تعرضت أسعار
الخضار في الضفة الغربية إلى ارتفاع كبير خلال الأيام الثلاثة الماضية، بفعل العاصفة الثلجية أليكسا التي دمرت نحو 800 بيت بلاستيكي في مناطق جنوب الضفة الغربية، والأغوار شرقي الضفة على الحدود مع الأردن، فضلا عن غرق نحو 1200 دونم من المساحات المزروعة بالخيار والبطاطا والكوسة.
وارتفعت أسعار بعض السلع بنسبة 600?، مثل الخيار الذي صعد من 2 شيكل (60 سنتاً) إلى 13 شيكل (3.4 دولار)، فيما وصل سعر كيلو الأفوكادو من 4 شيكل (1.2 دولار) إلى 10 شيكل (2.9 دولار)، إضافة إلى ارتفاعات أخرى في أسعار الطماطم، والكوسة، والباذنجان بنسب متفاوتة.
فيما شهدت أسعار الدواجن ارتفاعاً بنسبة 25?، عقب نفوق أكثر من 150 ألف دجاجة، غرقت في مياه الأمطار، أو أنهار فوقها سقف مزارع الدواجن، ليصل سعر الكيلو نحو 18 شيكل (5.2 دولار)، بعد أن بلغ قبل أسبوعين 13 شيكل (3.8 دولار).
ووفقاً لآخر الأرقام الصادرة عن وزارة الزراعة نهاية الأسبوع الماضي، فقد بلغ مجمل الخسائر الزراعية نحو 33 مليون شيكل (115 مليون دولار)، مع تواصل حصر حجم الضرر على الأراضي والمزارع حتى اليوم الأحد.
وكان وزير الزراعة وليد عساف، قد توقع خلال لقاء سابق الأسبوع الماضي مع وكالة الأناضول، بارتفاع أسعار الخضار بنسب متفاوتة، بسبب الدمار "الهائل"، حسب وصفه، والذي لحق بالبنية الزراعية، "خاصة بعد انتهاء المخزون المتواجد داخل المستودعات".
وفي اتصال هاتفي معه الأحد، أكد عساف أن الأسعار في حال وصلت إلى مراحل أخرى من الارتفاع، "فإننا سوف نضطر لاستيراد النقص الحاصل فيها، لإعادة الأسعار لمستواها الطبيعي، خاصة الخيار والكوسة والبطاطس".
وطالب رئيس جمعية حماية المستهلك
الفلسطيني صلاح هنية، وزارة الاقتصاد وطواقمها، بمراقبة أسعار السوق، "لأن هنالك مبالغة من قبل التجار في عرض أسعار السلع، مستغلين المنخفض الجوى للتلاعب فيها".
وأضاف خلال اتصال هاتفي مع الأناضول، أن المستهلك يتحمل جزءً من هذا الارتفاع، "لأنه يحاول شراء أكبر كمية من السلع المتوقع ارتفاعها، وبالتالي يزيد الطلب عليها، ويزيد تلاعب التجار في قيمتها الحقيقية".
وشهدت أسعار الخضار ارتفاعاً كبيراً مطلع أكتوبر/ تشرين أول الماضي، بسبب التقلبات المناخية التي طرأت على البيئة الفلسطينية، ما أدى إلى تلف مجموعة من الزراعات كالطماطم، التي وصل حينها سعر الكيلو إلى نحو 3 دولار.
ويطالب مزارعو الخضار والدواجن الحكومة الفلسطينية، بتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم خلال الفترة الماضية، التي شهدت تساقطاً كثيفاً للأمطار وللثلوج التي ما تزال متراكمة فوق المزارع حتى اليوم الأحد.
ويشكل الخضار والفواكه نحو 28? من سلة المستهلك الفلسطيني، وفق أرقام صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطينية نهاية يونيو/ حزيران الماضي.
وتعاني السوق الفلسطينية من ارتفاع حاد في مؤشرات غلاء المعيشة وأسعار المستهلك، للسنوات العشر الماضية، والتي وصلت نسبتها إلى 41?، وفقاً لبيانات حكومية.