سياسة عربية

طالبت فرنسا باعتقال نتنياهو.. الجزائر تعتقل الكاتب الفرنكفوني بوعلام صنصال

أدى توقيف بوعلام صنصال، المثقف المزعوم المبجل من قبل اليمين المتطرف الفرنسي، إلى ايقاظ محترفي السخط إذ هبت الأسماء المعادية للجزائر والمؤيدة للصهيونية في باريس هبة رجل واحد.. (واج)
أكدت الجزائر رسميا أمس الجمعة، توقيف الكاتب الفرانكفوني الجزائري بوعلام صنصال، في مطار الجزائر الدولي، متهمة إياه بـ"التشكيك في استقلال وتاريخ وسيادة وحدود الجزائر، وإنكار وجود الأمة الجزائرية، وارتباطه بأطراف معادية للجزائر.

ورأت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية التي أوردت الخبر دون أن تذكر تاريخ توقيف المعني، أن ما وصفته بـ "الضجة الكوميدية" التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة صنصال هي "دليل إضافي على وجود تيار حاقد ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوت أي فرصة للتشكيك في السيادة الجزائرية".

وأضافت الوكالة: "أدى توقيف بوعلام صنصال، المثقف المزعوم المبجل من قبل اليمين المتطرف الفرنسي، إلى إيقاظ محترفي السخط إذ هبت الأسماء المعادية للجزائر والمؤيدة للصهيونية في باريس هبة رجل واحد: إريك زمور ومحمد سيفاوي ومارين لوبان وخافيير دريانكور وفاليري بيكراس وجاك لانغ ونيكولا ديبون إينيان، وبالطبع الطاهر بن جلون، صديقه المغربي الذي يتعافى من داء 'عرق النسا' من كثرة الانحناء لتقبيل يد ملكه محمد السادس. هؤلاء كلهم قد صعدوا إلى الواجهة للدفاع عن هذا المحترف للتزييف والذي وقع في شر أعماله".

وأكدت البرقية أن اللوبي الحاقد على الجزائر مر بأسبوع سيئ، أولا أن "أحد محمييهم، وهو كمال داود، قد ضبط متلبسا باستغلال معاناة ضحية للإرهاب في الجزائر من أجل الحصول على جائزة "غونكور' "، ثم جاء الدور على "صديقهم مرتكب الإبادة الجماعية، نتنياهو، الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية من قبل المحكمة الجنائية الدولية" وأخيرا "تم توقيف الكاتب الآخر لغاليمار، صنصال، في خضم هيجانه التحريفي".

وذكرت الوكالة أن الكاتب واسيني الأعرج كان قد اتهم صنصال بسرقة عنوان وقصة رواية "2084 نهاية العالم".

وواصلت الوكالة هجومها على عدة أطراف فرنسية منها "المجنس بمرسوم، إريك زمور، الذي قال في دعمه لصديقه بوعلام صنصال إنه "يجب على الحكومة الفرنسية أن تطالب بالإفراج الفوري عنه"، إضافة إلى الرئيس الفرنسي ماكرون "العائد من رحلة استجمام من البرازيل حيث وصف الهايتيين بالأغبياء والذي عبر عن قلقه البالغ"، مضيفة أن "فرنسا الماكرونية الصهيونية تشجب توقيف صنصال لكنها لم تصرح للعالم عن ما إذا كانت لديها السيادة اللازمة التي تمكنها من اعتقال بنيامين نتنياهو إذا وطئت قدمه مطار شارل ديغول! وبما أن باريس تتحدث عن القانون وحقوق الإنسان، فإن الامتثال للقانون الدولي في حالة نتنياهو قد يكون ذلك بداية جيدة لها".

وبحسب تقرير وكالة الأنباء الجزائرية فإن "فرنسا في عهد ماكرون ليست غريبة عن التناقضات، فهذا الرئيس الذي يتحدث عن جرائم ضد الإنسانية في الجزائر بخصوص الاستعمار الفرنسي، ويقر بالاعتراف التاريخي باغتيالات دولة طالت علي بومنجل وموريس أودان والعربي بن مهيدي، ويقوم بتكليف سفيره بوضع إكليل من الزهور على قبر شهيدنا، هو نفسه الذي يدافع عن منكر يشكك في وجود الجزائر، واستقلالها، وتاريخها وسيادتها وحدودها، أليس من الأجدر لفرنسا التي تشرع قوانين الذاكرة في كل مرة، خاصة لما يتعلق الأمر بمعاداة اليهود (قانون غيسو)، أن تدين صنصال لمحاولته إنكار وجود الأمة الجزائرية؟ قد يشكل هذا موضوعا جيدا للدراسة والتفاوض بالنسبة لبنجامين ستورا".

وختمت الوكالة تقريرها بالقول: "مع كل موجة عداء ضد الجزائر، تتهم باريس الجزائر بكل الشرور، بينما تتصرف الجزائر دائما وفقا لمبدأ الثبات. إن اتهام الجزائر بمنع حرية التعبير في الوقت الذي لا يزال فيه الفرنسيون يحتجزون بافيل دوروف، مؤسس تطبيق تليغرام، المنصة العالمية للتعبير، ما هو إلا تأكيد على هذه المسرحية الشريرة، التي لا يعد فيها صنصال سوى الدمية المناسبة".



وكان فيصل مطاوي مراسل "مونت كارلو الدولية"، قد قال في تصريحات له إن المتابعة القضائية مرتبطة بتصريحات أخيرة لوسيلة إعلام فرنسية، قال فيها إن سبب المشاكل الحالية بين الجزائر والمغرب قرار فرنسا إعطاء جزء من المغرب، كما قال، بعد استعمارها، للجزائر، وذكر غرب الجزائر، وحتى بعض المدن، مثل وهران وتلمسان، معلومات خاطئة، ولا أساس لها من الصحة كما قال بعض المؤرخين والعارفين بشمال أفريقيا. حتى إن صنصال برر دخول الجيش المغربي، بعد استقلال الجزائر عام 1963، برغبة الرباط باسترجاع أراضيها في الجزائر، كما قال، وشبّه هذا بما يحدث في غزة حالياً”.

ويعتبر صنصال الذي يبلغ 75 عاما من الكتاب المعروفين بمواقفهم الناقدة للنظام الجزائري وأيضا للأصولية الدينية والتطرف الإسلاموي، منذ بداية مشواره الأدبي في عام 1999، وقد حصل على الجنسية الفرنسية عام 2024 بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.