تشكل
الصواريخ الباليستية جزءا مهما من
ترسانة
إيران التي استخدمت تلك الصواريخ في هجومها على "إسرائيل" في الأول
من تشرين الأول/ أكتوبر.
ويقول مكتب مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية
إن إيران مسلحة بأكبر عدد من الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط.
وفي ما يأتي بعض التفاصيل عن ترسانة إيران
الصاروخية:
نشرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه
الرسمية في نيسان/ أبريل رسما بيانيا لتسعة صواريخ إيرانية قالت إنها قادرة على الوصول
إلى "إسرائيل".
ومن بين هذه الصواريخ؛ "سجيل"
الذي يستطيع قطع أكثر من 17 ألف كيلومتر في الساعة وبمدى يصل إلى 2500 كيلومتر، و"خيبر"
الذي يصل مداه إلى ألفي كيلومتر، و"الحاج قاسم" الذي يبلغ مداه 1400 كيلومتر،
بحسب الوكالة.
تقول رابطة الحد من الأسلحة، وهي منظمة
غير حكومية تتخذ من واشنطن مقرا، إن الصواريخ الباليستية الإيرانية تشمل "شهاب-1"
الذي يقدر مداه بنحو 300 كيلومتر، و"ذو الفقار" (700 كيلومتر)، و"شهاب-3"
(800- 1000 كيلومتر)، و"عماد-1" الجاري تطويره (يصل مداه إلى ألفي كيلومتر)"
و"سجيل" الجاري تطويره أيضا (1500- 2500 كيلومتر).
يقول فابيان هينتس الخبير في ترسانة الصواريخ
الإيرانية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، والمقيم في برلين، إن تقييمه هو
أن إيران أطلقت مجموعة من الصواريخ ذات الوقود الصلب والسائل في هجوم الأول من تشرين
الأول/ أكتوبر، وذلك استنادا إلى مواقع مقاطع فيديو لعمليات الإطلاق المنشورة على وسائل
التواصل الاجتماعي..
وأضاف أن الصواريخ ذات الوقود الصلب، وهي
الأكثر تقدما، تم إطلاقها من قاذفات متنقلة مائلة، بينما تم إطلاق الصواريخ ذات الوقود
السائل من قاذفات عمودية.
وذكر أن ثلاثة صواريخ مدفوعة بالوقود الصلب
أُطلقت في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر قد تكون من نوع "الحاج قاسم" و"خيبر
شكن" و"فتاح 1". وقال إن الصواريخ المدفوعة بالوقود السائل التي يُقال
إنها أطلقت من مدينة أصفهان في وسط إيران يُحتمل أن تكون "عماد" و"بدر"
و"خرمشهر".
الاستراتيجية الصاروخية وتطورها
تقول إيران إن صواريخها الباليستية قوة
مهمة للردع والانتقام في مواجهة الولايات المتحدة و"إسرائيل" وأهداف إقليمية
محتملة أخرى. وتنفي طهران سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
وذكر تقرير صادر في 2023 عن بهنام بن طالبلو،
أحد كبار الزملاء في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها الولايات المتحدة، أن إيران
تواصل تطوير مستودعات صواريخ تحت الأرض مجهزة بأنظمة نقل وإطلاق، وكذلك مراكز لإنتاج
الصواريخ وتخزينها تحت الأرض. وأضاف التقرير أن إيران أطلقت في حزيران/ يونيو 2020
أول صاروخ باليستي من تحت الأرض.
وورد في التقرير: "أعوام من هندسة
الصواريخ عكسيا، وأيضا إنتاج فئات مختلفة من الصواريخ علّمت إيران تمديد هياكل الطائرات
وبنائها بمواد أخف وزنا لزيادة مدى الصواريخ".
في حزيران/ يونيو الماضي، ذكرت وكالة الجمهورية
الإسلامية للأنباء (إرنا) أن إيران أزاحت الستار عن ما وصفه المسؤولون بأنه أول صاروخ
باليستي فرط صوتي من إنتاجها. يمكن للصواريخ فرط صوتية الانطلاق بسرعات تزيد بخمس مرات
على الأقل على سرعة الصوت وفي مسارات معقدة، ما يجعل من الصعب اعتراضها.
تقول رابطة الحد من الأسلحة إن برنامج الصواريخ
الإيراني يعتمد إلى حد بعيد على تصميمات كورية شمالية وروسية، وإنه استفاد من مساعدة
صينية.
هجمات إقليمية
اعتمد الحرس الثوري الإيراني على الصواريخ
في كانون الثاني/ يناير، حين قال إنه هاجم مقرا للمخابرات الإسرائيلية في إقليم كردستان
العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، وقال إنه أطلق النار على مقاتلين من تنظيم الدولة
في سوريا. وأعلنت إيران أيضا عن إطلاق صواريخ على قاعدتين لجماعة مسلحة من البلوش في باكستان
المجاورة.
وقالت السعودية والولايات المتحدة إنهما
تعتقدان أن إيران كانت وراء هجوم بطائرات مُسيرة وصواريخ على منشآت نفطية سعودية كبيرة
في 2019، وهو ما نفته طهران.
في 2020، شنت إيران هجمات صاروخية على القوات
التي تقودها الولايات المتحدة في العراق، بما شمل مهاجمة قاعدة الأسد الجوية، ردا على
هجوم أمريكي بطائرة مسيرة على القائد الإيراني قاسم سليماني.
دعم الحوثيين في اليمن
تتهم الولايات المتحدة إيران بتسليح جماعة
الحوثي اليمنية التي استهدفت بهجمات صاروخية سفنا في البحر الأحمر و"إسرائيل"
نفسها خلال حرب غزة، في حملة تستهدف دعم الفلسطينيين. وتنفي طهران تسليح الحوثيين.
وذكرت "رويترز" في 24 أيلول/ سبتمبر نقلا
عن مصادر غربية وإقليمية أن إيران توسطت في محادثات سرية بين روسيا والحوثيين لنقل
صواريخ مضادة للسفن إلى الجماعة اليمنية.
في عام 2022، قال الحوثيون إنهم أطلقوا
عددا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على الإمارات. وأحبطت صواريخ باتريوت
الاعتراضية أمريكية الصنع واحدا من هذه الهجمات الصاروخية والذي استهدف قاعدة تستضيف
قوات أمريكية في الإمارات.
دعم حزب الله
تقول جماعة حزب الله اللبنانية إن لديها
القدرة داخل لبنان على تحويل آلاف الصواريخ إلى صواريخ دقيقة وإنتاج طائرات مسيرة.
وفي العام الماضي، كان الأمين العام الراحل للجماعة حسن نصر الله، الذي اغتيل في غارة
إسرائيلية يوم 27 أيلول/ سبتمبر، قال إن حزب الله تمكن من تحويل الصواريخ العادية إلى
صواريخ دقيقة بالتعاون مع "خبراء من الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
سوريا
نقلت إيران صواريخ محلية دقيقة التوجيه
إلى سوريا لدعم رئيس النظام بشار الأسد في الحرب الأهلية، وفقا لمسؤولي مخابرات إسرائيليين
وغربيين.
ونقلت إيران أيضا بعضا من قدرات إنتاج الصواريخ
إلى مجمعات تحت الأرض في سوريا حيث تعلم جيش الأسد وقوات أخرى موالية لطهران طريقة
صنع الصواريخ، بحسب المصادر نفسها.