أكد معتصمو ساحة اعتصام الشهداء بالفلوجة جاهزيتهم لمواجهة أي اقتحام ينفذه الجيش
العراقي، في حين تستمر
الاشتباكات غرب العراق حيث قتل الجمعة ما لا يقل عن عشرة أشخاص.
من جهته، طالب خطيب الجمعة الموحدة في
الفلوجة الشيخ عبد الحميد جدوع؛ وسائل الاعلام "بنقل معاناة اهل الانبار وما يتعرضون له ظلم من قبل الحكومة المركزية التي ظلمت طائفة معينة وانحازت الى طائفة اخرى". كما دعا الحكومة المركزية إلى وقف القصف المدفعي الذي يستهدف منازل مواطني
الأنبار، مما أدى لحدوث نزوح جماعي، إلى المناطق المجاورة.
وعبّر معتصمو ساحة اعتصام الشهداء في الفلوجة عن جاهزيتهم لأية هجوم او اقتحام من قبل الجيش لساحة الاعتصام او المدينة، مطالبين الامم المتحدة والجامعة العربية بعدم السكوت عما يحدث في المدينة الواقعة غربي بغداد.
وقال الناطق الاعلامي وأحد قادة ساحة اعتصام الشهداء في الفلوجة الشيخ محمد البجاري إن المعتصمين في ساحة اعتصام الشهداء في الفلوجة لا زالوا متمسكين بالاستمرار بالمطالبة بمطالبهم وحقوقهم التي خرجوا من أجلها.
ويطالب المعتصمون بعدة شروط من الحكومة العراقية، منها الإفراج عن المعتقلين في السجون العراقية، وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش التي تمارسها حكومة نوري المالكي ضد المكون السني، على حد قولهم.
وطالب البجاري في تصريح للصحفيين، الأمم المتحدة والجامعة العربية بعدم السكوت لما تتعرض له منازل المواطنين من قصف بالمدفعيات "يذهب ضحيتها العديد من الابرياء بين شهيد وجريح".
وتشهد محافظة الأنبار، وبشكل خاص مدينتي
الرمادي والفلوجة، منذ أكثر من 10 أيام اشتباكات متقطعة بين قوات الجيش و"ثوار العشائر".
وقوات العشائر هي مجموعة مسلحين من أبناء عشائر المحافظة تشكلوا لمواجهة القوات الحكومية، وذلك في أعقاب هجوم تلك القوات الأسبوع الماضي على ساحة اعتصام الرمادي (مركز محافظة الأنبار)، وإزالتها خيام المعتصمين المناهضين للمالكي، ولكنها تتشارك مع القوات الحكومية في قتال عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
وقالت مصادر طبية وعشائرية في محافظة الأنبار الجمعة إن 10 من المدنيين والعسكرين قتلوا وجرح 29 آخرين في اشتباكات متواصلة منذ مساء الخميس في مناطق بمدينتي الفلوجة والرمادي، بين "ثوار العشائر" من جهة والقوات الحكومية تدعمها قوات "الصحوات" من جهة اخرى.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر طبي في مدينة الفلوجة أن مدنيين اثنين قتلا فيما أصيب 6 آخرين، في قصف مدفعي لقوات الجيش على مناطق شرق المدينة. وأوضح المصدر أن مدنيين اثنين قتلا وأصيب 6 آخرون نتيجة قصف مدفعي لقوات الجيش على قرية الرعود التابعة لمنطقة الكرمة شرق الفلوجة.
في سياق متصل، قال مصدر عشائري في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، إن اشتباكات عنيفة اندلعت مساء الخميس في عدة مناطق في الرمادي باستثناء مركز المدينة، سقط خلالها 4 من عناصر الجيش وجرح 14 آخرين، دون أن يورد إحصائية لأعداد القتلى من المدنيين.
وشهدت مناطق "الزراعة" و"دور المخابرات" و"التلة" شرق المدينة اشتباكات أسفرت عن تدمير مدرعة وعدد من السيارات المصفحة التابعة للجيش الذي تمكن في النهاية من السيطرة على تلك المناطق، بحسب قول المصدر العشائري.
وأضاف المصدر أن قوة كبيرة من الجيش هاجمت أيضاً منطقتي "البوبالي" و"البعبيض" الواقعتين شمالي شرق الرمادي حيث تدور فيهما اشتباكات منذ يومين. والمنطقة زراعية وعرة تحيط بها البساتين وتدور فيها اشتباكات عنيفة بين "ثوار العشار" وقوات الجيش التي تستخدم الدبابات.
وأجبرت مقاومة "ثوار العشائر" القوات الحكومية الأخيرة على الانسحاب من المنطقتين مخلفة وراءها عددا من الجثث والآليات العسكرية، لم يحدد عددها، قبل معاودة الهجوم صباح الجمعة، بحسب المصدر نفسه.
وأشار المصدر إلى أن منطقة "البوفراج" شمال الرمادي قصفها الجيش العراقي صباح الجمعة بـ11 قذيفة هاون وتدور فيها معارك مستمرة، كونها تقع بمحاذاة الطريق الدولي السريع (يربط بين العراق وسورية والأردن).
وفي منطقة "35 كيلو" غربي الرمادي، شهدت المنطقة معارك عنيفة بين "ثوار العشائر" والقوات العراقية، اندلعت منذ مساء الخميس واستمرت حتى فجر الجمعة، وتمكن "الثوار" من تدمير آليتين للجيش وقتل 4 عناصر وجرح 14 آخرين.
أما جنوبي الرمادي في منطقة "الملعب" وشارعي "الستين" و"العشرين" فشهدت معارك عنيفة بين "ثوار العشائر" والقوات الحكومية، لينتشر بعدها القناصة من الطرفين على أسطح المنازل شلت بعد ذلك حركة الدخول او التنقل فيها.
في سياق متصل، أفاد مصدر طبي داخل مشفى الرمادي العام بوجود 4 جثث لقتلى الاشتباكات و9 جرحى جميعهم من المدنيين، دون أن يوضح فيما إذا كانوا سقطوا في اشتباكات الجمعة، أو في وقت سابق.
وقال مصدر بقوات حرس الحدود العراقية إن 4 من عناصر الحرس قتلوا وأصيب 35 آخرون بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة كانت تقلّهم بمحافظة الأنبار.
وأوضح المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه بحسب وكالة الاناضول، أن عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق العام في قضاء حديثة (180 كلم غربي الرمادي مركز محافظة الأنبار)، انفجرت مستهدفة حافلة كانت تقل أكثر من 40 عنصرا من قوات حرس الحدود كانوا في طريقهم إلى أسرهم لقضاء إجازة، ما أدى الى مقتل 4 منهم وإصابة 35 آخرين بجروح، مشيرا إلى أن جراح بعضهم "خطيرة".
واضاف المصدر أن قوة من حرس الحدود توجهت الى مكان الحادث وقامت بنقل المصابين الى المستشفى، لم يحدد اسمه، لتلقي العلاج فيما تم نقل الجثث الى الطبابة العدلية للقيام بالإجراءات القانونية قبل تسليمها إلى ذوي القتلى.
"انشقاق" في قبيلة:
من جهته، قال أحد وجهاء الأنبار وأمير قبيلة "بو فهد"، الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي، إن الاشتباكات لا زالت مستمرة ضد تنظيم داعش في هذه المناطق من أجل القضاء عليهم وخلاص الأنبار من شرهم".
وأضاف في تصريحات لمراسل الأناضول: "بعد تنظيف الرمادي والتأكد من خلوها من هذه المجاميع الإرهابية، سوف يكون لثوار العشائر والشرطة المحلية حملة واسعة في مناطق مختلفة من الأنبار لتطهيرها كلها من هذه التنظيمات الإرهابية".
وتابع الفهداوي: "طيران الجيش ساعدنا بهذه الحملة الواسعة عن طريق ضرب أوكار ومخابئ هذه المجاميع المتطرفة في المناطق التي تشهد الاشتباكات حاليا".
من ناحية أخرى، أفاد مصدر من عشيرة البو فهد، رفض الكشف عن اسمه، بأن "انشقاقًا حدث في صفوف عشيرة البو فهد بين مؤيد ومعارض لمسلحي عشائر الأنبار".
وقال المصدر إن "بعض أبناء القبيلة أعلنوا عن انضمامهم إلى صفوف تشكيلة جديدة باسم (صحوة نخوة النشامى) ودعمهم لثوار العشائر في الأنبار ودعوا العشائر بمختلف مسمياتها للوقوف في وجه كل من يتضامن ضد أبناء محافظة الأنبار".
وقبيلة "البو فهد" هي إحدى أكبر قبائل مدينة الرمادي، وتنتشر بصورة عامة في أغلب محافظات العراق، لكن النسبة الأكبر تتواجد في محافظة الأنبار وخاصة مدينة الرمادي. وكان هذه القبيلة معروفة بدعمها للجيش في عملياته العسكرية بالمحافظة.
وقتل منذ بدء الاشتباكات وحتى مساء الخميس 57 شخصا و300 جريح من المدنيين، بحسب مصادر طبية وعشائرية.
كما تشهد المحافظة منذ 21 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عملية عسكرية واسعة النطاق ينفذها الجيش العراقي تمتد حتى الحدود الأردنية والسورية، تشارك بها قطعات عسكرية ومروحيات قتالية، لملاحقة تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش".