انتقدت صحيفة "واشنطن بوست" ما أسمته "تفاخر الرئيس
أوباما الفارغ" حول
سورية، وقالت "كان مدهشا الاستماع إلى الرئيس أوباما وهو يتحدث في آخر مؤتمر صحافي له هذا العام وهو يصف سياسته الخارجية في سورية بالناجحة".
وقدمت الصحيفة نقدا لتصريحات أوباما المتفاخرة وكذا تصريحات مستشارته للأمن القومي
سوزان رايس التي قالت قبل أيام إن المسالة السورية "ليست بهذه البساطة"، أما في حالة دارفور وليبيا فقد كانت في مقدمة الداعين لما يطلق عليه "التدخل العسكري للأغراض الإنسانية".
ونقلت الصحيفة ما قاله الرئيس: "مثلما نقوم بتقوية موقفنا هنا في الداخل، نقوم بالدفاع عن مصالحنا حول العالم"، مضيفا: " لقد أظهرنا في هذا العام أننا خلال رؤية واضحة ودبلوماسية منظمة قادرون على شق طريق جديد في عالم آمن، ومستقبل لن تبني فيه إيران قنبلتها النووية، ومستقبل تم فيه تدمير ترسانة سورية كيماوية".
وتعلق الصحيفة هنا بالقول "لسوء الحظ، لم يدهش فريق أوباما الإعلامي بهذا التفاخر مثلما لم يعجبنا، ولم يسأل أحد الرئيس سؤالا، ولكننا نتقدم ونسأل السؤال الذي لم يسأل: سيادة الرئيس: سورية تقوم بإجراءات للتخلي عن أسلحتها النووية كما تقول، وفي الوقت نفسه مضى أكثر من عامين على توقعك وطلبك من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي عن السلطة، ومع ذلك فقد عزز الأسد موقفه ولا يزال يرتكب الجرائم".
وتتابع الصحيفة مخاطبة أوباما: "تقوم قوات الأسد بمحاصرة آلاف السكان، وكما يقول وزير خارجيتك تقوم قواته بتجويعهم حتى الموت وبشكل متعمد. وتقوم مروحياته بإلقاء البراميل المتفجرة على العمارات السكنية في حلب من الطائرات، (وهي قنابل محشوة في العادة بقطع حديدة، وقطع سيارات وآلات حادة ومتفجرات كما أخبر أحد الناشطين صحيفة وول ستريت جورنال)، وشرد 9 ملايين سورية- أكثر من ثلث السكان- من بيوتهم، فهل هذه الحقائق متساوقة مع حديثك عن "الدفاع عن مصالحنا حول العالم؟".
وتضيف الصحيفة "قبل أن نتمكن من طرح السؤال استمعنا إلى مستشارة الأمن القومي سوزان رايس وهي تتحدث في برنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي أس" عندما سألتها المذيعة ليزلي ستال إن كانت الإدارة قد اخطأت بعدم دعم المعارضة السورية المعتدلة عندما كانت الأزمة في بدايتها، اعترضتها المستشارة بالقول: "حسنا ليزلي، علينا مراجعة هذا الموقف في سياق التاريخ، ولا أستطيع الحكم عليه الآن".
وعندما سئلت عن السبب الذي يمنع الولايات المتحدة من عدم التحرك الآن، فقد أجابت بطريقة "جعلتنا مندهشين"، حيث قالت: "الأمر ليس بهذه البساطة"، مضيفة، "المجتمع الدولي ليس متحدا، وليس هناك موقف واحد يدعم التدخل، ولا يوجد أساس للتدخل في القانون الدولي".
وتعلق الصحيفة "فيما يتعلق بـ " الأمر ليس بهذه البساطة" فنحن متفقون جميعا، لكن كلما استمر النزاع كلما تقدم الإسلاميون المتشددون للأمام، مما سيعقد مسألة من ستدعم الولايات المتحدة".
وتضيف الـ "واشنطن بوست"، ماذا عن التدخل الإنساني الذي دعمته رايس في دارفور عندما كان سكانه يتضورون جوعا؟ ففي تلك الحالة بدت رايس تحمل رأيا مختلفا عن القانون الدولي حيث قالت: "البعض قد يشدد على أنه بدون موافقة الأمم المتحدة أو الجماعات الإقليمية المعنية فإننا نقوم بخرق القانون الدولي، ولكن مجلس الأمن قام في الآونة الأخيرة بتصنيف معايير دولية جديدة وهي "واجب توفير الحماية" التي تلزم أعضاء الأمم المتحدة بالقيام بعمل حاسم عندما تفشل الإجراءات السلمية بمنع حدوث إبادة أو جريمة ضد الإنسانية".
وتضيف الصحيفة أن رايس اتخذت نفس الموقف تقريبا في العام 2009، وهو ما يظهر، حسب الواشنطن بوست، تناقض أوباما ومستشارته للأمن القومي.