بتهمة العنف وعرقلة السير، قرّر قاضي التحقيق باستئنافية مدينة
الدار البيضاء، بالمغرب، إيداع سائق سيارة أجرة "تاكسي" رهن الاعتقال الاحتياطي، ومنح السراح المؤقت لاثنين آخرين، وذلك لصالح دبلوماسي روسي.
ووفق صحيفة "الصباح"
المغربية، فإنّ: "الدبلوماسي الروسي كان يستقل سيارة ذكية، قبل أن يحاصره عدد من أصحاب التاكسيات؛ انهالوا عليه بالضرب أمام زوجته، التي لم تصدق ماذا يحدث أمامها".
ما القصة؟
بغية التوقيع على صفقة استيراد كمية من القمح مع وزارة الفلاحة المغربية، حلّ الدبلوماسي الروسي بالمغرب؛ وعقب إنهاء مهامه استقرّ في أحد الفنادق الفخمة بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، في انتظار موعد طائرته.
ورغبة في جولة ليلية بالمدينة المغربية، رفقة زوجته، استخدم الدبلوماسي الروسي، أحد التطبيقات الذكية، للحصول على سيارة. ليفاجأ عقب ذلك، بعدد من أصحاب التاكسيات وهم يحاصرونه وينهالوا عليه بالضرب. وذلك بحسب روايات متطابقة.
وفي صباح يوم أمس الاثنين، تمّ تقديم سائق سيارة أجرة من الحجم الكبير أمام أنظار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية الزجرية في مدينة الدار البيضاء، فيما استدعى وكيل الملك، الشّهود على الواقعة التي أثارت جدلا كبيرا.
إلى ذلك، دخلت السفارة الروسية على الخط، حيث حضر مسؤولون بها إلى المحكمة، لمُواكبة الملف، في ظل تشبث السائح بمتابعة المعنيين بتهديده داخل سيارة، أمام الفندق.
نقاش مُشتعل
تفاعل عدد متسارع من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، مع الخبر، بين من طالب بأهمية "تقنين النقل باستخدام التكنولوجيا الحديثة"، وبين من قال إن الصراع أساسا بين سائقي التاكسيات ومستخدمي تطبيقات النقل، دون معرفة من هم.
الأمين العام للنقابة الديمقراطية للنقل المدافعة عن التطبيقات الذكية في النقل، سمير فرابي، قال في تصريح صحافي، إن: "هذه الواقعة تحتّم أن يتوفر وزير النقل الجديد على جرأة سياسية، من أجل تجاوز فشل الوزير السابق".
وأبرز: "من العيب والعار أن يتعرض أجنبي إلى سلوك يسيء للمغرب برمته ونحن مقبلون على تظاهرات كبرى ستعرف توافد الأجانب الذين يستعملون هذه التكنولوجيا للتنقل في بلدانهم".
وأكّد فرابي: "بات من الضروري، اتّخاذ قرارات تشجّع الشركات العالمية للاستثمار في قطاع النقل بالمغرب، لإنعاش مداخيل الدولة من جهة، ومن جهة ثانية توفير فرص شغل للشباب العاطلين عن العمل".
من جهته، قال الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية للمقاولات الصغرى والمتوسطة للنقل الطرقي بالمغرب، يوسف مجد، إنه: "لا وجود لأي اعتداء أو ضرب للدبلوماسي الروسي كما تم الترويج له".
وأكّد مجد، في عدد من التصريحات الصحافية، أن: "الأمر يتعلق بتدخل سائق سيارة أجرة من الحجم الكبير، في منع وقوف سيارة عبر التطبيقات الذكية لحمل زبونين، من فندق مصنف بشارع الجيش الملكي، فوقع نقاش لفظي بين السائقين".
وأبرز: "زميلي المعتقل منذ مساء الجمعة لدى السلطات الأمنية، والذي تم تقديمه صباح اليوم أمام وكيل الملك، هو ضحية". فيما قال ممثل التنسيق النقابي لسيارات الأجرة، مصطفى الكيحل، إن: "الشهود الذين استمعت إليهم النيابة العامة في هذه النازلة، صرّحوا لنا بأن ما جاء على لسان السائح غير حقيقي".
"إذا كان هناك اعتداء، يجب الإدلاء بالفيديوهات التي تظهر ذلك، ونحن نلتزم الحياد طالما أن الملف أمام القضاء، وهو الذي سوف يحتكم إلى الأدلة" أكد الكيحل.
وسبق للنقابة الديمقراطية للنقل المدافعة عن التطبيقات الذكية في النقل، التقدّم بمقترح قانون يخص استخدام التطبيقات الذكية في النقل، والمطالبة بـ"تجاوز لغة التسويف والانتظار من أجل التقنين الذي طال".