قال عالم الدين الشيعي علي الأمين إن "ضعف الدولة والحكومات أعطى وكالة حصريّة عن الطائفة الشيعيّة إلى
حزب الله والمنضوين تحت لوائه، وهذا ما جعلها بدون صوت آخر، وأعطى الانطباع أنّ
الشيعة يريدون الإستقواء والنفوذ" على حد قوله.
واضاف في مقابلة له مع صحيفة البيان الاماراتية، أنه "لم يكن هناك هجوم على
لبنان من قِبل المقاتلين في سوريا قبل دخول حزب الله إلى سوريا، وما حدث أمام
السفارة ردّة فعل على سياسة إيران في سوريا، ومن قام بالعمل يحمّل تدخّل حزب الله في سوريا إلى إيران".
ويرى الأمين وهو مجتهد ومرجع ديني لبناني أن "تدخل حزب الله في الشأن السوري صعّد الاحتقانات في المنطقة وأوجد المناخ وأعطى المبررات لانتقال العنف إلى لبنان".
عدة".
تدمير المقامات الدينية
"المقامات الدينيّة ليست أغلى من البشر وعبادة الله ليست مقتصرة عليها" قال الأمين، وأضاف "ليس لحزب الله أن يختار الدخول في نزاعات تؤدّي إلى انتقالها إلى لبنان، والتفجير الأخير يدلّ على أنّ مشاركة حزب الله في القتال على الأراضي السورية لم يشكّل حماية له ولا للبنان وإنّما استدرج الصراع إلينا".
الفتوى الشرعية
وحول تدخل حزب الله في سوريا دون تكليف شرعي أكد الأمين أن "الوليّ الفقيه مرجعيّة دينيّة لم يصدر عنها فتوىً بالقتال، والموقف الإيرانيّ بتأييد النظام السوريّ ناشئ من تحالف سياسيّ مع النظام السوريّ. ولم يصدر عن مرجعية العراق ولا عن مرجعية إيران الدينيّة فتوى بشأن قتال حزب الله في سوريا، والسكوت عن ذلك لا يعتبر فتوى مبرّئة للذمّة".
وفي حال صدور أي فتوى تبيح ذلك قال الأمين إن "الفتوى على تقدير صدورها لا يجوز العمل بها شرعاً وعقلاً إذا خالفت كتاب الله القائل بأنّ الموقف عند صراع الأهل والأشقّاء هو العمل على الإصلاح بينهم وليس بالدخول طرفاً".
المزاج الشيعي
ويرى الأمين أن "المزاج الشيعي لم يكن مع مشاركة الحزب في معركة سوريا، بل هو مع النأي بالنفس والإصلاح ووقف سفك الدماء، والجدل حول شرعية دخول حزب الله وحول المصلحة منه كان موجوداً منذ البداية، وسيزداد بفعل تداعيات الأحداث".
ويرى أن السلاح أسكت المعارضين وصادر رأيهم في غياب الدولة التي لا تحتضن المطالبين بها، والتي تقّدم كلّ غنائمها وخدماتها ووظائفها لمن أشهر السلاح بوجهها، وأسقط هيبتها في أحداث السابع من أيّار وغيرها.
"نحن دعونا سابقاً المرجعيات الدينيّة في العالمين العربي والإسلامي إلى اجتماعٍ عاجل لإصدار فتوى بتحريم القتال في سوريا" وفق الأمين، وأشار إلى أن " أشقائنا وأبنائنا التي تسيل وتسفك في سوريا هي دماء غالية علينا، ولذلك يجب العمل على وقف سفك الدماء".
وأضاف الأمين في حديثه للصحيفة "نرفض أن يقوم حزب الله بأيّ عملٍ انتقاميّ، لأنّ ذلك يزيد النار اشتعالاً ويدخل لبنان في دائرة الخطر الكبير والشر المستطير، والمطلوب أن يكون الردّ على العمليّة هو مسؤوليّة الدولة اللبنانيّة وحدها".
الاتفاق النووي
وحول الاتفاق النووي الإيراني قال الامين"نحن نرى إيجابيّة في الاتفاق الإيرانيّ الغربيّ بعودة إيران للحظيرة الدوليّة، ما سينعكس على أماكن الصراع في المنطقة كسوريا وغيرها، والمهمّ أن يتوقّف مسلسل الدمّ والدمار والتشريد بخروج كل الأطراف من الصراع".
ويرى الأمين في الجدل الفقهيّ بين العلماء عند الشيعة على غرار الجدل داخل الطائفة السنّيّة أن الجدل "واسع لدى الكثير من الفقهاء المسلمين من مختلف المذاهب الفقهية، وهناك من يعتبر أنّ أعمال العنف سواء أصابت الأبرياء أم لا، هي أعمال محرّمة شرعاً، ولا يصحّ أن يوصف بالجهاد أو بالنضال".
ولا يرى الشيخ خلافا بين المسلمين حول الجهاد الدفاعيّ، وأنّه "شُرّع لدفع الظلم والعدوان عن الأوطان والإنسان، ولا يكون دفع العدوان والظلم بممارسة العدوان والظلم على الآخرين".
وحول الضمانات التي يمكن أن تكون باعتبار الأمين معارض للثنائي الشيعي للجمهور الرافض لسياستهما يقول: " تتفاوت درجات المعارضة لهذا الثنائيّ، فمنهم من تعرّض للبطش المسلّح من هذه القوى الحزبيّة المسلّحة ومُنع من التواصل مع القواعد الشعبيّة كما حصل معنا في مدينة صور في أحداث السابع من أيّار، حيث تمّ اجتياح دار الإفتاء الجعفريّ وأخرجونا منها وهي لا تزال بأيديهم حتّى اليوم، ولم نتمكّن من العودة للجنوب منذ ذلك الحين".
وأضاف أن بعض المعارضين يخشى التعرّض لبطش الثنائي الشيعي إذا رفع سقف معارضته، ومنهم من يكتفي بالقول إنّه لا يوافق على السياسة المتبعة، ويرى أن الضمانات للمواطنين هي "مسؤوليّة الدولة، إذ ينبغي حماية الحرّيّات وإيجاد المناخ الآمن لمختلف الآراء".
واختتم الأمين المقابلة بقوله إن "السنّة والشيعة هم المسلمون وهم أمّة واحدة، وهم إخوانٌ في دين الله، وفي لبنان تجمعهم الوحدة الوطنيّة والعيش المشترك مع كلّ الطوائف، والخلافات التي ظهرت هي سياسيّة تعود إلى منطق الإستقواء بالسلاح.