شدد القائد العام لغرفة عمليات المعارضة السورية المسلحة، أحمد
الشرع، على عدم تلقي فصائل المعارضة أي دعم مالي أو عسكري خارجي في حملة "ردع العدوان" التي أسقطت نظام عائلة الأسد بعد 11 يوما من المعارك التي انتهت بدخول العاصمة
دمشق.
وقال الشرع المعروف بلقب "الجولاني" في كلمة له خلال زيارته إلى مسجد الشافعي في دمشق، الأربعاء، إنه "جرى الإعداد للمعركة كثيرا... كنا أضعف من العدو بكثير لكن السلاح الذي قاتلنا به كان تصنيعا محليا بذلنا جهدا كبيرا حتى ملكناه".
وأضاف أنه "لم يكن هناك دولة داعمة لنا ولا كان هناك توجيه داعم لنا ولا كان أحد يشجع على هذه المعركة، لأنه بالحسابات البسيطة كانت المعركة خاسرة، لكن كنا كلنا ثقة بأننا سننتصر فيها".
وشدد الشرع على أن "هذه معركة تسجل في التاريخ، وما جرى يوضع في طور الصراع والمفرق التاريخي العظيم للأمة الإسلامية والأمة في
سوريا"، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أن "هذه المعركة الخاطفة أنقذت سوريا والمنطقة بأكملها من خطر كبير استراتيجي، حيث إنه كان هناك تهديد وجودي لمكونات كبيرة في سوريا"، موضحا أن "سوريا كانت معرضة للتقسيم والمكون الأكبر فيها كان سيصبح أقلية في كل بقعة تقسم، ومن هاجر منها كانت ستبقى هجرته أبدية وهذه جريمة كبيرة".
وبحسب الجولاني، فإن "من أعظم ثمار هذه المعركة أن أعادت لحمة الناس ومهما كانت الظروف قاسية لكن إذا عزمنا على أمر يسهله الله عز وجل لنا بشرط أن نخلص عملنا لوجه الله وأن يكون هدفنا خدمة الناس لا خدمة أشخاصنا وأحزابنا ومناطقنا وما إلى ذلك".
ولفت إلى "أننا نحن نملك جغرافيا عظيمة جدا لها ضرب في التاريخ عميق ويجب أن نعطي الشام حقها بأن نعيد للناس كرامتهم وعزتهم وأن نبنيها بشكل صحيح والفرص متاحة أمامنا ويجب أن يعود من هاجروا ولجأوا ونزحوا، كل الناس يجب أن يعودوا لكي نضع أيدينا بأيدي بعض ونبني سوريا القادمة".
وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات
النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وقبلها في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرا دمشق.