قال وزير الخارجية وكبير المفاوضين
النوويين الإيرانيين، محمد جواد ظريف، اليوم الأحد، إن بلاده توصلت إلى اتفاق مع القوى الدولية بشأن برنامجها النووي، خلال مفاوضات جرت في العاصمة السويسرية جنيف.
وكتب ظريف في صفحته علي شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"، "توصلنا إلى اتفاق".
واعتبر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف اليوم الاحد "نتيجة مهمة لكنه ليس الا خطوة اولى".
وقال ظريف في مؤتمر صحافي "لقد انشأنا لجنة مشتركة لمراقبة تطبيق اتفاقنا، آمل في ان يتمكن الطرفان من التقدم بطريقة تسمح باعادة الثقة".
واضاف ظريف للصحافيين ان الاتفاق يتضمن "اشارة واضحة مفادها ان التخصيب سيستمر" في ايران، وهي مسألة لطالما اعتبرت حجر العثرة الرئيسي في المفاوضات.
وقال الوزير الايراني الذي استقبل لدى دخوله الى قاعة الصحافة بالتصفيق من قبل العديد من الصحافيين الايرانيين الذين جاءوا الى جنيف لتغطية هذه المفاوضات، "نعتبر ان ذلك من حقنا".
وتابع "ان هدفنا كان حل هذه المسألة النووية" لانها كانت "مشكلة نحن بغنى عنها".
وقال ظريف ايضا انه يأمل في عودة "ثقة الشعب الايراني تجاه الدول الغربية" على اثر هذا الاتفاق.
وأكد "ان الحق بامتلاك التكنولوجيا النووية حق غير قابل للتصرف" مضيفا "ان المعركة التي نخوضها منذ سنوات عدة الهدف منها ان يعترف المجتمع الدولي" بممارسة ايران هذا الحق.
وخلص الى القول "نعتقد ان هذا الاتفاق وخطة العمل" يعني "ان البرنامج النووي الايراني سيستمر".
وتلت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون محاطة بجميع الوزراء الذين شاركوا في المفاوضات بشأن البرنامج النووي الايراني، في مقر الامم المتحدة في جنيف اعلانا مشتركا يشمل "اتفاقا على خطة عمل".
وقالت اشتون "توصلنا الى اتفاق على خطة عمل"، والى جانبها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف. وبعدها تصافح وزراء خارجية دول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، بريطانيا، فرنسا والمانيا) مع ظريف للتهنئة بالاتفاق.
وأضافت أشتون "سعينا الى الرد على مخاوف المجتمع الدولي والتحرك بشكل يحترم الحكومة والشعب الايرانيين".
في السياق ذاته اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين ايران والقوى الكبرى بشأن البرنامج النووي الايراني "سيجعل العالم اكثر امنا، واسرائيل وشركاءنا في المنطقة اكثر امنا".
وقال كيري ان الاتفاق الذي وقع مع ايران في جنيف يشكل "خطوة اولى" مشددا على ان النص "لا يقول ان لايران الحق في تخصيب اليورانيوم مهما جاء في بعض التعليقات".
وجاء تصريح كيري مباشرة بعد نظيره الايراني محمد جواد ظريف الذي اكد من جهته ان النص يتضمن "اشارة واضحة مفادها ان التخصيب سيستمر" في ايران.
واضاف الوزير الاميركي "ان ايران وافقت على تعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد عن 5%. كما وافقت ايران على تخفيض او تحويل مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%".
وفيما ترفض "
إسرائيل" بشدة اي تخفيف للعقوبات المفروضة على ايران، سعى كيري الى طمأنة الحليف الاسرائيلي. وقال "ان هذا الاتفاق سيجعل العالم اكثر امنا و"اسرائيل" اكثر امنا، وشركاءنا في المنطقة اكثر امنا".
ولفت ايضا الى انه "لا يوجد اي فارق بين الولايات المتحدة و"اسرائيل" بشأن الهدف النهائي وهو ان ايران لن تمتلك القنبلة النووية".
وتابع "ان املنا هو ان يقود الاتفاق بشأن النووي الى علاقة جديدة لايران مع الغرب ومع جيرانها"، مضيفا "انني واثق، تماما مثل الرئيس اوباما، باننا قمنا بالخيار الصائب".
من جهتها نددت "اسرائيل" بابرام "اتفاق سيء" بشأن الملف النووي الايراني في جنيف معتبرة ان طهران حصلت على "ما كانت تريده"، بحسب مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وجاء في بيان صدر بعد إبرام اتفاق تاريخي بين القوى العظمى وايران في جنيف، "انه اتفاق سيء يقدم لايران ما كانت تريده: رفع جزءاً من العقوبات مع الابقاء على جزء اساسي من برنامجها النووي".
وقال نافتالي بينيت وهو عضو في مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر لاذاعة الجيش الاسرائيلي إن "اسرائيل لا ترى نفسها مقيدة بهذه الاتفاقية السيئة للغاية التي تم توقيعها".