وردت تفسيرات مختلفة من داخل المعضمية المحاصرة حول قيام الأهالي برفع العلم الذي يعتمده النظام السوري فوق أعلى مبنى في المنطقة وهو خزان المياه، لمدة 72 ساعة، مقابل سماح النظام السوري بإدخال المواد الغذائية.
وكان تسجيل فيديو نشر على اليوتيوب يُظهر العلم ذا النجمتين مرتفعا فوق خزان المياه في المعضمية قد حاول الموالون للنظام السوري استخدامه للقول بأن قوات النظام قد استعادت السيطرة على المدينة بعد اتفاق يقضي بتسليم الأسلحة الثقيلة والجنود المنشقين.
لكن حسب نشطاء في المدينة، فإن اتفاقا مع النظام السوري لا يتضمن تسليم المدينة أو دخول قوات النظام السوري إليها أو خروج المقاتلين منها، يقضي برفع العلم "كبادرة حسن نية" من أهالي البلدة، مقابل دخول منظمات الإغاثة مع شحنات الأغذية والأدوية.
وتم التوصل للاتفاق بعدما قامت ممثلون عن "لجنة المصالحة الوطنية" التابعة للنظام السوري بالتفاوض مع ممثلين عن أهالي البلدة التي تخضع لحصار مطبق منذ أكثر من عام. وبعد التوصل لاتفاق مبدئي طلبت الوفد الممثل للنظام السوري برفع علمه كبادرة حسن نية، وهو ما وافق عليه ممثلو الأهالي على أن يتم ذلك لفترة 72 ساعة، تتم خلالها مراقبة مدى التزام النظام السوري بالاتفاقية، وفي حالة عدم الالتزام أو المماطلة فإن العلم سيتم إنزاله ليعاد رفع علم الثورة
السورية.
وضم وفد النظام مسؤولين من أبناء المعضمية، بينهم أحمد خليل، محافظ الرقة السابق، وسمير الغندور، وعلي سعدة.
من جهته، قال أبو مالك، المسؤول في المجلس المحلي للمدينة إن "الهدنة" دخلت حيز التنفيذ الاربعاء". وقال لوكالة فرانس برس: "من المقرر أن تدخل المواد الغذائية الى المعضمية (غدا) الخميس. إذا تم الأمر على ما يرام سيتم تسليم الاسلحة الثقيلة، إلا ان جيش النظام لن يدخل الى مدينتنا" الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات الى الجنوب الغربي من العاصمة السورية.
وأوضح ابو مالك عبر الانترنت ان "الخطوة الاخيرة ستكون السماح للنازحين بالعودة الى منازلهم من دون ان يتعرضوا للتوقيف، وسحب الحواجز العسكرية عن مدخل" المعضمية.
وأكد مصدر مقرب من نظام بشار الاسد حصول الاتفاق، من دون ان يشير الى مسألة انسحاب قوات النظام من محيط المدينة. وأوضح المصدر ان هذه القوات ستدخل المعضمية للتأكد من ان كل الأسلحة الثقيلة قد سلمت.
وأشار ابو مالك الى ان بضعة آلاف من المدنيين الذين ما زالوا في المدينة منقسمون حول الاتفاق. وأوضح ان البعض من هؤلاء يرون ان المهم ادخال المساعدات الغذائية الى سكان المعضمية، في حين يريد آخرون مواصلة القتال ضد النظام "حتى النصر".
ورأى نشطاء أن إصرار النظام السوري على مسألة رفع العلم تأتي لرفع معنويات جنود والقول بأنه حقق انتصارا في المدينة، وهو ما حاول الموالون للنظام ترويجه.
لكن في المقابل، أثارت هذه الاتفاقية غضب المعلقين المؤيدين للثورة السورية، حيث وصفها المعلقون بأنها "ابتزاز" من جانب النظام السوري للمدنيين الذين يعانون من الجوع "مقابل الخبز"، معتبرين أن أهالي المعضمية تعرضوا "للخذلان" من قبل "الأقربين".
وفي تشرين الاول/ أكتوبر الماضي، حصلت عمليات اجلاء لنحو 3800 شخص من المدينة غالبيتهم من النساء والاطفال والمسنين. واشرف على هذه العمليات الهلال الاحمر السوري بالتنسيق مع السلطات.
وتفرض قوات النظام السوري حصارا على المدينة منذ أكثر من عام، وتتعرض لقصف يومي وتشهد أطرافها اشتباكات متكررة.
وكان عدد سكان المدينة يبلغ 15 الف نسمة قبل بدء النزاع السوري منتصف آذار/مارس 2011، لكن لم يتبق سوى بضعة آلاف الآن.