نفذت السلطات
الإيرانية حكم
الإعدام بحق المواطن الإيراني الألماني، جمشيد
شارمهد، بعد إدانته
بارتكاب ما وصفته بـ"هجمات إرهابية" داخل البلاد، وذلك في خطوة أثارت
ردود أفعال دولية واسعة.
وفقا
لوكالة
تسنيم للأنباء، أعلن المركز الإعلامي للسلطة القضائية أنه بعد المرور بالعملية
القانونية والتأكيد النهائي لقرار المحكمة من قبل المحكمة العليا، تم تنفيذ الحكم
على جمشيد شارمهد، الذي يحمل الجنسيتين الإيرانية والألمانية، بعد إدانته بتهم
تتعلق بالإرهاب، صباح الاثنين.
وأضافت أن الحكم
جاء بعد عام من صدور قرار إعدامه في 2023 بتهمة "إشاعة الفساد في
الأرض"، حيث تتهمه السلطات الإيرانية بالضلوع في أنشطة إرهابية واستهداف
الأمن القومي.
يعد شارمهد،
الذي يحمل أيضًا إقامة دائمة في الولايات المتحدة، حيث كان يعيش في
لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، ويحمل إقامة أمريكية، زعيمًا لجماعة "
تندر"
المعارضة، التي تسعى لاستعادة النظام الملكي الإيراني الذي أطاحت به الثورة
الإسلامية عام 1979.
وكانت وزارة
الاستخبارات الإيرانية قد أعلنت في عام 2020 أنها نجحت في اعتقاله "بعملية
معقدة"، ووجهت إليه اتهامات بقيادة الهجمات المسلحة ضد الدولة، ومنها تفجير
دامٍ وقع في مدينة شيراز عام 2008، أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة نحو 200 آخرين.
وقد ذكرت
الوزارة آنذاك أن اعتقاله تم خارج الأراضي الإيرانية دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية
حول موقعه الفعلي أو العملية نفسها، مما أثار استنكارًا من قبل جهات حقوقية عديدة.
وتعتبر جماعة
"تندر"، ومقرها لوس أنجلوس، إحدى أبرز الجماعات المعارضة للنظام
الإيراني، حيث تروج عبر منصاتها الإعلامية، التي تتضمن محطات إذاعية وتلفزيونية،
لاستعادة الملكية، وتتهم السلطات الإيرانية الجماعة بتنفيذ عمليات عنف وتخريب داخل
إيران، بينما تصف الجماعة نفسها بأنها تسعى لتحقيق التحول السياسي بطرق سلمية رغم
ارتباطها بمبادئ وقيم النظام السابق.
ولقي إعدام
شارمهد استنكارًا دوليًا، خاصة من جانب ألمانيا التي طالبت إيران بتعليق تنفيذ
الحكم خلال مراحل المحاكمة، مشيرة إلى القلق بشأن مصداقية النظام القضائي، وبدورها، نددت منظمات حقوق الإنسان بعملية الاعتقال والإعدام، معتبرة أن ظروف
الاعتقال تثير مخاوف بشأن حقوق المعتقلين في الحصول على محاكمات عادلة، لا سيما
لأولئك الذين يحملون جنسيات مزدوجة أو ينشطون في المعارضة بالخارج.
وكان مسؤول
السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قال في بيان إن الاتحاد الأوروبي
يريد أن تمتنع طهران عن تنفيذ الإعدام الصادر بحق شارمهد وإلغاء هذا الحكم.
وفي نيسان /
إبريل انتقد مساعد رئيس السلطة القضائية أمين لجنة حقوق الإنسان في الجمهورية
الإسلامية الإيرانية "كاظم غريب آبادي" الموقف الأوروبي الذي وصفه
بـ"التدخلي" من صدور حكم الإعدام الصادر بحق زعيم زمرة
"تندر" جمشيد شارمهد.
وبحسب
وكالة
الأنباء الإيرانية ارنا كتب غريب أبادي في تغریدة على صفحته في منصة إكس: قاموا بدعم إرهابي في أوروبا وأمريكا والآن بعد
أن سقط في قبضة العدالة، ما زالوا يدافعون عنه بدلاً من إدانة أعماله الإرهابية،
ولا يهتمون بحقوق ضحاياه، هذا هو الوجه الآخر لأوروبا التي تدعي الدفاع عن حقوق
الإنسان.