قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن ما يجري في المنطقة؛ من سورية إلى لبنان فالعراق من عنف وأحقاد طائفية، واحتلال
القاعدة لأراضي في
العراق وسورية ما هو إلا نتاج للوضع الذي نشأ بعد الخروج الأمريكي من المنطقة، حيث لم تعد هناك قوة لديها السلطة أو القدرة على احتواء الأحقاد
الطائفية.
وقالت إن الفراغ الذي نشأ عن خروج الولايات المتحدة تتنافس
إيران والسعودية على ملئه.
ونقلت عن الروائي اللبناني إلياس خوري قوله إن المنطقة تمر بمرحلة حرجة، حيث تتنافس إيران والسعودية على السيطرة وليس هناك أفق للتوصل إلى اتفاقية أو حل عقلاني بينهما.
وقالت الصحيفة إن حكام الدول العربية يتحركون سريعا لملء الفراغ الأمريكي، حيث أشارت إلى تعهد
السعودية بدعم الجيش اللبناني بمبلغ 3 مليارات دولار؛ في محاولة لتعزيز نفوذها في لبنان الذي تلعب فيه إيران دورا عبر وكيلها اللبناني؛ حزب الله.
وأضافت الصحيفة قائلة إن ضعف الدولة الأمنية في البلدان العربية، ومحاولة الغرب فرض أجندته، والتطورات التي شهدتها البلدان العربية من انتفاضات أدت إلى ضعف الدولة الوطنية، وتراجع فكرة الحدود على نحو جعلت أبناء تلك الدول يبحثون عن الهويات الطائفية التي لم يكن الحكام الديكتاتوريون يسمحون لها بالظهور.
ومن هنا تتعامل كل من السعودية وإيران مع الحرب في سورية كحرب وجودية، حيث يتدفق المقاتلون الشيعة من العراق وإيران واليمن والبحرين. ويتلقى بعضهم تدريبات في إيران ويحصلون على رواتبهم من متبرعين شيعة في الخارج.
أما السعودية فتدعم جماعات إسلامية تقاتل إلى جانب جماعات مرتبطة بالقاعدة، وهي التي حاربت التنظيم المتشدد على أراضيها لأكثر من عقد من الزمان. وتبرر السعودية موقفها هذا بأنه لا خيار أمامها بعد أن حاولت دفع أمريكا نحو تدخل العسكري في سورية بلا جدوى.
وترى أن الوضع في العراق هو أسوأ، فنتاجا لسياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الطائفية، الذي عمل طوال العام الماضي على استهداف الرموز السنيّة السياسية، ما أدى إلى ظهور القاعدة والجماعات السنيّة المقاتلة التي اختفت ولم يعد لها وجود، حيث قدمت القاعدة نفسها على أنها حامية السنّة.
ومن خلال محوها للحدود بين سورية والعراق كانت "القاعدة" قادرة على إعداد الإنتحاريين ونقلهم إلى العراق، حيث ترسل ما بين 30 -40 انتحاريا في الشهر.
ونقلت عن محلل لبناني في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، بول سالم قوله إن الوضع في سورية ولبنان يعتمد على سؤال ما إذا كان السعوديون والإيرانيون يريدون التعايش أو البحث عن حل مشترك أو مواصلة حرب بالوكالة؟