بات في وسع مستهلكي القنب الهندي في الولايات المتحدة استهلاك الماريجوانا لغايات ترفيهية تحت حماية القانون في ولاية كولورادو في غرب البلاد اعتبارا من الأول من كانون الثاني/يناير ، بانتظار تنفيذ هذه المبادرة في ولاية واشنطن بعد بضعة أشهر.
وبموجب قانون اقر في تشرين الثاني/نوفمبر، فتحت أولى المقاهي التي يباع فيها القنب الهندي (كافي شوبس) أبوابها الأربعاء في ولاية كولورادو حيث بات يسمح لمن تخطوا الحادية والعشرين من العمر بأن يشتروا بكل شرعية كمية أقصاها 28 غراما من القنب الهندي خلال كل زيارة للمقهى.
ومن المفترض أن تفتح هذه المقاهي أبوابها في ولاية واشنطن بحلول الربيع.وأقر سكوت فان بلت (43 عاما) وهو ينتظر دوره في البرد القارس أمام نادي "كاش كلوب" في دنفر "انتظرت هذه اللحظة طوال حياتي".
وهو أتى من ولاية تكساس المحافظة جدا ليكون من أول زبائن هذا المتجر الذي يبيع القنب الهندي بأشكال مختلفة. وقد استغرقت رحلته سبع ساعات.ويقدم هذا المتجر القنب الهندي بأشكال متعددة تحمل أسماء غنية بالمدلولات مثل "أمنيزيا" و"ديزل أسيد" و"غرين كراك"، بالإضافة إلى سكاكر مغطاة بمادة "تي إتش سي" وهي العنصر الكيميائي الفعال في القنب الهندي.ويأمل صاحب المقهى دارين سميث أن يستقبل في متجره نحو 400 زبون في اليوم الواحد، في مقابل نحو 100 زبون كانوا يزورونه عندما كان يبيع
المخدرات لأغراض طبية.وقد أشادت أكبر مجموعة ضغط لتشريع القنب الهندي "ماريوانا بروجيكت بوليسي" في بيان "برفع الحظر المفروض على القنب الهندي".
ويعد هذا القانون الأول من نوعه في القارة الأميركية حيث تنص القوانين بصورة عامة على حظر استهلاك المخدرات ومكافحة المنتجين والتجار بالسلاح.لكن في أيار/مايو، نشرت منظمة الدول الأميركية (التي تضم جميع بلدان القارة ما عدا كوبا) تقريرا دعت فيه إلى النظر في مسألة تشريع القنب الهندي.وفي العاشر من كانون الأول/ديسمبر، وافق مجلس الشيوخ في أوروغواي على قانون يشرع انتاج القنب الهندي وبيعه من المفترض تطبيقه في الربع الأول من العام 2014.وهذه المسألة هي قيد الدراسة في المكسيك.
وتنوي السلطات الكندية من جهتها الاكتفاء بفرض غرامة على مستهلكي القنب.وقد بين استطلاع للآراء أجري مؤخرا في الولايات المتحدة تساهلا متزايدا في أوساط الشباب إزاء هذا النوع من المخدرات الذي لا يزال يعتبر أنه غير شرعي ويؤدي إلى الإدمان.
فأقل من 40 % من تلاميذ السنة الأخيرة في المدرسة الثانوية يعتبرون القنب الهندي خطيرا، في مقابل 44 % العام الماضي. وأكد 23 % من المشمولين في هذا الاستطلاع أنهم دخنوا حشيشة كيف في الشهر الذي سبق الاستطلاع.
ومزارعو القنب الهندي جد متحمسين لهذا المشروع، حالهم حال السلطات التي تستعد لجني الضرائب المفروضة على هذا النشاط التجاري الجديد، على أمل ان يمهدوا الطريق للولايات الأخرى.
وشرح آدم رالي مدير مزود القنب الهندي "تيلوريد باد كومباني" أن "كل جديد يجذب الاهتمام بحد ذاته".وهو أكد لوكالة فرانس برس "تلقيت خلال الأشهر الأخيرة ما بين 4 و 6 رسائل إلكترونية و5 و 10 اتصالات هاتفية كل يوم من أشخاص أرادوا الاستعلام عن القانون الجديد والفترة المناسبة لأخذ عطلة لممارسة التزلج واستهلاك القنب الهندي".ويشار إلى أن استهلاك القنب الهندي لأغراض طبية مسموح ومنظم في 19 ولاية أميركية.
وفي غالبية هذه الولايات، لا يعد استهلاك القنب لأغراض ترفيهية جنحة.لكن ولايتي كولورادو وواشنطن اتخذتا خطوة إضافية مع اعتماد نظام تشرف فيه السلطات المحلية على زراعة القنب الهندي وتوزيعه وتسويقه على الطريقة الهولندية.وهذه السوق كبيرة جدا، بحسب مجموعة الأبحاث "آركفيو ماركت ريسيرتش" التي توقعت أن تزداد المبيعات الشرعية للقنب الهندي بنسبة 64 % بين العامين 2013 و 2014، مرتفعة بالتالي من 1,4 مليار دولار إلى 2,34 مليار.
وفي كولورادو المعروفة بمحطات التزلج فيها، منحت السلطات رخصا ل 348 متجرا بات في وسعه أن يبيع 28 غراما من القنب الهندي كحد أقصى لمن تخطوا الحادية والعشرين من العمر.ويخشى معارضو هذا التشريع أن تتحول كولورادو إلى مقصد سياحي لاستهلاك القنب الهندي. وجاء في دراسة صادرة عن مجموعة الأبحاث "لونغوودز انترناشونال" أن أكثر من 60 مليون سائح زاروا هذه الولاية الغربية في العام 2012.