رصد المحرر العسكري والخبير الأمني في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تغيرا في الوضع على الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال عاموس هرئيل إن "زيارتين في غضون أسبوع إلى
الحدود الإسرائيلية اللبنانية تعكسان واقعا يختلف عن الماضي"، مشيرا إلى أن "التخوف من اندلاع مواجهة عسكرية فورية مع
حزب الله آخذ في التبدد".
وبحسب "هرئيل"، فإن الأمر لا يتعلق الأمر فقط بـ"ميزان الردع المتبادل بين إسرائيل وحزب الله"،
والذي "يكبح جماح الطرفين"، بل أيضا بحقيقة أن "
إيران الشيعية غارقة حتى العنق في الحرب الأهلية السورية"، فضلا عن تأثيرات الحرب في سوريا على الوضع اللبناني، الأمر الذي "يقلص مدى سيطرة حزب الله على ما يجري في الدولة ويُدخل لاعبين جددا إلى الساحة".
وينقل "هرئيل" عن مصادر استخبارية إسرائيلية رصدها لما سمّته "مستوىً عاليا من الحميمية" بين الشركاء" في التحالف الثلاثي (إيران،
النظام السوري وحزب الله)، والذي تتضح فيه "مكانة طهران في الصدارة"، وتشير المصادر الإسرائيلية إلى أن طهران هي التي "سحبت من حزب الله الصلاحيات المستقلة لفتح النار على إسرائيل بعد حرب تموز 2006"، أما الأهم فيتمثل في أنها (أي إيران)، هي التي "أمرت" حزب الله بالتدخل النشط في الحرب في سوريا، وهو ما أدى بحسب المصادر الاستخبارية الإسرائيلية إلى وقف التدهور الذي كاد يؤدي إلى "انهيار النظام".
يُشار في هذا الصدد أن حزب الله قد ضاعف من تدخله في الحرب السورية، وهو الذي يعد العدة الآن لخوض معركة "القلمون" التي تعد برأي خبراء أكثر أهمية من معركة القصير، وهي التي سيكون دور النظام فيها محصورا في الإسناد الجوي والمدفعي.
كما أن معظم الإنجازات التي حققها النظام كانت بسبب الجهد الذي يقوم به الحزب وكتائب شيعية أخرى بإشراف مباشر من الحرس الثوري، وهو ما تكشفه دوائر سياسية وأمنية ذات صلة بالحزب في لبنان.