بوك"، الخميس الماضي، أنهم لن يلتزموا بسلمية تحالف دعم الشرعية، وأكدوا استمرارهم في التصعيد ضد ضباط الشرطة الذين يقتلون المتظاهرين خلال أسبوع أطلقوا عليه "الصمود وفاء للشهداء".
وكات مجموعات "الذئاب المنفردة" قد أعلنت منذ ثلاثة أسابيع مسئوليتها عن إحراق محول الكهرباء المغذي لمبنى المخابرات العامة بالقاهرة ومهاجمة قسمي شرطة شبرا بالقليوبية والعطارين بالإسكندرية.
ويحرص "التحالف الوطني لدعم الشرعية" على التأكيد دائما على سلمية الفاعليات التي يدعو لها لمناهضة الإنقلاب وعدم وقوع الثوار في فخ العنف.
وأعلن القيادي بالتحالف "محمد عبد الموجود"، عضو الهيئة العليا لحزب الوطن و الوطني لدعم لشرعية ورفض الانقلاب، رفض التحالف للعنف وقتل الأشخاص عسكريين كانوا أو مدنيين، مشيرا - في الوقت نفسه - إلي أن السلمية لا تعني الاستسلام وأن التحالف لا يرفض استخدام وسائل اللاعنف والمقاومة المدنية".
كما دعت حركة "شباب ضد الانقلاب"
المصريين لمواصلة التصعيد الثورى السلمي، وتغيير تكتيكات المواجهة مع أمن السلطة الحالية، ودراسة كافة التجارب الثورية المماثلة وتطبيقها فى إطار المقاومة السلمية، وحق الدفاع الشرعى عن النفس، ومنها تشكيل مجموعات مدنية "لحراسة" المقاومة السلمية.
الداخلية تلاحقهم
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، استمرار حملات تتبع القائمين على صفحات على فيس بوك تحرض على أعمال عدائية ضد رجال الشرطة، ونشر أساليب وطرق تصنيع الأسلحة والعبوات الناسفة.
وأكد بيان صادر عن وزارة الداخلية الجمعة أنه تم إلقاء القبض على مديري صفحات على فيس بوك تنشر تحريضا ضد ضباط الشرطة وتنشر بياناتهم الشخصية، وتشرح كيفية حرق سيارات الشرطة وتصنيع وسائل الدفاع عن النفس، حيث قررت النيابة العامة حبسهم على ذمة التحقيقات.
ومن أشهر تلك الصفحات التي تم إنشائها مؤخرا على فيس بوك "حركة مولوتوف" و"سراى المقاومة الشعبية" و"كتيبة المشاغبين" و"ولع" و"الردع السلمي" و"الذئاب المنفردة" وهي تعبر عن حركات شبابية معارضة للإنقلاب تسعى للرد على اعتداءات الداخلية والدفاع عن الثوار.
وبثت صفحة "مولوتوف" على فيس بوك مقاطع فيديو فيديوهات وصور توضح طريقة صنع المولوتوف وقاذفة لمدى بعيد وطرق تعطيل مركبات الشرطة والجيش.
أما صفحة "ولع"، فقالت إن أعضائها نجحوا في تطوير "قاذف مولوتوف" ليصل إلي مسافات بعيدة، وتوصلوا كذلك إلي مواد كيماوية لمواجهة قنابل الغاز المسيل للدموع.
ودعت صفحة "الردع السلمي"، إلى تشكيل مجموعات صغيرة من الشباب المؤهل بدنيا لاستهداف عربات الأمن وحرقها بشكل مفاجئ قبل وصولها للمسيرات"، ووضعت الصفحة خطة تستهدف تدمير 8 آلاف آلية للأمن بالقاهرة الكبرى وحدها خلال شهرين.
وأعلنت حركة ''طلاب ضد الانقلاب'' مسؤوليتها عن إحراق نقطة شرطة الحي العاشر بمدينة نصر الأحد الماضي بعد اعتداء أفراد القسم عليهم أثناء مسيرتهم صباح اليوم نفسه.
ودعا أحمد عبد العزيز المستشار السابق للرئيس المنتخب محمد
مرسي لشئون الإعلام عبر "فيس بوك"، الشباب لتشكيل مجموعات صغيرة لحرق أقسام وسيارات الشرطة، حتى يقللون الخسائر بين صفوف الثوار.