قرر طرفا
النزاع في
جنوب السودان السبت تأخير بدء المحادثات المباشرة بينهما ما أضعف الآمال بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار سريع ينهي القتال ويبدد مخاطر الانزلاق نحو حرب أهلية شاملة.
وفيما التقى قادة كبار من وفدي الحكومة والمتمردين لوقت قصير بشكل مباشر، إلا أن الأطراف المتنازعة واصلت السبت إجراء محادثات منفصلة مع المفاوضين.
ولم يتم تحديد أي موعد لبدء المحادثات الثنائية المباشرة رغم أن الفريقين المفاوضين أمضيا ثلاثة أيام في نفس الفندق الفخم في أديس أبابا.
وأعلن وزير الإعلام الجنوب سوداني مايكل ماكوي المشارك في مفاوضات أديس أبابا والمتحدث باسم وفد المتمردين يوهانس موسى بوك أن الطرفين لن يلتقيا قبل وضع جدول أعمال للمفاوضات يوافق عليه الفريقان، ولا يعرف متى سيتم ذلك.
وأكد وزير الخارجية الأثيوبي تاوادروس أدهانوم إن متمردي جنوب السودان سيجرون أول محادثات مباشرة لهم مع الحكومة في محاولة لإنهاء أسابيع من العنف الذي أثار مخاوف من انزلاق أحدث دولة في إفريقيا صوب حرب أهلية.
وبدأت المحادثات في أثيوبيا بشكل يتسم بالبطء الجمعة بعد تأخير استمر أياما حيث اجتمع الجانبان مع وسطاء من الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا "إيغاد" ولكنهما لم يجتمعا مع بعضهما بعضا.
وقال أدهانوم الجمعة: "انتهينا بنجاح من المحادثات من خلال وسطاء، وسنمضي قدما في المناقشات المباشرة السبت".
استمرار المعارك الطاحنة بين الجانبيين
وميدانيا، أعلن الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب اغير أن "قواتنا لا تزال تتقدم في اتجاه بور، وهناك معارك عنيفة حصلت الجمعة" نافيا مزاعم المتمردين بأنهم تقدموا في اتجاه العاصمة جوبا.
وأشارت تقارير إلى معارك طاحنة شملت الدبابات وسلاح المدفعية في ضواحي بور، البلدة الإستراتيجية التي انتقلت السيطرة عليها من فريق إلى آخر ثلاث مرات منذ بدء القتال قبل ثلاثة أسابيع.
والقتال المستمر دفع بمنسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة في جنوب السودان توبي لانزر إلى تنبيه الجنود والمتمردين لضرورة حماية المدنيين والعاملين في الوكالات الإنسانية وإلا فإن الوضع الصعب أساسا سيتفاقم.
وأضاف لانزر "لقد وصل المزيد من الأشخاص إلى قواعدنا في جوبا، وأصبح العدد حاليا حوالي 30 ألف شخص في العاصمة لوحدها".
وتخشى الدول المجاورة لجنوب السودان أن يزعزع القتال منطقة شرق إفريقيا ويتزايد الضغط الدولي من أجل التوصل لاتفاق.
وكان وفد ريك
مشار وجه اتهاماته لدولة أوغندا بالتسبب في تردي الأوضاع في جنوب السودان، وقال إن القوات الأوغندية شاركت في قصف مواقع لهم برا وجوا وهو الذي يعتبره الوفد السبب في عدم الوصول إلى اتفاق مع سلفاكير، كما يعتبر مشار أن السودان مساند لسلفا كير.
ومن جهتها قدمت الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا "إيغاد" مقترحا طلبت فيه من طرفي الصراع في جنوب السودان وقف إطلاق النار؛ وإيجاد مناطق آمنة لمرور الإغاثة للمتضررين؛ وإطلاق سراح المعتقلين، بحسب مصادر مقربة من الإيغاد.
واشنطن أجلت مزيدا من العاملين في سفارتها
وفي إشارة إلى تدهور الأوضاع الأمنية أجلت الولايات المتحدة الجمعة المزيد من العاملين في سفارتها في جوبا عاصمة جنوب السودان الذي حصل على استقلاله من السودان منذ عامين فقط وفقا لاتفاق سلام أنهى إحدى أطول الحروب الأهلية في إفريقيا.
وأمرت واشنطن أيضا كل رعاياها بمغادرة البلاد. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن أكثر من 440 بين مسؤولين ومواطنين أمريكيين أجلوا الآن على متن طائرات مستأجرة وطائرات عسكرية.
بداية النزاع بجنوب السودان بين كير ومشار
وكان كير قد اتهم نائبه السابق مشار الذي أقاله في تموز/ يوليو 2013 ببدء القتال في محاولة للسيطرة على السلطة. وكير من قبيلة "الدنكا" في حين أن مشار من قبيلة "النوير".
وينفي مشار ذلك لكنه اعترف بقيادة جنود يقاتلون الحكومة. ويقول إن الرئيس يبعد معارضيه السياسيين داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة قبل الانتخابات المقررة العام المقبل.
والمحادثات في أثيوبيا تهدف إلى التركيز على موعد وقف إطلاق النار وكيف يمكن مراقبته.
وأسفر النزاع الذي بدأ في 15 كانون الأول/ ديسمبر بين وحدات الجيش الموالي لسلفا كير وحركة التمرد المدعومة من خصمه مشار عن سقوط آلاف القتلى كما أدى إلى نزوح حوالي 200 ألف شخص.
وأشارت الأمم المتحدة إلى "أعمال قتل خارج إطار القضاء بحق مدنيين وأسر جنود والعثور على عدد كبير من الجثث" في العاصمة جوبا وكذلك في بلدتي بور وملكال.
ووفقا لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان (يوناميس)، قتل أكثر من 1000 شخص، ونزح 122 ألف على الأقل عن ديارهم، فيما لجأ 63 ألف آخرين إلى قواعد الأمم المتحدة في البلاد منذ اندلاع القتال قبل أكثر من أسبوعين، تشوبه أعمال عنف عرقي على نحو متزايد.