أدانت محكمة سويدية، الثلاثاء، ناشطاً من اليمين المتطرف بتهمتي جريمة كراهية بعد توجيهه عبارات مهينة للمسلمين أثناء حرقه نسخاً من
القرآن الكريم، وهي أفعال أشعلت موجة من الاضطرابات في البلاد عام 2022.
وقضت محكمة مالمو بسجن
راسموس بالودان، وهو دنماركي سويدي الجنسية ومؤسس حزب سياسي صغير، لمدة أربعة أشهر بتهمة التحريض ضد
المسلمين.
وكان بالودان قد أقدم على حرق نسخ من المصحف عدة مرات في أماكن عامة، بل وصل الأمر في بعض الحالات إلى وضع لحم الخنزير عليها، مما أثار غضب المسلمين في
السويد وخارجها.
ورغم أن قانون حرية التعبير الواسع في السويد يسمح بحرق النصوص الدينية، إلا أن التحريض ضد جماعات عرقية أو وطنية، أو توجيه إهانات مباشرة للمسلمين، يُعد انتهاكاً للقانون.
وتضمن الحكم إشارة إلى أن المحكمة وجدت أن "بالودان عبر في تجمعات عامة عن ازدرائه للمسلمين وغيرهم، ولا يمكن اعتبار أفعاله مجرد انتقاد للإسلام أو حملة سياسية".
ونفى بالودان، البالغ من العمر 42 عاماً، التهم الموجهة إليه، وأكد محاميه أنه سيستأنف الحكم.
وأفاد محامي الدفاع عن بالودان بأن تصريحات موكله تستهدف الإسلام كدين وليس المسلمين كأفراد، مشيراً إلى أن ما قاله يندرج ضمن نقاش ثقافي، ولا يُعد هجوماً على الأشخاص ومعتقداتهم.
غير أن المحكمة قالت: "لا يمكن تبرير تصرفات بالودان على أنها مجرد انتقاد للإسلام أو حملة سياسية، بل هي موجهة ضد أشخاص ومعتقدات".
أوضح رئيس المحكمة، نيكلاس سودربيري، في بيان: "يمكن تقديم آراء نقدية حول الإسلام، على سبيل المثال، طالما أنها تأتي في إطار نقاش موضوعي. لكن ما حدث هنا لم يكن جزءاً من هذا النقاش، بل كانت التصريحات بمثابة إهانة وشتائم موجهة ضد المسلمين".
وتخشى الحكومة السويدية من أن يؤدي تكرار حرق المصاحف من قبل بالودان وآخرين إلى هجمات من قبل المسلمين، وتدرس حالياً إمكانية منح الشرطة صلاحية رفض التجمعات العامة التي قد تشكل تهديداً للأمن القومي.
وقد شددت
الدنمارك قوانينها العام الماضي، وحظرت حرق نسخ من المصحف في الأماكن العامة. يُذكر أن حزب بالودان لم يحقق أي نجاح انتخابي سواء في الدنمارك أو السويد.