حذر ساسة واقتصاديون وباحثون "
إسرائيليون" من مغبة انهيار الاقتصاد "الإسرائيلي" في حال تواصلت وتيرة
المقاطعة التي يفرضها العالم بسبب سلوك حكومة بنيامين نتنياهو تجاه
الفلسطينيين.
وقال وزير المالية يئير لبيد، الذي يرأس حزب "ييش عتيد"، ثاني أكبر حزب في الائتلاف الحاكم، إن الوضع القائم حالياً سيؤثر على الوضع المادي لكل "إسرائيلي"، مشيراً إلى أنه متشائم إزاء المستقبل.
ونقل موقع صحيفة "معاريف" مساء الأربعاء عن لبيد قوله قبل مغادرته للمشاركة في "منتدى دافوس الاقتصادي" إن وزارته شكلت طواقم لبناء سيناريوهات حول الوضع الاقتصادي في إسرائيل في حال فرض مقاطعة شاملة على "إسرائيل"، مشيراً إلى أن كل السيناريوهات تفضي إلى "نتيجة سيئة".
وفي ذات السياق، أكد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أن المقاطعة الاقتصادية "تمثل خطراً يفوق في أضراره كل الأخطار الأمنية".
ونقلت الإذاعة العبرية صباح الخميس عن بيريز قوله إن إسرائيل مطالبة بإبداء المرونة المطلوبة من أجل التوصل لتحقيق تسوية سياسية حتى لا يتم تحميلها المسؤولية عن تعطيل المفاوضات، مما يمثل بحد ذاته سبباً لفرض المزيد من المقاطعة على "إسرائيل".
وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم" قد كشفت في عددها الصادر أمس الأربعاء النقاب عن أن بيريز يوجه في لقاءاته مع ممثلي الأحزاب والساسة "الإسرائيليين" انتقادات حادة لمطالبة نتنياهو الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية "إسرائيل".
وأشارت الصحيفة إلى أن بيريز وصف موقف نتنياهو بـ "السخيف"، مشيرة إلى أن لبيد يتبنى نفس الموقف من المطالبة بالاعتراف بيهودية "إسرائيل".
وفي ذات السياق،كشف موقع "واي نت" الإخباري النقاب عن أن 100 من كبار مدراء المرافق الاقتصادية في "إسرائيل" قد حذروا من "النتائج الكارثية" لجمود المفاوضات، مشيرين إلى أن "إسرائيل" لا يمكنها مواصلة النمو الاقتصادي والازدهار في حال تم تحميلها المسؤولية عن فشل مشروع التسوية.
ونوه الموقع صباح اليوم إلى أن الاقتصاديين البارزين، الذين يشاركون حالياً في " منتدى دافوس" لن يترددوا في توجيه انتقادات لسياسة حكومة نتنياهو خلال كلماتهم أم المشاركين في المنتدى.
وأوضح الموقع أن الاقتصاديين "الإسرائيليين" سيؤكدوا على أنه بدون إقامة دولة فلسطينية " فلن تضمن إسرائيل مواصلة النمو الاقتصادي"، وسيؤكدون أن "الإسرائيليين" جميعاً سيعانون من هذه الأوضاع.
ومما يدلل على بدء "إسرائيل" دفع ثمن اقتصادي نتاج المقاطعة، ذكرت إذاعة الجيش "الإسرائيلي" صباح الخميس أن
المستوطنات اليهودية في منطقة "غور الأردن" خسرت العام الماضي 29 مليون دولار لتوقف الأوروبيين عن استيراد منتوجاتها الزراعية من التمور والفلفل والعنب.
وأكدت الإذاعة أن التصدير من مستوطنات الغور التي يبلغ عددها 21 مستوطنة قد تراجع بنسبة 14%، وهو ما ينذر بأزمة كبيرة.
وفي سياق متصل، قال جرشون موسيكا، المسؤول عن المجمع الصناعي "بركان"، الذي يضم كل المصانع المقامة في شمال الضفة الغربية إن هناك مخاوف جمة من إمكانية تأثر عمل المصانع بالمقاطعات.
ونقلت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر أمس الأربعاء عن موسيكا قوله إن مجمع "بركان" يضم 120 مصنع، مشدداً على أن هناك خوفا حقيقيا من تكبد أصحاب المصانع خسائر كبيرة في حال توقف العالم عن استيراد ما تنتجه هذه المصانع، مستدركاً إنه لم يحدث حتى الآن أي تغيير على أنشطة التصدير من المجمع.