استقالة وزير الرياضة المصري بعد فشله بتحدي النادي الأهلي

أوقف رئيس الوزراء حازم الببلاوي، قرار وزير الرياضة طاهر أبوزيد الذي أصدره السبت، بحل مجلس إدارة الأهلي، برئاسة حسن حمدى وإحالته إلى نيابة الأموال العامة للتحقيق، وتعيين مجلس بديل برئاسة عادل هيكل لإدارة النادي، حتى موعد الانتخابات المقبلة. 

واعتراضا على قرار الببلاوي بتجميد حل مجلس إدارة الأهلى، تقدم أبو زيد باستقالته من منصبه، وأعلن أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا الأحد لكشف كل التفاصيل الخاصة بقراره الملغي، والمخالفات التي ارتكبها مجلس إدارة الأهلي.

مبررات مجلس الوزراء

وأعلن هاني صلاح الدين المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن إلغاء الببلاوي لقرار أبو زيد بعد اتخاذه بساعات قليلة جاء في إطار اختصاصات رئيس مجلس الوزراء وفقا للدستور الجديد الذي تم إقراره السبت.

وصرح صلاح الدين لقناة "الأهلي" الفضائية، السبت: أن الببلاوي أوقف القرار بسبب الظروف السياسية والأمنية التي تمر بها البلاد، الآن ولحين دراسته بشكل متأن ومن كل الجوانب، مضيفا "سنستمع لوجهات نظر جميع الأطراف، من أجل الحفاظ على النادي الأهلي، كقيمة رياضية كبيرة في الشرق الأوسط وإفريقيا، وأيضا الصالح العام".

وأكد مصدر بوزارة الرياضة، وجود اتصالات بين مجلس الوزراء ووزير الرياضة، لإثناء أبو زيد عن قراره بتقديم استقالته، بهدف الحفاظ على هيكل الحكومة، التي لم تشهد أي استقالات أو تغيير منذ تشكيلها عقب إنقلاب 3 يوليو.

وكان بيان وزارة الرياضة قد أكد في بيان له السبت، تحويل مجلس إدارة الأهلي إلى نيابة الأموال العامة للتحقيق في 16 مخالفة مالية وإدارية، من بينها "غض الطرف عن أخونة النادي بما يتحدى "إرادة الشعب في 30 يونيو"، والتلويح بعلامات رابعة في محفل دولي، والامتناع عن تنفيذ أحكام قضائية، وعدم صرف مستحقات العاملين.

أقوى من مبارك ومرسي

من جانبه شن عادل هيكل، رئيس المجلس المعين من قبل أبوزيد هجوما ضاريا على "حسن حمدي، وتساءل "كيف يسمح له برئاسة الأهلى رغم خروجه بكفالة 2 مليون جنيه على ذمة قضايا فساد، ولا يسمح له بالتصرف فى أمواله الشخصية، فكيف يدير مؤسسة بحجم الأهلى ويتصرف فى أمواله العامة.

وشدد نجم الأهلى الأسبق في تصريحات لصحيفة الشروق، أنه سيذهب برفقة أعضاء مجلسه الجديد، إلى مقر النادى الأحد لتسلم إدارته، وتابع: "سيتركون النادى غصب عنهم لأنهم لا يمتلكون صفة قانونية للاستمرار".

كما هاجم مصطفى يونس، - الذي كان عضوا في مجلس الإدارة المعين -  قرار رئيس الوزراء، وقال: "إن حسن حمدي أثبت أنه أقوى من حسني مبارك ومحمد مرسي، وأنه فوق القانون ولا يستطيع أحد محاسبته، رغم أنه محول للجنايات بسبب قضايا فساد".

وشدد "يونس" في تصريحات لقناة "المحور" السبت على عدم تنازله عن حقه فى إدارة النادي، وأنه سيرفع دعوى قضائية مستعجلة ضد قرار الحكومة، معلنا اعتصامه أمام مقر مجلس الورزاء بداية من الأحد.

وتابع "الأهلي أصبح ناد متأخون في عهد مرسي، وحسن حمدي عقد صفقة مع الإخوان لكي لا يتم سجنه في قضية الأموال المتهم فيها".

تصفية حسابات

وشهدت العلاقة بين الأهلي ووزير الرياضة توترا شديدا، كان آخرها الأزمة بين النادي من جانب ولجنتا البث والأندية والتليفزيون المصري من جانب آخر، بعد بيع حقوق بث مباريات الفريق بشكل منفرد مقابل 41 مليون جنيه، على الرغم من بيع الدوري كاملا لتليفزيون الدولة حصرياً مقابل 70 مليون جينه فقط.

كان قد الأهلي قد بدأ - قبل قرار الببلاوي - فى اتخاذ خطوات تصعيدية ضد وزير الرياضة، فقدم شكاوى إلى رئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء واللجنة الأوليمبية الدولية والاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، يتهم فيها أبوزيد بالتدخل فى شئون الأندية، وطالب الجهات الدولية بالتدخل لإنقاذ الرياضة المصرية من التدخل الحكومي.

وأشاد حسن حمدي رئيس الأهلي بقرار الببلاوي الذي وصفه بالـ"حكيم"، وقال: "إن الدستور الجديد انحاز للشرعية، وأنقذ الرياضة المصرية من عقوبات دولية، يمكن أن يتم تطبق عليها بسبب تلك القرارات الفردية".

وأكد الأهلي - في بيان له السبت "أن إيقاف حل مجلس إدارة النادي، أنصف المجلس من قرار باطل صدر دون سند قانوني، وحافظ على رغبة أعضاء الجمعية العمومية ضمن استقرار النادي، واستكمال المجلس مسيرته الناجحة الحافلة بالإنجازات".

وأكد أعضاء بالمجلس "أن القرار الذي اتخذه وزير الرياضة، كان لأسباب شخصية، وتصفية للحسابات بينه وبين مجلس الأهلي رغم الإنجازات التي حققها، وأنه قرار متسرع وغير مدروس".

ودخل نادي الزمالك على خط الأزمة، حيث تقدم مدحت بهجت نائب رئيس الزمالك، باستقالته اعتراضاً على وجود مجاملات لأندية على حساب أندية أخرى.

كما طالب صبري سراج نائب رئيس مجلس إدارة الزمالك السابق، الحكومة بإعادة مجلس ممدوح عباس المنتخب، الذي تم حله بقرار من وزير الرياضة منذ شهرين، وتساءل "لماذا انتفض الببلاوي لوقف حل مجلس الأهلي، والتزم الصمت أمام الإطاحة بمجلس الزمالك".

وسخر أحمد حسام ميدو، لاعب الزمالك السابق، من إلغاء قرار طاهر أبوزيد، بحل مجلس إدارة الأهلي، قائلاً: " تأكدت الآن أن الأهلي دولة منفصلة داخل مصر".