قالت الكاتب الإسرائيلية، نحاما دواك، إن جدها وجدتها سجنا في الثلاثينيات في سجن مدينة
حلب في
سوريا، بتهمة "الصهيونية المفرطة"، لأنهما هربا نجلهما نيسيم دواك إلى فلسطين المحتلة.
وقالت في مقال لها في صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن والدها حمل في جيبه "عملات ذهبية كانت مخصصة لشراء أراضٍ في الأرض المقدسة".
وتابعت: "عبر والدي الحدود من حلب إلى تركيا، ثم إلى لبنان، وعبر إلى إسرائيل من معبر متولا. ثم وصل إلى نتانيا، وكان من بين من بنوا المدينة على الرمال".
وتابعت بأنه بعد عدة سنوات من وصوله إلى إسرائيل، استطاعت بقية العائلة الانضمام إليه: والداه، وإخوته الثلاثة، وأخته. بدأوا حياتهم من جديد، لأنهم لم يتمكنوا من أخذ ممتلكاتهم من سوريا.
ولفتت إلى أنها على مر السنوات، سمعت العديد من القصص عن حياتهم وطفولتهم في حي "الجميلية"، وعن جمال مدينة حلب، وعن الطقس المعتدل، وعن العطلات التي قضوها في جبال لبنان. كان هناك حنين، لكن ليس هناك شوق أو رغبة في العودة للعيش هناك.
ولفتت إلى أن عائلتها كان تستمع إلى أغان عن "أرض إسرائيل" إلى جانب أغاني كبار المطربين العرب مثل فريد الأطرش وفيروز وأم كلثوم..
على مر السنين، كان حلم زيارة مدينة ولادة والدي حبيبي، حلب، مجرد أمل بعيد المنال. لكن الأحداث الأخيرة تمنح الأمل، بحسب تعبيرها.
وأشارت إلى كلمات الباحث اللبناني، جاك نيريا، الذي قال: "عندما هاجم السنوار في السابع من أكتوبر، لم يتخيل أن ذلك سيتسبب في انهيار الجبهة ضده، وأن إيران ستفقد قوتها ووكلاءها في المنطقة، بما في ذلك انهيار النظام في سوريا".
وأشارت إلى أنها سألت نيريا عن إمكانية قيامها برحلة إلى حلب، وكان جوابه أنه يعتمد أيضًا على تصرفات حكومة إسرائيل.
وقال نيريا إن إسرائيل لا ينبغي أن تتجاوز منطقة الحاجز التي تم تحديدها في عام 1974، وألا تتخذ مواقع في هضبة الجولان السورية.
وتابع: "الثوار الذين أسقطوا نظام
الأسد لا يهتمون بإسرائيل الآن. هم مشغولون بتعلم كيفية إدارة دولة. وعندما ضربنا قافلة الأسلحة الإيرانية إلى سوريا، استنتجوا أن إسرائيل إلى جانبهم. إذا سيطرنا على أراضٍ، فسيظنون أن لدينا نوايا حربية ضدهم، وعندها ستنسين حلب".
وختمت مقالها قائلة إنها تأمل في "أن يتغير الوضع بشكل غريب، وأن أتمكن من زيارة حلب، وربما حتى العثور على المنزل الذي ولد فيه أبي".