شددت قوات حفظ السلام الأفريقية (ميسكا) المنتشرة في
أفريقيا الوسطى، من الإجراءات الأمنية في العاصمة بانغي، استعدادًا لحفل تنصيب الرئيسة المؤقتة المنتخبة حديثًا كاثرين سامبا-
بانزا، والمزمع إقامته في وقت لاحق الخميس، بحسب متحدث باسم القوات.
وقال متحدث باسم (ميسكا)، فضل عدم الكشف عن اسمه إن "قواتنا كثفت دورياتها، وفي حالة تأهب قصوى قبيل تنصيب الرئيس سامبا-بانزا".
وانتخبت بانزا، التي كانت تشغل منصب عمدة العاصمة بانغي، الاثنين الماضي من جانب المجلس الوطني الانتقالي، رئيسة مؤقتًا للبلاد؛ بعد انحصرت المنافسة خلال الجولة الأخيرة من التصويت بينها وديزاير كولينغبا، نجل الرئيس السابق أندريه كولينغبا.
وتأتي بانزا خلفا لميشال
دجوتوديا، أول رئيس مسلم للبلاد منذ استقلالها عن فرنسا، بعد أن استقال من منصبه في وقت سابق هذا الشهر بفعل ضغوط دولية وإقليمية.
سامبا بانزا، (59 عامًا)، ولدت في تشاد لأم من أفريقيا الوسطى، وأب كاميروني، درست القانون في فرنسا، وكانت ناشطة لحقوق المرأة، وهي أم لثلاثة أطفال، وستصبح أول سيدة تتولى منصب رئيس دولة في قارة أفريقيا.
وفي أول خطاب لها بعد انتخابها، دعت بانزا إلى المصالحة، وطلبت من جميع المليشيات في البلاد إلقاء السلاح.
ومنذ الأربعاء، شددت قوات حفظ السلام الإفريقية والفرنسية الإجراءات الأمنية وكثفت الدوريات في بانغي.
وقال شاهد عيان إن "هناك العديد من حواجز الطرق في جميع أنحاء المدينة".
وأوضح أن كل من سائقي السيارات والمشاة يتم توفيقهم من جانب قوات حفظ السلام، وتفتيشهم للتأكد من أنهم لا يحملون أسلحة.
ومن المتوقع أن يصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى بانغي لحضور حفل التنصيب، إلى جانب العديد من زعماء الدول الإقليمية أو ممثلين، فيما أشارت مصادر دبلوماسية إلى أنه يتوقع أن يعطي فابيوس دعم بلاده لرئيس الدولة الجديد.
وشهدت الأيام الأخيرة تصاعد العنف ضد الأقلية المسلمة في البلاد؛ حيث اقتحم حشد من الغوغاء المسيحيين الغاضبين الاربعاء، سجن "نغاراغبا" المركزي في العاصمة بانغي، وقتلوا خمسة جنود "
سيليكا" السابقين كانوا محتجزين بداخله.
ويوم الأحد الماضي، قتل اثنان من المسلمين وأحرقت جثثهم على يد حشود من المسيحيين في العاصمة بانغي.
وأشارت "منظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية الخيرية السبت الماضي، إلى أن "23 مسلمًا على الأقل من بينهم ثلاثة أطفال، قتلوا، بينما جرح 22 آخرين إثر الهجوم على قافلة شاحنات كانت تقلهم إلى تشاد".
ومن جانبها، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان الأحد الماضي، أن "موظفيها دفنوا 50 جثة خلال يومين".
وفى أبريل/ نيسان من العام الماضي، أعلن المجلس الوطني الانتقالي في أفريقيا الوسطى، اختيار دجوتوديا، رئيسًا مؤقتًا للبلاد، وأعلن الأخير أنه سيسلم السلطة في العام 2016 أي بعد فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات.
وجاء اختيار دجوتوديا رئيسا مؤقتا للبلاد بعد شهر واحد من إطاحة مسلحي مجموعة "سيليكا" بالرئيس السابق فرانسوا بوزيز، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عام 2003.
وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين، شارك فيها مسلحو "سيليكا"، ومسلحو "مناهضو بالاكا" (المسيحيين) الذين يعرفون أيضا بـ مناهضو حملة السواطير"، ما أسقط مئات القتلى، وفقا لتقديرات وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.