تتجه
الولايات المتحدة الأمريكية نحو الانتخابات الرئاسية المقررة مطلع الشهر المقبل على وقع تصاعد الصراع في منطقة الشرق الأوسط وسط مخاوف من انجرار واشنطن إلى حرب إقليمية في المنطقة على وقع الهجمات المتبادلة بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
وتلقي هذه التطورات بظلالها على الانتخابات المقرر إجراؤها في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، في حين يتعرض المرشحان الديمقراطية كامالا
هاريس، والجمهوري دونالد
ترامب، إلى
انتقادات حادة بسبب تجاهلهما مخاطر اندلاع حرب عالمية ثالثة في حملتهما الانتخابية.
ويسلط هذا التزامن بين الانتخابات والأوضاع الملتهبة بالشرق الأوسط التي تأتي بالتوازي مع مخاوف من حرب إقليمية تجر واشنطن إليها، الضوء على انتخابات رئاسية سابقة أجرتها الولايات المتحدة في زمن الحرب، وهذا ما نستعرضه وفقا لتسلسله الزمني في هذه المادة.
حرب فيتنام
عام 1968، أجرت الولايات المتحدة الانتخابات الرئاسية بالتزامن مع تواصل حربها على فيتنام التي تسبب في تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، فضلا عن تصاعد السخط الشعبي إزاء الانخراط الأمريكي في الحرب وسط تصاعد أعداد الخسائر البشرية وتجنيد الشبان من أجل القتال.
وفي هذه الظروف، تمكن المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون من تحقيق النصر على منافسه الديمقراطي هيوبرت همفري، وذلك بعد أن حصل على أصوات 31,710,470 من الناخبين و301 من المجمع الانتخابي مقابل 30,898,055 صوتا شعبيا لخصمه و191 من المجمع الانتخابي.
الحرب العالمية الثانية
عام 1940، كانت الحرب العالمية الثانية مستعرة، ولكن من دون مشاركة الولايات المتحدة. ومع ذلك، كان أمام الناخبين الأمريكيين خيار يرقى إلى مستوى اللحظة المشؤومة، بحسب تعبير الصحفي الأمريكي جورج ويل.
كان المرشح الديمقراطي هو فرانكلين روزفلت، والمرشح الجمهوري رجل الأعمال ويندل ويلكي. وأسفرت نتيجة الانتخابات عن فوز ساحق للسياسي الديمقراطي الذي ما لبث بعد فوزه أن أعلن عام 1941 الحرب على اليابان لتنخرط بذلك الولايات المتحدة في الحرب.
وحصد روزفلت 449 من أصوات المجمع الانتخابي و27,244,160 من أصوات الناخبين، في حين صوت 22,305,198 شخصا لخصمه الذي حصل على 82 صوتا من المجمع الانتخابي.
الحرب الأهلية
عام 1864، كانت الولايات المتحدة ترزح تحت أتون الحرب الأهلية بين ولايات الاتحاد والولايات الانفصالية الـ11 التي أعلن 7 منها الانفصال بعد فوز الجمهوري أبراهام لينكولن بالرئاسة عام 1860، ومن ثم أعلنت 4 ولايات أخرى في الجنوب انضمامها للولايات الانفصالية التي كونت ما عرف حينها بالكونفدرالية الأمريكية.
وفي ظل الحرب المستعرة، تمكن لينكولن الذي وقع على إعلان تحرير العبيد وسط الحرب من الفوز بولاية رئاسية ثانية على منافسه الجنرال السابق جورج ماكليلان بفارق كبير.
وحصد أبراهام لينكولن 212 من أصوات المجمع الانتخابي و2,213,665 من أصوات الناخبين، في حين صوت 1,805,237 شخصا لخصمه الذي حصل على 21 صوتا من المجمع الانتخابي.
حرب الولايات المتحدة وبريطانيا
قبل انتخابات عام 1812، طلب الرئيس الأمريكي جيمس ماديسون من الكونغرس إعلان الحرب على
بريطانيا وحلفائها من السكان الأصليين أو من يعرفون بـ"الهنود الحمر".
ورغم أنه لم يكن من المضمون أن يتمكن الرئيس الرابع للولايات المتحدة من الفوز بولاية ثانية في ظل هذه الظروف، إلا أن ماديسون تمكن من هزيمة منافسه ديويت كلينتون.
وحصد جيمس ماديسون 128 من أصوات المجمع الانتخابي، في حين حصل خصمه على 89 صوتا من المجمع الانتخابي.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة شهدت في ولاية ماديسون الثانية، احتلال قوة أجنبية لعاصمتها واشنطن لأول مرة في تاريخها، حيث وصلت القوات البريطانية عام 1814 إلى البيت الأبيض وأضرمت النار به بعد إخلاء الرئيس وزوجته منه.