سياسة عربية

المستوطنون من سرقة الأرض للملابس.. ماذا يحدث في مسافر يطا بالخليل؟ (شاهد)

سلّم الاحتلال 7783 إخطاراً لهدم وإزالة منشآت ومبانٍ فلسطينية في الضفة الغربية- الأناضول
انتشر مقطع فيديو، خلال الساعات القليلة الماضية، يوثّق لقيام عدد من أبناء المستوطنين بسرقة ملابس الفلسطينيين وارتدائها في قرية سوسيا، التابعة لمدينة مسافر يطا في قضاء الخليل، بالضفة الغربية المحتلة.


في الآونة الأخيرة، زاد المستوطنون من اعتداءاتهم على المدنيين الفلسطينيين في مسافر يطا، حيث قاموا بمهاجمة مساكن المواطنين، وحظائر المواشي، ورعاة الأغنام، والمزارعين. إذ تهدف هذه الهجمات إلى إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم وتهجيرهم قسرا من المنطقة.

في سياق متصل، أقدم مستوطنون، الاثنين الماضي، على إحراق منشأة سكنية فلسطينية وحاولوا الاعتداء على الفلسطينيين في عدة مناطق بمسافر يطا.

كذلك، ذكرت مصادر محلية أن المستوطنين، قد أحرقوا غرفة سكنية تعود لعائلة يوسف محمد جبارين في منطقة شعب البطم، كما حاولوا الاعتداء على المواطنين في خربة الحلاوة.

وأشار الناشط ضد الاستيطان، أسامة مخامرة، إلى أنّ: "مجموعة من المستوطنين اقتحمت المنطقة الشرقية بـ "شعب البطم" وأحرقت الغرفة السكنية"، مضيفا أنّ المستوطنين تهجّموا على إسماعيل محمد أبو عرام وأفراد عائلته في خربة الحلاوة، وهدّدوهم بالتهجير القسري.

كما نوه مخامرة إلى أن المستوطنين قاموا أيضًا بدهم منطقتي المسفرة والشفا في مسافر يطا.


مستوطنات جديدة
تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى تنفيذ مخطط استعماري يهدف إلى إنشاء طريق استيطاني بطول 12 كلم، لربط مستوطنتي "أفيغال" و"ماعون"، ما يعني السّيطرة على أكثر من 13 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين في المنطقة.

ففي السابع من تموز/ يوليو الماضي٬ قامت مجموعة من المستوطنين، بتأسيس بؤرة استيطانية جديدة على أراضي الفلسطينيين في منطقة مسافر يطا الواقعة في قضاء الخليل.

وقام مستوطنون مسلحون بوضع منزل متنقل على أراضي الفلسطينيين في منطقة "سدة الثعلة" بمسافر يطا. وأفاد شهود عيان أن هذه الخطوة تأتي تمهيدًا للاستيلاء على الأراضي، بهدف إنشاء مزارع للمستوطنين وتوسيع البؤرة الاستيطانية "تسخار مان"، التي أقيمت على أراضي الفلسطينيين منذ عام 2020.

غاب الهذالين فتقدم الاستيطان
وفي سياق متصل، انتشرت صورة المسنّ السبعيني ابن مسافر يطا الذي كان يقف في وجه قطعان المستوطنين والاحتلال مدافعا عن قرى ومدن الخليل٬ وهو الحاج سليمان الهذالين، الذي تعرّض للدهس في الخامس من كانون الثاني/ يناير 2022 ٬ من قبل شاحنة تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولته التصدي لاقتحامها قرية أم الخير، التي يقيم فيها، في مسافر يطا جنوبي الخليل بالضفة الغربية.


أدى هذا الاعتداء الوحشي إلى إدخاله في غيبوبة نتيجة إصابته بجروح خطرة في عدة أعضاء حيوية من جسده، ممّا أدى إلى وفاته٬ وهو ما أثقل قلوب العديد من محبيه بحزن عميق إثر هذا الخبر المروع.

انتشار سرطاني في الضفة
التوسع الاستيطاني، لا يقتصر  على مسافر يطا٬  ففي أمس السبت، أفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، منذ عام 2015 وحتى أمس السبت، قد سلمت 7783 إخطاراً لهدم وإزالة منشآت ومبانٍ فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

وتهدف هذه الإخطارات إلى محاصرة البناء والتوسع والنمو الطبيعي الفلسطيني في الأراضي المحتلة.



ووفق تقرير الهيئة، فإن معظم هذه الإخطارات تركزت في محافظة الخليل، حيث تم إصدار 2110 إخطارات، تليها محافظة بيت لحم بـ 1101 إخطار، ثم محافظة رام الله بـ 887 إخطار، ومحافظة سلفيت بـ 720 إخطار.

وصرّح رئيس الهيئة مؤيد شعبان أن سلطات الاحتلال تستخدم إخطارات الهدم كوسيلة للضغط على الفلسطينيين ومنعهم من التطور والتوسع العمراني، خاصة في المناطق المصنفة (ج) حيث تسيطر دولة الاحتلال الإسرائيلي على التخطيط العمراني.

 وأشار إلى أن الاحتلال يمنع الفلسطينيين من حقهم في إعداد المخطّطات الهيكلية للقرى، كما لا يوافق على أي خطط قد تُقدم إليهم بهدف استغلال هذه المناطق وتطويرها.

وأوضح شعبان أن المناطق المصنفة (ج) تمثل 61 في المئة من إجمالي مساحة الضفة الغربية، حيث تسعى دولة الاحتلال للحفاظ عليها لصالح توسيع المستعمرات وتحقيق مصالح استراتيجية جغرافية في المستقبل.

وأكد شعبان أن العام 2023 شهد رقماً قياسياً في عدد الإخطارات المقدمة للمواطنين، حيث بلغ مجموعها 1333 إخطاراً في مختلف محافظات الضفة الغربية والقدس، مما يمثل زيادة ملحوظة مقارنة بالسنوات السابقة.

  إلى ذلك، أشار إلى أن عدد الإخطارات في العام 2022 كان 1220، بينما سجّل العام 2021 عدد 875 إخطاراً. مبرزا أن الرقم القياسي لعام 2023 يعكس سياسات جديدة وتوجهات مختلفة من قبل الإدارة المدنية الاحتلالية تجاه البناء الفلسطيني والنمو الطبيعي للقرى والبلدات الفلسطينية.

إخطارات هدم للتهجير
وأشار المصدر إلى أن التصاعد الخطير في تنفيذ عمليات هدم المنشآت والمباني في الأراضي الفلسطينية يعود إلى الكثافة المتزايدة في إخطارات الهدم، مما ينبّئ بعمليات هدم قادمة.

ولفت إلى أن أذرع دولة الاحتلال، وخصوصاً بعد تشكيل الحكومة اليمينية المتطرفة،  تسعى إلى تنفيذ أكبر عدد ممكن من عمليات الهدم بهدف محاصرة البناء والنمو الطبيعي للفلسطينيين، وتهجيرهم، وتفريغ الأرض لصالح السيطرة عليها وتحويلها لصالح المشروع الاستيطاني.

وأكد شعبان أن دولة الاحتلال بدأت بالتسلل إلى المناطق المصنفة (ب)، من خلال تطبيق الأداة التخطيطية في هذه المناطق، وخاصة في برية بيت لحم والقدس.

كما تم تسليم 10 إخطارات إدارية لأهالي قرية المالحة في برية بيت لحم الشرقية، والتي تُعتبر من المناطق المصنفة (ب) وفق اتفاقية أوسلو.