اختفت من لجان التصويت على التعديلات الدستورية مشاهد السيدات المنتقبات والرجال الملتحون خلال
الاستفتاء الذي شهدته
مصر الثلاثاء والأربعاء.
ويقول محللون "إن
حزب النور الذي كان بين القوى المشاركة في الإنقلاب فشل فشلا ذريعا في حشد قواعده والمؤيدون له من السلفيين للمشاركة في الإستفتاء، بعكس التوقعات".
الاستفتاء كشف فشل النور
وقالت وكالة آسوشيتدبرس: "إن حزب النور لم يستطع حشد الجماهير من أتباعه للتصويت على مشروع الدستور الجديد الذى أعلن دعمه له، حيث كن الإقبال منخفضا جدا فى معاقل السلفية ولاسيما فى القرى الصغيرة في أول اختبار له بعد 30 يونيه".
وأوضحت الوكالة "أنه فى كثير من القرى القريبة من الجيزة، شهدت مراكز الاقتراع إقبالا ضعيفا من الناخبين، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع استفتاء ديسمبر 2012، عندما قام
السلفيون بحشد المصوتين ونقلهم بالحافلات الصغيرة إلى مراكز الاقتراع حيث وقفوا فى صفوف طويلة".
وقال المستشار أحمد الزند، أحد الداعمين للانقلاب: "قيادات حزب النور شاركوا في الاستفتاء لكني لم أر السلفيين فى طوابير التصويت، ويبدو أن القيادات فى ناحية والقواعد فى ناحية أخرى".
وتعارض كافة قوى الإسلاميين الإنقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي بإستثناء حزب النور، كما قادت حملة لمقاطعة الإستفتاء، دعا لها التحالف الوطني لدعم الشرعية.
ويقدر عدد السلفيين في مصر ما بين 3- 6 مليون عضو مما يجعلهم مصدرا مهما للتجنيد من الجماعات الجهادية التي تواصل حملتها ضد الحكومة، وليس لديهم القدرة على ضبط أعضائهم بخلاف الإخوان المسلمين.
وأرجع مراقبون إحجام السلفيين عن المشاركة في الاستفتاء إلى الصدام بين حزب النور و شيوخ الدعوة السلفية مثل أبو اسحق الحويني الذين أصدروا فتاوى بمقاطعة التصويت، كما أن دعم الحزب للحكومة التي تقمع الإسلاميين أثر على حجم قاعدته الإنتخابية والتأييد الشعبي له.
دوره انتهى
من جانبه أكد الدكتور محمد إمام رئيس مجلس أمناء الدعوة السلفية أن "إخفاق حزب النور في الحشد خلال الاستفتاء يدل على أن الحزب صار من الماضي ولم يعد يحظى بأي رصيد شعبي"، موضحا أن "هذا الفشل للحزب كان متوقعا، لاسيما أن الحزب أصبح ممثلا فقط في مجموعة قليلة من القيادات مثل الشيخ ياسر برهامي وجلال المُرة ونادر بكار الذين يشكلون "لوبي" المصالح داخل الحزب".
وقال الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية: "إن حزب النور اختفى تماما في عمليات التصويت على الدستور، وتأكد للجميع أنهم لا يمثلون السلفية في مصر، مؤكدا أن دور حزب النور انتهى، ولن تكون له مقاعد في البرلمان المقبل".
ودافع "برهامي" عن النور، مشيرا إلى أنه الحزب الوحيد الذي تحرك في الشارع لمساندة الدستور وتحدى الإخوان وأنصارهم.
وقال الدكتور شعبان عبد العليم، الأمين المساعد للحزب، لصحيفة المصري اليوم: "إن شعبية الحزب لا تقتصر على أصحاب اللحية والنقاب، بل تمتد إلى جميع فئات المجتمع، مبررا عدم ظهور الحشد أمام وسائل الإعلام، وعدم تجمع الملتحين والمنتقبات أمام اللجان بالخوف من الاعتداء عليهم".
وتعليقا على غياب السلفيين في عمليات التصويت قال نادر بكار نائب رئيس الحزب: "إنهم بذلوا جهدا كبيرا ونظموا حملات لتحفيز المواطنين للنزول والموافقة على الدستور".
وعقد حزب النور والدعوة السلفية عدة مؤتمرات في الأسابيع الأخيرة للدعوة إلى المشاركة في الدستور والتصويت بنعم، وخلال يومي الاستفتاء جابت عشرات السيارات الشوراع تعتليها ميكروفونات تدعو المواطنين للمشاركة في الاستفتاء، كما خصص الحزب سيارات ومركبات "التوك توك" لتوصيل الناخبين مجانا إلى مقار اللجان.
وفي بعض المحافظات نظم حزب النور مسيرات محدودة للحشد للتصويت على الدستور خاصة في اليوم الثاني للاستفتاء شارك فيها عدد من قيادات الحزب والدعوة السلفية، كما تواجد عدد من أنصار الحزب أمام اللجان مستعينين بالحواسب المحمولة لإرشاد الناخبين ومساعدتهم على الإدلاء بأصواتهم.
تهديدات بحل الحزب جراء فشله
والعلاقة بين القوى المدنية وحزب النور، المشتركون في دعم الإنقلاب، ليست على ما يرام، فكثيرا ما تبادل الطرفان الحملات العدائية والاتهامات منذ استفتاء مارس 2011.
وظهر عدد من قيادات الأحزاب المدنية في برنامج تلفزيوني مساء أول أمس – اليوم الأول من الاستفتاء – ووجهوا انتقادات حادة لحزب النور متهمينه بعدم الوفاء بتعهداته بالحشد للتصويت على الاستفتاء، وقالوا : "إن السلفيين غابوا تماما عن اللجان، حتى في المناطق المعروفة بقوة التأييد للدعوة السلفية مثل الاسكندرية ومطروح وكفر الشيخ".
وقال أحمد فوزى، أمين عام الحزب المصري الديمقراطي: "إن القوى المدنية قدمت تنازلات كبيرة لحزب النور وخضعت لعملية ابتزاز داخل لجنة الخمسين التي صاغت الدستور، في مقابل الوعد بالحشد ومواجهة الإخوان".
وتابع فوزي "إن حزب النور هو أكثر الأطراف السياسية التي استفادت من ثورة 25 يناير و"ثورة 30 يونيو"، دون أن يشارك في أي من الثورتين"، على حد قوله.
ووصل الأمر إلى تهديد هذه القيادات لحزب النور بأنه قد يجد نفسه منحلا – أسوة بجماعة الإخوان المسلمين- إذا لم يبذل الجهد الكافي في إقناع قواعده بخارطة الطريق.