دافع
حزب النور (ذو التوجه السلفي) عن تأييده لتعديل "
خارطة الطريق" - التي أعلنها قادة الانقلاب العسكري يوم 3 تموز/ يوليو 2014 - مسجلا بذلك تراجعا عن موقفه السابق المستمسك بتطبيق هذه الخارطة بحذافيرها، وعدم إجراء أي تعديل عليها، وبالأخص استمساكه بإجراء الانتخابات البرلمانية قبل الرئاسية.
وقال نادر بكار مساعد رئيس الحزب لشئون الإعلام: "إن الموقف الأصلي (لحزب النور) من تعديل خارطة الطريق أن تظل كما هي دون تقديم للانتخابات الرئاسية على البرلمانية، ولكن رأينا في الوقت نفسه أنه يجب علينا أن نتفهم ازدياد الحاجة في الشارع
المصري لوجود رئيس في هذا التوقيت الصعب، ولذلك أبدينا تفهمنا، وقبلنا التوافق الذي حدث بين القوى السياسية".
وكشف بكار، في حواره مع جريدة "الفتح" الجمعة، عن أن حزب النور شارك بالقعل في مناقشات تعديل خارطة الطريق، و"قمنا بعرض وجهة نظرنا". وجريدة "الفتح" هي لسان حال حزب "النور"، وتنشر مقالات أسبوعية لكبار قياداته في كل عدد.
وفي حواره مع الجريدة حمل نادر بكار بشدة على جماعة الإخوان المسلمين. وزعم أنه لا يمكن إعفاؤها من مسؤولية ارتكاب جرائم العنف الأخيرة، والتحريض عليها، وكذلك المسئولية عن التكفير والتخوين.
كما اتهم بكار جماعة "الإخوان المسملين" بمحاولة الاعتداء البدني على قيادات في الحزب والدعوة السلفية، بهدف جر شباب الحزب والتيار السلفي للاشتباك مع شباب الإخوان في الشارع"، زاعما أن قيادات "النور" وعت هذه النيات التي يريدها الإخوان، فطالبت الشباب بالتزام التعامل بالحسنى معهم.
وشدد على رفض الحزب فكرة الدفع بمرشح للتيار الإسلامي لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في هذه المرحلة، "لمراعاة تأثير السنة التي حكم فيها الدكتور محمد مرسي، والفشل الذي منيت به هذه التجربة في الحكم" حسب قوله.
وأضاف: "لابد أن يرى الناس أي إنجاز للتيار الإسلامي على الأرض قبل الدفع بأي مرشح يتنتمي للتيار الإسلامي، لإعادة الثقة فيه مرة أخرى"، على حد تعبيره.
وقال بكار إن حكومة حازم الببلاوي خيبت آمال وطموحات المصريين، معتبرا أنه لا بد من إجراء تعديل وزاري جيد عليها؛ لتكون أكثر استحابة لمطالب الشارع المصري.
ورجح مشاركة جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية المقبلة عن "طريق أسماء أخرى ربما تكون من قيادات الصفوف الأخيرة غير المعروفة، والذين لا ينتمون بطبيعة الحال لقادة الصف الأول والثاني، لأنه من الصعب أن يفوت الإخوان المسلمون أربع سنوات كاملة، وهم خارج المشهد السياسي"، بحسب قوله.
وشدد على أن حزب "النور" يؤيد النظام المختلط بين الفردي والقائمة للانتخابات البرلمانية المقبلة، "لأنه من أكثر الأنظمة عدلا، ولأنه يحفظ حق الأحزاب نفسها"، مشيرا إلى أنه في حالة عدم وجود قائمة بصورة كاملة في النظام الانتخابي سيكون فيه ظلم للأحزاب، "لأنه لا قيام لأحزاب قوية في مصر إلا بنظام القائمة، ولأن الاقتصار على القائمة وحدها سيحرم المستقلين من دخول البرلمان، باعتبار أنهم لا ينتمون لأي حزب سياسي"، حسبما قال.