ملفات وتقارير

عودة ترامب والقضايا العربية.. رواد التواصل يعربون عن آرائهم (شاهد)

قضايا عربية عادت للواجهة منذ اللحظة الأولى من الإعلان عن هوية الرئيس الأمريكي- جيتي
منذ اللحظات الأولى من الإعلان عن فوز الجمهوري، دونالد ترامب، بانتخابات الرئاسة الأمريكية للعام الجاري 2024، تسارعت ردود فعل رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، في عدد من الدول العربية، وتباينت بين ساخر من النتائج بالقول: "هاريس وترامب وجهان لعملة واحدة"، وبين متأمّل لإنهاء الحرب على قطاع غزة المحاصر.

وأظهرت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة الأمريكية، الأربعاء، فوزا وصف بـ"التاريخي" للرئيس الأمريكي السابق ومرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، على منافسته نائبة الرئيس الحالي، جو بايدن، ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.

الحسابات العربية.. ماذا قالت؟
رصدت "عربي21" جُملة من المنشورات والتغريدات، التي رجّت على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الأخيرة؛ وكذا منشورات أخرى تكشف عن واقع الشارع العربي، وقضايا عربية عادت للواجهة منذ اللحظة الأولى من الإعلان عن هوية الرئيس الأمريكي للسنوات القادمة.


من بين المنشورات التي حظيت بتفاعل ملحوظ، ما كتبه الصحافي الجزائري، حفيظ دراجي، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "إكس": "كامالا هاريس ودونالد ترامب وجهان لعملة واحدة، تشتري وتبيع في كل شيء، تساند وترعى إسرائيل وتعادي العرب والمسلمين..".

وأضاف دراجي، عبر التغريدة نفسها: "من يراهن عليهما لوقف العدوان على غزة فهو واهم، ومن يدعمهما خوفا أو طمعا فهو خاسر لأن أمريكا هي إسرائيل،  وإسرائيل هي أمريكا والباقي مجرد ديكور..".


من جهته، صاحب برنامج "جو شو"، يوسف حسين، كتب على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "إكس": "رحل أوباما.. ثم جاء  ترامب.. ثم رحل ترامب.. وجاء بايدن.. ثم راحل بايدن.. فجاء ترامب..".

وأضاف عبر التغريدة نفسها: "ولسه باقي  خمس سنين ونصف على انتهاء ولاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترته الرئاسية الثانية.. تقريباً"، وذلك في إشارة منه إلى ما يعيشه المصريون في السنوات الأخيرة من أزمات اجتماعية واقتصادية متتالية.


بدوره، علّق رئيس حزب التوحيد العربي، وئام وهاب على فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وكتب على حسابه على "إكس": "عالمٌ آخر سنعيشه مع ترامب".

وكتب وهاب، عبر تغريدة أخرى: "مصلحة اللبنانيين والعرب في أمريكا تكمن بانتخاب ترامب. هاريس وحزبها يمارسون النفاق السياسي خاصة في منطقتنا. فكروا بمصلحتكم اليوم وانتخبوا ترامب".


وقال الصحفي المصري، محمد عزام، عبر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "يعود دونالد ترامب إلى السلطة، إيذانا ببدء حقبة جديدة من عدم اليقين"، مضيفا: "بعدما نجح في اللعب على المخاوف من المهاجرين والتضخم والتراجع الاقتصادي، ما أسفر عن هزيمة نائبة الرئيس كامالا هاريس".

وتابع عزام، عبر التدوينة نفسها: "كان انتصاره بمثابة إشارة إلى عودة أفكار الانعزالية والتعريفات الجمركية الشاملة وتصفية الحسابات مع ما يصفه بالدولة العميقة في واشنطن".



كذلك، عبر تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" كتب الصحافي المغربي، محمد البقالي: "المفاجأة ليس أن ترامب فاز! بل في السهولة التي فاز بها"، موضحا أن "استطلاعات الرأي كانت تتوقع منافسة شديدة، وربما أياما من حساب الأصوات وإعادة حسابها قبل معرفة الفائز بفارق ضئيل".  

وتابع البقالي: "أما أن يعلن في الليلة نفسها عن فوز عريض دونما اعتراض فهذا لم يكن ضمن أسوأ كوابيس الحزب الديموقراطي الخاسر. فاز في كل الولايات المتأرجحة، وفاز في التصويت الشعبي (أكثر من 70 مليون صوت مقابل 66 مليونا لهاريس)..".

وأضاف: "ليس ذلك فقط، ترامب يدخل البيت الأبيض وحزبه يتمتع بأغلبية في مجلس الشيوخ بعد أن انتزعها وفق آخر النتائج في الانتخابات الجزئية أمس من الديموقراطيين (53 مقعدا مقابل 47)، وأغلبية أخرى في مجلس النواب متوفرة سلفا، هذا ناهيك عن سطوته على المحكمة العليا من خلال قضاتها، بمعنى أنه سيكون هو الحاكم بأمره خلال السنتين المقبلتين على الأقل (موعد الانتخابات النصفية)".




وأبرز: "لماذا حدث كل هذا؟ هناك أسباب كثيرة ومتداخلة هذه بعضها: - الاقتصاد: كل الأمريكييين يشتكون من أن أوضاعهم الاقتصادية ساءت خلال السنوات الأربع الأخيرة. التضخم والغلاء وتراجع فرص التوظيف.. وجميعهم بمن فيهم خصوم ترامب يعترفون بأن الوضع الاقتصادي على عهده كان أفضل".

وأردف: "شخصية هاريس: لا كاريزما ولا حضور قوي، ناهيك أنها بدون ماض حقيقي يمكن البناء عليه. فقد عاشت خلال السنوات الأربع الأخيرة في ظل بايدن، وحصيلته لم تكن مقنعة. ورغم أنها استمالت كثيرا من النساء لكن نقطة قوتها هذه فيها ضعفها..". 

"قضايا الأسرة والمثلية والإجهاض: هذه قضايا تثير سجالا حادا داخل المجتمع الأمريكي. لدرجة أن الحق في الإجهاض كان قضية مركزية في هذه الانتخابات بين مدافع ومعارض. وكثيرون صوتوا لترامب (منهم مسلمون ومسيحيون محافظون) لهذه الاعتبارات فقط" وفقا للبقالي.

وختم تدوينته بالقول: "الحرب في غزة. موقف العرب والمناهضين للحرب كان سلبيا جدا من إدارة بايدن. وهذا أفقدها دعم شريحة من الناخبين يمكنها أن تصنع الفرق خاصة في الولايات المتأرجحة، ومنها ميشيغان ذات الحضور العربي الكبير".

ماذا عن الاقتصاد؟
صاحب حساب على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" باسم: محمد إقتصاد، أجاب على سؤال: "لماذا ترتفع أسواق الأسهم الأمريكية مع فوز ترامب؟"، بالقول: "لأن الجمهوريين عموماً وترامب خصوصا ينادون دائماً بتخفيض ضرائب الدخل على الشركات والأعمال".

وتابع الحساب نفسه، عبر التغريدة التي عرفت تفاعلا متسارعا: "الجمهوريون فكرتهم الأساسية أن ما تحققه هذه الشركات من زيادة أرباح وفوائض بسبب تخفيض الضريبة سوف يتسبب في ارتفاع الاستثمار وزيادة النشاط الاقتصادي وتوظيف أكثر وبطالة أقل".


وأضاف: "ارتفاع حجم الأعمال (البزنس) يرفع من حجم الوعاء الضريبي بسبب ارتفاع النشاط الاقتصادي وسيتم تعويض إيرادات الدولة من تخفيضها للضريبة بسبب ارتفاع حجم الوعاء الضريبي".

وأردف: "لذلك ترى الرئيس الجمهوري ريغان يستشهد بكلام ابن خلدون أن نسبة الضريبة إذا كانت منخفضة فإن العوائد تكون كبيرة والعكس؛ وهذه الفكرة هي ما يتم تمثيله اقتصادياً بما يُعرف بمنحنى لافر الضريبي، ومنحنى لافر يوضح العلاقة بين الإيرادات الضريبية وارتفاع نسبة الضريبة".

وختم بالقول، إن: "إيرادات الضريبة تزيد بشكل متناقص مع رفع نسبة الضريبة إلى أن تصل إلى نقطة معينة (قمة المنحنى) وبعدها تتحول العلاقة إلى عكسية بتنخفض الإيرادات الضريبية".

ترامب.. "حكاية ملهمة"
من بين المتفاعلين مع نجاح ترامب للوصول مجددا إلى البيت الأبيض، قال الناشط على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، عبد الله الخريف: "بصراحة تتفق أو تختلف أو لا تهتم، بدون تعاطف ترامب حكاية ملهمة حيّة أمامنا، فاز بانتخابات 2016 بصعوبة، خسر انتخابات 2020، تم سجنه والتحقيق معه".

وأضاف الخريف، الذي يصف نفسه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" بأنه مهتم بإثراء المحتوى العربي وترجمة الأخبار العالمية: "تم محاربته من الإعلام التقليدي، تم تشويه سمعته بمئات التقارير، تم محاربته من حزبه ومن الحزب الديمقراطي المسيطر".


وتابع: "حاولوا اغتياله 3 مرات، نجا من محاولة اغتيال مميتة، رغم هذا كله كان يصارع ويواجه حتى فاز بالنسبة لي وقفة احترام ودرس بعدم الاستسلام". وهو نفس رأي الكاتب والمهندس ومؤسس دار حكاية، فواز باقر، الذي كتب: "يعجبني إصرار ترامب للمرة الثالثة على التوالي، سواء تحبه أو تكرهه".

وأوضح باقر، عبر تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "إكس": "بالوقت اللي مسك فيه الحكم.. وقفت كل المشاكل بالعالم وارتفع الاقتصاد بشكل كبير جدًا"، مردفا: "وبمجرد ما أعلن ترشحه في أول مرة، ضحكوا وطقطقوا عليه، كل هوليوود ضده، وأغلب القنوات الإخبارية ضده. وفاز".


تجدر الإشارة إلى أن عددا من مؤسسات متابعة الانتخابات ووسائل الإعلام الأمريكية، كانت قد توقّعت فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، على مرشحة الحزب الديمقراطي، كمالا هاريس، في السباق إلى البيت الأبيض، وذلك بعد إعلان جمعه نحو 276 صوتا في المجمع الانتخابي، وهو ما يتخطى العدد اللازم للفوز البالغ 270 صوتا.