دعا أهم
مركز أبحاث إسرائيلي دوائر صناع القرار في تل أبيب للمساعدة في تجنيد الأموال لصالح الأردن لتمكينه من تجاوز المعضلة الاقتصادية التي يعيشها، محذراً من التداعيات الخطيرة جداً التي ستنعكس على " إسرائيل " في حل تم المس بنظام الحكم القائم في عمان.
وفي ورقتين صادرتين عنه، حذر مركز " أبحاث الأمن القومي " الذي يرأسه الجنرال عاموس يادلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق من أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها الأردن قد تفضي إلى المس باستقرار نظام الحكم.
وجاء في ورقة نشرت مساء الأربعاء في عدد 498 من دورية " مباط عال "، التي يصدرها المركز أن استقرار نظام الحكم الهامش يعد مصلحة إستراتيجية وأمنية لإسرائيل.
وحثت الورقة التي أعدها الباحث إيتمار كوهين على أن يتجند " إسرائيل " لمساعدة نظام الحكم في الأردن، كما تجندت لخدمة الحكومة المصرية بعد الانقلاب، مشيرة إلى ضرورة أن يمارس " رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطاً كبيرة على الغرب وتحديداً الولايات المتحدة لتمكين الأردن من مواجهة مشاكله الاقتصادية.
وعرضت الورقة بعض المعطيات التي تعكس حجم الأزمة الاقتصادية في الأردن، مشيرة إلى تعاظم العجز في الميزان التجاري للأردن في أعقاب توقف التجارة مع سوريا، في حين تراجع التصدير وتعاظم الاستيراد بنسبة 6.2%.
وأشارت الدراسة إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير بسبب تعاظم التضخم المالي، إلى جانب قفز البطالة إلى 14%.
ونوهت إلى أن العجز في الموازنة يصل إلى 1.366 مليار دولار، مشيرة إلى أن العجز مرشح للزيادة بنسبة 15% خلال عام 2014.
وحذرت ورقة ثانية صدرت عن المركز من أن البيئة الأمنية والإستراتيجية لإسرائيل ستتغير للأسوأ في حال تم المس باستقرار نظام الحكم الهاشمي.
وأوضحت الورقة التي صدرت في عدد 496 من دورية " مباط عال " بأن تدهور الأوضاع الاقتصادية في الأردن يمكن أن يفضي إلى حدوث تطرف على توجهات جماعات مختلفة من السكان، سيما الفلسطينيين، مما قد ينتج فراغ سلطوي يقلص من قدرة النظام على فرض السيطرة.
وأوضحت الورقة التي أعدها الباحث يوئيل جوزينسكي أن تحقق هذا السيناريو يعني إيجاد بيئة تصلح لنمو " تنظيمات إرهابية " تعكف على شن عمليات ضد إسرائيل، محذرة من أن هذه التنظيمات قد تعمد إلى ملء الفراغ الاجتماعي والاقتصادي الناجم عن الفشل المحتمل لمؤسسات الدولة الأردنية.
وأكدت الدراسة أن اضطلاع الأردن بالدور الكبير في استيعاب موجات المهاجرين من سوريا يضاعف بشكل كبير من حدة التحديات التي يتعرض لها الأردن.
وفي سياق آخر، قال وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق يوسي بيلين أن وجود النظام الأردني على الحدود الشرقية لإسرائيل يمثل " أكبر نعمة تحظى بها الدولة اليهودية ".
وفي مقال نشره أمس موقع صحيفة " إسرائيل اليوم " هاجم بيلين بشدة النخب اليمينية الإسرائيلية التي تطالب بتحويل المملكة الأردنية إلى دولة فلسطينية، مشيراً إلى أن وجود النظام الأردني الحالي يمثل مصحلة إستراتيجية لإسرائيل.