تناولت الصحافة
الإسرائيلية ما تسميها "
العمليات الانتحارية" التي يقوم بها مسلحون في العالم، موضحة الأسباب التي أدت إلى ارتفاع نسبة العمليات في العالم وبشكل خاص في
الشرق الأوسط لعام 2013.
وأشارت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في عددها الخميس تحت عنوان "صورة وضع عالمية عن العمليات الانتحارية في العام 2013"، أن الارتفاع في عدد العمليات الانتحارية في العالم عام 2013 يعود لعدم الاستقرار في دول الشرق الأوسط ولا سيما من التصعيد في الحروب الأهلية في
العراق وسوريا، حيث تحولت الأخيرة من مواجهة محلية إلى مواجهة إقليمية.
وأضافت الصحيفة سببا آخر تمثل في "الصدى الذي حظيت به هجمة 11 أيلول 2001، أدى إلى ارتفاع كبير في دور منظمات الإرهاب المتماثلة مع القاعدة والجهاد العالمي في تخطيط وتنفيذ العمليات الانتحارية".
وقال كاتب المقال يوتم روزنر، إنه "في ضوء عدم الاستقرار السياسي العالي في دول الشرق الاوسط، يبدو ان الانتحاريين سيواصلون التصعيد لأنهم يرون أن وسائلهم ناجعة تحت تصرف الأطراف المتشددة.
وبين الكاتب أن "انعدام الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط، بسبب أحداث
الربيع العربي، أدى إلى ارتفاع كبير في العمليات الانتحارية"..
وقال إنه و"خلافا للادعاء الدارج القائل إن العمليات الانتحارية تنفذ في الغالب في الدول المحتلة، ولا سيما ضد قوة الاحتلال، فإن 32% فقط من العمليات نفذت في دول يوجد على أراضيها جيش أجنبي".
وتابع أن معظم العمليات نفذت ضد محليين كجزء من معركة داخل هذه الدول، ولا سيما في الدول التي تتدنى فيها شرعية النظام.
ومن جهة الإسرائيليين، يرى الكاتب أن تصعيد الانتحاريين يمثل لهم "تحذيرا لزيادة اليقظة الأمنية خوفا من أن تحاول بعض الجهات المشاركة في النزاعات الدائرة على طول حدودها وتصدير الانتحاريين إلى أراضيها"، مضيفا أن الأمر قد يشجع محافل المعارضة الفلسطينية على "محاولة الاستخدام من جديد لنمط العمل الفتاك هذا ضد الإسرائيليين".
وحول حجم العمليات الإرهابية قالت الصحيفة إن القفزة الدراماتيكية في حجم إرهاب الانتحاريين العالمي بدأ في بداية الألفين، حيث نفذت 3.500 عملية انتحارية حتى الآن، وفق ما جاء في الصحيفة.
"العمليات الانتحارية تحظى بعطف جماهيري"، على حد قول الكاتب، موضحا أنه و"رغم النسبة المتدنية للعمليات الانتحارية مقابل أنماط العمل الأخرى التي تستخدمها منظمات الإرهاب، فإنها تحظى بعطف جماهيري أعلى بسبب كونها أكثر فتكا وذات تأثير معنوي أكبر".
ويرى الكاتب أن العراق، "الذي بدأ يعاني من العمليات الانتحارية فقط بعد دخول القوات الغربية إلى نطاقه في العام 2003، تكبد حتى الآن نحو 1.500 عملية، معظمها كنتيجة للتوترات الدينية والعرقية.
وترى الصحيفة أيضا أن عدم الاستقرار السلطوي في مصر أدى إلى تعاظم أعمال الإرهاب في الدولة، وفق الصحيفة ولا سيما بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي من قبل الجيش.
وشدد الكاتب إلى أن الدولة الاسلامية في العراق والشام خلف معظم العمليات الانتحارية.
إلى جانب التصعيد في الشرق الأوسط، أضاف كاتب المقال أن أفغانستان وباكستان واصلتا لتكونا، في 2013 أيضا "من الدول الأكثر معاناة في العالم من العمليات الانتحارية. ففي هذا العام نفذ في أفغانستان 65 عملية وفي باكستان 35، بنسبة مماثلة للسنة السابقة".
وبحسب الصحيفة، فإن 291 عملية انتحارية نفذت في العام 2013، أدت إلى مقتل نحو 3.100 شخص، ويشير هذا المعطى إلى ارتفاع بنحو 25% مقارنة بالفترة الموازية من العام الماضي، حيث وقعت 230 علمية.
وفي العام 2013 نفذ في الشرق الأوسط 148 عملية انتحارية، تشكل نحو 50 % من إجمالي العمليات في العالم. ويشكل العراق ثلث إجمالي العمليات الانتحارية في العالم، وتبلغ 98 عملية، بارتفاع بمعدل 280% مقارنة بالسنة السابقة (35)، وفق الصحيفة.