صحافة إسرائيلية

تحذير إسرائيلي من فوز محتمل لهاريس في الانتخابات الأمريكية.. ما السبب؟

من المقرر إجراء الانتخابات الأمريكية في الخامس من تشرين الثاني /نوفمبر المقبل- الأناضول
مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، يزداد الترقب الإسرائيلي تصاعديا إزاء نتائجها المتوقعة، وسط قلق تدريجي من إمكانية فوز المرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس، بسبب مواقفها المتأرجحة إزاء العدوان الإسرائيلي على غزة، واتهامها للاحتلال بارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، بعكس المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي يمنح الاحتلال غطاء كاملا في استمرار عدوانه الدموي.

غئولا إيفين ساعر الكاتبة في صحيفة "معاريف" العبرية، ذكرت أن "ترامب في خطاب مسجل بالفيديو أمام مؤتمر الائتلاف اليهودي الجمهوري، حذر مستمعيه اليهود من التصويت لمنافسته هاريس، متهماً من يصوت لها، حتى لو كان يهودياً بأنه مصاب بلوثة عقلية، زاعما أن اليهود الذين لن يصوتوا له ليس لديهم أي فكرة عما سيفعلونه إذا تم انتخاب هاريس رئيسة لأمريكا".

وأضافت في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "بغض النظر عن كلام ترامب، وكون الإسرائيليين يحبونه أم لا، فإنهم مطالبون بالفعل بالتعرف على مواقف هاريس، ومدى التزامها بالوقوف بجانبهم، لا سيما وأن آخر لقاء لها مع الطلاب في جامعة ويسكونسن ميلووكي، يبدو أنها ارتكبت خطأً بالنسبة لها بشأن الحرب الجارية على غزة، مع العلم أن هاريس كان بإمكانها أن تتحفظ على الكلام الذي قيل أمامها المعادي للاحتلال، أو حتى تتجاهله، أو تجيب عنه بألف طريقة أخرى، لكنها لم تفعل ذلك، بل تجاوبت معه".

وزعمت أنه "كان بإمكان هاريس أن تعرب عن أسفها لمقتل أبرياء في غزة، دون أن تصف ما يقوم به جيش الاحتلال هناك بأنها إبادة جماعية، رغم أنها في مقابلة أخرى مع شبكة فوكس، استقبلتنا هاريس بطريقة مختلفة، حين أكدت أن الولايات المتحدة فعلت ما كان عليها القيام به لحماية إسرائيل، وتوفير الدعم والموارد حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها ضد إيران ووكلائها، والتزامي هذا لا شك فيه، مما يدفع للتساؤل: ماذا حدث في يوم واحد، ومن هي كاميلا الحقيقية؟".

وأشارت إلى أن "هاريس ربما تدربت جيدا، وأعدت نفسها لإجراء مقابلتها الأولى على شبكة الأخبار اليمينية التي يعتبر مشاهدوها من عشاق دولة الاحتلال الإسرائيلي، أما في الحدث مع الطلاب، فقد كان الجمهور مختلفًا، ويمكن تصنيفه بأنه من يسار الوسط، مع العلم أن هاريس ذاتها عارضت بكل قوتها دخول الاحتلال إلى رفح، ودعت منذ زمن طويل لوقف الحرب، وفي الوقت ذاته اعترفت بأن إدارة بايدن تستخدم المساعدات العسكرية كوسيلة للضغط على الاحتلال للتأثير على سلوكه في غزة، معلنة أنها تؤيد تماما قرار وقف شحن القنابل الثقيلة للاحتلال كوسيلة للضغط عليه".

وأوضحت أنه "من المعلوم جيدا أن ضغط الإدارة الأمريكية على الاحتلال ليس سياسة هاريس ذاتها، بل هي سياسة الرئيس جو بايدن نفسه، لكن هاريس ليست بايدن، حيث تتأثر رؤيته للعالم بالمحرقة النازية، وحروب الاحتلال في المنطقة، والمزيد من العوامل، وهو يعرّف نفسه بأنه "صهيوني"، والتقى بقادة دولة الاحتلال على مدى عقود، وسجله على مر السنين مؤيد لها".

واستدركت بالقول إن "هاريس بعكس بايدن، فهي تنتمي لجيل مختلف في الحزب الديمقراطي، جيل متأثر بإيديولوجية التيار التقدمي، الذي استوعب في الحقيقة الرواية الفلسطينية، وبحسب استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة، فإن هاريس تواجه صعوبة في جمع الدعم الساحق من الناخبين اليهود في اثنتين من الولايات الرئيسية على الأقل، دون أن يعني أنهم سيتحولون بالضرورة لدعم ترامب، لكن من المحتمل جدا أن تخسرهما".

وختمت بالقول إنه "لا ينبغي لدولة الاحتلال الإسرائيلي أن تتدخل في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، لكن إذا كانت كاميلا هاريس تتفق مع الرواية الفلسطينية التي تقول إن الاحتلال يرتكب إبادة جماعية في غزة، فيتعين عليه أن يستعد للتحدي المتمثل في رئيس مختلف تماما عن أي آخر عرفناه، وبعيدا عن التيار السائد المألوف في السياسة الأمريكية".
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع