سياسة دولية

بريطانيا تدرس إرسال قوات خاصة لإنشاء "مناطق مغلقة" خالية من حماس في غزة

المشروع يهدف لتقسيم قطاع غزة إلى “مجتمعات مغلقة” خالية من حماس- الأناضول
قالت صحيفة "تليغراف" البريطانية، إن من الممكن أن يتم قريباً إرسال جنود سابقين من القوات الخاصة البريطانية للمساعدة في بناء “مناطق مغلقة” خالية من حماس في غزة.

وأضافت الصحيفة، أن "الاقتراح يتضمن مشاركة إسرائيل مع شركات عسكرية خاصة لإنشاء مناطق آمنة لتوصيل المساعدات والمساعدة في إعادة إعمار القطاع المدمر بفعل الحرب".

وفقاً لعدة مواقع إخبارية إسرائيلية، من المتوقع أن يفوز مردخاي “موتي” كاهانا، رجل الأعمال الإسرائيلي-الأمريكي الذي يدير شركة التوصيل العالمية (GDC)، بعقد قيمته 200 مليون دولار (154 مليون جنيه إسترليني)، بحسب الصحيفة.


وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، يهدف المشروع إلى تقسيم قطاع غزة إلى “مناطق مغلقة” خالية من حماس، مع تولي شركة GDC وشركة أمنية بريطانية، تستخدم قوات خاصة بريطانية سابقة، الإشراف على الحركة بين هذه المناطق.

ويقول كاهانا إن الحركة بين هذه “الفقاعات” ستخضع لسيطرة  شركة "جي دي سي"  وشركة أمنية بريطانية خاصة تستخدم جنوداً سابقين من القوات الخاصة البريطانية.

وتحدث كاهانا للإعلام الإسرائيلي هذا الأسبوع قائلاً: “هؤلاء هم جنود القوات الخاصة البريطانية. إنهم يعرفون ما يقومون به. هؤلاء أشخاص قاتلوا الإرهاب طوال حياتهم".

وأضاف: “إذا حدث شيء، سنبلغ سكان غزة بالرسالة التالية: ‘لا تحاولوا العبث معنا.’ سيفهمون أن هناك قائدًا جديدًا في المدينة”.

ويقصد بـ "المناطق المغلقة" مناطق أو مجمعات سكنية خاضعة للرقابة محاطة بأسوار أو حواجز، ويتم التحكم في مداخلها ومخارجها من قبل شركات أمن خاصة، ويقتصر الدخول والخروج على السكان المصرح لهم فقط.

وتقول الصحيفة، إن كاهانا، الذي بدأ حياته المهنية كسائق تاكسي في نيويورك، قال إنه لن يذكر اسم الشركة الأمنية البريطانية المعنية حتى يتم توقيع العقد.

وتُعرف  شركة "جي دي سي"  بأنها سبق أن عملت مع شركة Constellis الأمريكية، التي استحوذت على شركة بلاك ووتر سيئة السمعة، والتي كانت تعمل في العراق.

وتظهر Constellis كشريك رسمي على موقع  شركة "جي دي سي" ، وقد عملتا معاً في أوكرانيا. كما تمتلك Constellis مجموعة Olive، وهي واحدة من أكبر شركات الأمن الخاصة ذات الطابع العسكري في بريطانيا بحسب تقرير الصحيفة.

وقالت شركة "جي دي سي" في بيان لها: “الأمن الخاص المدرب جيدًا هو الطريقة الواقعية الوحيدة لتقديم المساعدات إلى غزة”، مضيفة: “الأفراد الذين يعملون لصالح المتعهد الأمني التابع لنا مدربون ومجهزون لاستخدام أساليب غير قاتلة وقتالية في السيطرة على الحشود. وهم مدربون على استخدام القوة المميتة فقط كملاذ أخير”.

يُذكر أن إسرائيل حاولت منذ حوالي ستة أشهر إشراك شركات عسكرية خاصة في غزة، وقد انسحبت العديد من المنظمات غير الحكومية أو قيدت عملياتها بشكل كبير، بعد تعرض قوافل المساعدات والمستودعات والملاجئ لهجمات.

كما اضطرت الأمم المتحدة وغيرها من الوكالات الدولية إلى تقليص نشاطها الإنساني في القطاع بسبب شدة القتال هناك.

وقد استبعدت إسرائيل أيضًا قبول المساعدة من السلطة الفلسطينية.

ومع توقف المساعدات في شمال غزة تقريباً لمدة أسبوعين في أكتوبر، تعرضت إسرائيل لضغوط دولية هائلة للتحرك.

مع ذلك، فإن فكرة العمل مع كاهانا والمرتزقة بشكل عام ستنطوي على تكاليف ومخاطر ضخمة بحد ذاتها.


كما أفادت “دروب سايت نيوز”، وهي وسيلة إعلامية مستقلة، هذا الأسبوع، بأن رؤية كاهانا لعملية إنسانية في غزة تعتبر غريبة في العديد من الجوانب، إن لم تكن خيالية. حيث يتطلب توصيل المساعدات أن يجتاز سكان غزة اختبارات بيومترية لتحديد ما إذا كانوا “إرهابيين” أم لا.

وقال كاهانا على منصة X (تويتر سابقًا): “الإرهابيون سيواجهون الرصاص”.

وفي رده على أسئلة من “دروب سايت نيوز” حول المجتمعات المغلقة التي يأمل في إنشائها، أضاف كاهانا أنها ستكون “مشابهة لميامي، ولكن دون ملعب جولف أو مسبح”.

وأضاف: “لن تكون غيتو. يمكنهم الدخول والخروج في أي وقت، ولكن الهدف هو إنشاء مجتمعات آمنة ومستقرة بقيادة وحكومة محلية فلسطينية.”