سياسة عربية

الأردن يتسلم من الاحتلال جثماني منفذي عملية "البحر الميت"

نفذ الشهيدان عامر قواس وحسام أبو غزالة عملية "البحر الميت" ضد جنود الاحتلال- إكس
أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، اليوم الأربعاء، عن تسلم المملكة من جانب الاحتلال الإسرائيلي جثماني منفذي عملية "البحر الميت"، التي نفذت في 18 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأسفرت عن استشهادهما وإصابة جنديين إسرائيليين بجروح.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن الوزارة قولها إنه تم "استلام جثماني المواطنين الأردنيين عامر قواس وحسام أبو غزالة، ليواريا الثرى في المملكة بعد تسليمهما لذويهما".

وأضافت أن "الوزارة تابعت عملية الإفراج عن الجثمانين وتأمين عودتهما إلى المملكة"، مبينة أنه "بالتنسيق مع الجهات المعنية في المملكة، تم استلام الجثمانين عبر جسر الملك حسين (اللنبي)، وتسليمهما إلى ذويهما لدفنهما بالمملكة".

وقد علق الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، على عملية البحر الميت، التي نفذها الشابان الأردنيان عامر قواس، وحسام أبو غزالة، وأدت إلى إصابة جنديين إسرائيليين.

وكشفت عائلتا الشهيدين، عن قيام السلطات الأردنية باستدعائهما، في وقت متأخر من ليل أمس، ونقلهم إلى مكان دون إبلاغهم بحقيقته، ليكتشفوا أنه مقبرة سحاب جنوب العاصمة عمان.

وأوضح شقيق الشهيد أو غزالة، أنه طلب منهم دفن شقيقهم واقتصرت الجنازة على الأقارب من الدرجة الأولى، دون السماح لهم بإقامة جنازة عامة.

وأثارت عملية الدفن التي قيدتها السلطات، ردود فعل غاضبة في الأردن، واستنكارا حزبيا وشعبيا، واعتبرها البعض تنفيذا لشروط الاحتلال من أجل استلام الجثمانين.

وقال إعلاميون ونشطاء بالقول: 





وأعاد نشطاء التذكير بكيفية استقبال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لحارس في سفارة الاحتلال بعمان، بعد قتله لأردنيين اثنين. 

وقام نتنياهو حينها بترتيب استقبال رسمي لحارس السفارة القاتل، بطريقة استفزازية للأردنيين، والجلوس معه في مقر الحكومة دون محاسبته على ما اقترفه.

إقرأ أيضا: استقبال حار من نتنياهو لـ"قاتل" الأردنيين في مكتبه (شاهد)

وقال أبو عبيدة في تصريحات نقلها موقع "القسام"، إن "قيادة القسام تلقت تقارير عملية البحر الميت اللافتة بفخرٍ بالغ كعمليةٍ جريئة بطولية عززت من جديدٍ آفاق الجبهة الأردنية الواعدة".

وأضاف: "الشهيدان حسام أبو غزالة وعامر قواس من أبطال طوفان الأقصى، وسيظلان نموذجاً ملهماً لنشامى الأردن وعشائرها الحرة أصحاب المواقف المشهودة والبطولات الفذة".

ونشرت "القسام" صورا قام الشهيدان بالتقاطها لحاجز عسكري إسرائيلي، خلال عملية رصدهما للمكان الذي نفذا فيه العملية.

وكان الشهيدان الأردنيان عامر قواس ورفيقه حسام أبو غزالة تسللا من الحدود الأردنية إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، واشتبكا مع جنود الاحتلال قرب منطقة "عين جدي" في البحر الميت، وأوقعا إصابتين على الأقل بصفوف جيش الاحتلال.

والجدير ذكره أن عملية البحر الميت تعتبر العملية الثانية التي ينفذها أردنيون، إذ سبقها عملية معبر "الكرامة" التي نفذها الشهيد ماهر الجازي، وأدت إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين.

ويبلغ طول الحدود الأردنية مع الاحتلال الإسرائيلي والضفة الغربية المحتلة 335 كيلومترا، هي 97 كيلومترا مع الضفة الغربية و238 كيلومترا مع الأراضي المحتلة.

وشهدت الحدود توترات على خلفية حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة والاعتداءات المستمرة في الضفة الغربية المحتلة، في ظل الترابط الجغرافي والديموغرافي بين الأردن وفلسطين.

وبدعم أمريكي يرتكب جيش الاحتلال إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلّفت نحو 150 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وبموازاة هذه الإبادة، وسع الجيش الإسرائيلي اعتداءاته في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، وصعد المستوطنون جرائمهم بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم، ما أسفر إجمالا عن استشهاد 803 فلسطينيين وإصابة نحو 6 آلاف و450، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.