قالت مصادر أمنية وقيادي بارز بحركة
طالبان الباكستانية إن حكيم الله محسود زعيم الحركة قتل في هجوم بطائرة أمريكية بلا طيار اليوم الجمعة في أحدث انتكاسة تمنى بها الحركة المتشددة.
كان محسود واحدا من أبرز الأسماء في قائمة المطلوبين بباكستان ورصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض عليه. وكان يدير حملة تمرد من مخبأ في وزيرستان الشمالية معقل طالبان على الحدود مع أفغانستان.
وصرح قائد كبير بطالبان لرويترز "نؤكد ببالغ الأسى استشهاد زعيمنا الموقر في هجوم بطائرة بلا طيار."
وفي واشنطن أكد مسؤولان أمريكيان نبأ مقتل محسود في ضربة بطائرة بدون طيار نفذتها وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه). وطلب المسؤولان عدم ذكر اسميهما.
ويعد مقتل محسود أحدث تطور في سلسلة انتكاسات منيت بها طالبان الباكستانية. ومن المرجح أن يضعف مقتله من احتمال إجراء محادثات سلام بين الحركة وحكومة رئيس الوزراء نواز شريف الذي حقق فوزا ساحقا في انتخابات أجريت في مايو ايار الماضي متعهدا بإحلال السلام في باكستان.
وقال القيادي في طالبان إن جنازة محسود ستقام غدا السبت في ميران شاه.
ومنيت طالبان في الآونة الأخيرة بسلسلة من الهجمات المضادة. وفي مايو أيار قتلت طائرة أمريكية بلا طيار الرجل الثاني في قيادة طالبان الباكستانية وألقي القبض على واحد من أقرب مساعدي محسود في أفغانستان الشهر الماضي.
ولم توضح الحكومة قط أيا من فصائل طالبان يمكن أن تتحدث إليها أو ما إذا كانت ستلبي مطالب الحركة بإطلاق سراح معتقليها وسحب الجيش من معاقل طالبان في المناطق القبلية بباكستان.
وتضم طالبان الباكستانية تحت لوائها عددا من الجماعات الجهادية التي تعمل في المنطقة القبلية بباكستان والمتحالفة مع طالبان الأفغانية.
وأكدت عدة مصادر بالمخابرات والجيش ومن طالبان مقتل محسود الذي يعتقد أنه في منتصف الثلاثينات من العمر في ضربة بطائرة بلا طيار في وزيرستان الشمالية.
وأكد أربعة مسؤولين أمنيين في حديث مع رويترز مقتل محسود وكذلك حارسه وسائقه.
وقالوا إن الطائرات أطلقت أربعة صواريخ على مجمع في قرية دندا دربا خيل التي تقع على بعد خمسة كيلومترات من ميران شاه عاصمة منطقة وزيرستان الشمالية. وأضافوا أن محسود كان يحضر اجتماعا شارك فيه 25 من زعماء طالبان لبحث عرض الحكومة إجراء محادثات.
وتعذر التحقق من المعلومات من مصادر مستقلة لصعوبة وصول الصحفيين لتلك المناطق.
وأصدرت الحكومة -التي تدين رسميا الهجمات الأمريكية بطائرات بلا طيار- بيانا معتادا تدين فيه الهجوم لكنها لم تعلق على نبأ مقتل محسود.
تولى محسود زعامة طالبان الباكستانية في أغسطس آب 2009 بعد أن قتلت طائرة بلا طيار أيضا الزعيم السابق.
لمحسود زوجتان وكان لا يستقر عادة في مكان واحد تفاديا لهجمات الطائرات الأمريكية.
ورصدت الولايات المتحدة مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه بعد أن ظهر في تسجيل مصور مع انتحاري أردني قتل سبعة من موظفي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في قاعدة بأفغانستان عام 2009.
واتهمه المدعون الأمريكيون بالضلوع في الهجوم. ووجهت أيضا اتهامات لطالبان بالتخطيط لتفجير تايمز سكوير في نيويورك عام 2010.
ورغم أن مقتل محسود سيثير نداءات بالثأر يقول سيف الله محسود مدير مركز المنطقة القبلية الباكستانية للأبحاث أن هذا قد ييسر المفاوضات مع المقاتلين على المدى البعيد.
ويضيف "حكيم الله محسود كان شخصية مثيرة للجدل الشديد وكانت لديه مطالب صعبة جدا."
لكنه أكد أن الضربة ليست مؤشرا يلوح بعلامة النهاية لطالبان الباكستانية.