قتل 76 شخصا بينهم 28 طفلا في قصف جوي نفذته القوات النظامية السورية الاحد على احياء في مدينة
حلب في شمال
سوريا، في حصيلة هي من الاكثر دموية منذ لجوء النظام الى سلاح الطيران في مواجهته مع المقاتلين المعارضين قبل 18 شهرا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
في جنيف، اعلنت الامم المتحدة الاثنين ان عدد اللاجئين السوريين يمكن ان يتجاوز الاربعة ملايين لاجىء في نهاية 2014.
واعلن المرصد السوري ان قوات النظام قصفت ب"البراميل المتفجرة" احياء في مدينة حلب يسيطر عليها مقاتلو المعارضة الاحد، ما تسبب بمقتل 76 شخصا هم "28 شخصا دون سن ال18 واربع سيدات و44 من الذكور".
وهذه الحصيلة هي كذلك من الأعلى جراء قصف جوي منذ بدء النزاع قبل 33 شهرا.
وشملت الغارات ستة احياء على الأقل.
ووصف مركز حلب الاعلامي الذي يضم مجموعة من الناشطين الاعلاميين القصف بانه "غير مسبوق".
وبث ناشطون على شبكة الانترنت اشرطة مصورة من المناطق التي استهدفها القصف، تظهر دمارا كبيرا في احياء صغيرة، في حين تعمل آليات ثقيلة وافراد على رفع الانقاض بحثا عن ناجين او
قتلى. كما اظهرت الأشرطة سيارات تحترق وسط جمع من الناس الذين عمل بعضهم على إخماد النيران.
ويقول مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان النظام "غالبا ما يلجأ الى البراميل المتفجرة" في حملات القصف الجوي التي يقوم بها في مناطق مختلفة من سوريا.
واوضح ان ادوات القصف هذه هي عبارة عن "براميل من الحديد توضع في داخلها طبقة من الاسمنت المسلح وتحشى بمادة تي ان تي وقضبان من الحديد لتؤدي الى قدرة قتل وتدمير اكبر".
ويتم القاء البراميل من الطائرات الحربية والمروحية من دون اي نظام توجيه، بحسب المرصد، ما يتسبب بقتل الكثيرين ويجعل القصف بواسطتها غير دقيق تماما في اصابة اهدافه، لكنه، بحسب خبراء عسكريين، اقل كلفة بكثير من الصواريخ او القنابل.
ويوضح عبد الرحمن ان هناك نوعين من البراميل المتفجرة، احدهما يدوي الصنع والثاني اكثر تطورا ينتج في المصانع، وهذا النوع هو الذي استخدم في قصف حلب الاحد.
ويتابع "في البداية كانت البراميل بدائية لكن تطورت لتصبح ذات قدرة تدميرية اكبر. على سبيل المثال، في بعض الاحيان تلقى بواسطة المظلات، وتكون قضبان الحديد موجهة الى الخارج، فينفجر البرميل بمجرد ان تطأ القضبان الارض، وعلى ذلك يكون الانفجار قد حدث على مستوى مرتفع، ما يؤدي الى مزيد من الدمار".
ونفى مصدر امني سوري ان يكون الطيران يستخدم براميل متفجرة، مشيرا الى ان "الطائرات القت امس قنابل على حلب، وان الارهابيين يطلقون عليها اسم البراميل المتفجرة".
واوضح انه سيتم "قصف الارهابيين بالقذائف اينما كانوا". على حد وصفه.
وبقيت حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا، في منأى عن النزاع الدامي حتى صيف 2012، وتشهد منذ ذلك الوقت معارك شبه يومية بين قوات النظام ومجموعات المعارضة المسلحة التي تتقاسم السيطرة عليها. وحصد النزاع السوري المستمر منذ 33 شهرا اكثر من 126 الف قتيل، بحسب المرصد، وشرد الملايين داخل سوريا وخارجها.
وحذرت الامم المتحدة الاثنين من ان عدد السوريين اللاجئين خارج بلادهم قد يصل الى حوالى 4,10 ملايين لاجئ بحلول نهاية 2014 مقابل 2,4 مليون مسجلين حاليا.
ويشارك في برنامج المساعدة الدولية لسوريا حوالى 108 وكالات دولية تضاف اليها منظمة الهجرة الدولية وعدد من المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية.
وتتوقع الامم المتحدة للعام 2014 حاجات تمويلية بمستوى 4,2 مليار دولار لتلبية حاجات اللاجئين السوريين، مشيرة الى ان التمويل الذي تم تامينه لبرنامج المساعدات خلال 2013 لم يصل سوى الى 67% من الحاجات حتى 15 كانون الاول/ديسمبر.
ولتغطية مجمل عملياتها الانسانية في العالم، تحتاج وكالات الامم المتحدة الى 12,9 مليار دولار من اجل تامين المساعدة ل52 مليون شخص متضررين من 17 ازمة كبرى في العالم. وتشكل الازمة السورية اكبر تحد بين هذه الازمات.
ويتحمل لبنان، البلد الصغير المجاور لسوريا، اكبر عبء بين الدول المضيفة للاجئين.
وافادت ارقام وزعتها المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان عدد اللاجئين السوريين في لبنان ارتفع الى 842 الفا، وعدد اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا الى 52 الفا.