التقى موفد "عربي21” في دمشق مع والد معتقل جرى تحريره من سجن
صيدنايا سيئ السمعة ليلة سقوط النظام، وهو من الثوار الذين دخلوا إلى السجن رفقة مقاتلي المعارضة.
وروى محمود حمامة، وهو والد عمار الذي اعتقله النظام المخلوع في أواخر عام 2019، لحظات وصوله فجر الثامن من كانون الأول /ديسمبر الجاري إلى سجن صيدنايا بحثا عن ابنه.
وقال محمود إنه توجه حاملا سلاحه إلى سجن صيدنايا مع ساعات الفجر الأولى من يوم سقوط النظام إلى سجن صيدنايا الواقع شمالي العاصمة دمشق.
وأضاف في حديثه مع "عربي21” أنه وصل إلى السجن مع عدد من أقاربه بالتزامن مع وصول مقاتلي المعارضة، قبل أن يبدأ بالبحث عن ابنه عمار.
وقام محمود بتحرير العديد من المعتقلين خلال دخول فصائل المعارضة إلى سجن صيدنايا، قبل أن يصل إلى الزنزانة رقم 4، حيث كان ولده الذي يسمع صوت ضجيجا دون معرفة ما يجري.
وبحسب رواية عمار، فإنه تفاجأ في تلك اللحظات بوجه والده يطل من الفتحة الصغيرة أعلى باب الزنزانة.
وخلال لحظات، تمكن مقاتلو المعارضة من تحطيم قفل الزنزانة، وإطلاق سراح المعتقلين داخلها، ليلتقي عمار بوالده عند البوابة.
ويعد سجن صيدنايا من أسوأ سجون نظام الأسد المخلوع صيتا، حيث كشفت روايات المعتقلين والمشاهد المتداولة من داخل السجن عن أساليب وحشية كانت تمارس ضد المعتقلين.
كما يعرف السجن الذي يقع أعلى تلة في منطقة صيدنايا بأنه "مسلخ بشري" استخدمه النظام المخلوع لقمع معارضيه، لا سيما بعد اندلاع الثورة عام 2011.
وفي هذا السياق٬ أفاد رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، بأن عدد المعتقلين والمُخفين قسراً في
سوريا بعد إفراغ سجون ومعتقلات نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد بلغ 112 ألفاً و414، مشدداً على ضرورة كشف مصير المُخفين.
وأوضح عبد الغني أنه بناءً على معطيات أرقام المُخفين في سوريا بعد سقوط نظام الأسد وفتح
السجون، كانت لديهم مؤشرات منذ عام 2018 بأن نظام الأسد يقتل المختفين قسراً، وأكد توفر كم كبير من الأدلة، بما في ذلك أكثر من 3 آلاف بيان وفاة.
وكانت قوات المعارضة السورية، التي دخلت دمشق فجر الثامن من كانون الأول/ديسمبر الجاري، قامت بتحرير المعتقلين في سجون النظام في جميع المحافظات التي دخلتها خلال المعارك التي انتهت بالإطاحة بحكم عائلة الأسد.