أطلقت حركة مقاطعة "
إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها "BDS" حملة لمقاطعة شركة التكنولوجيا الأمريكية المتعددة الجنسيات "
سيسكو - Cisco" بسبب شراكتها الطويلة الأمد مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتوفيرها البنية التحتية التكنولوجية لأتمتة الفصل العنصري.
وقالت
حركة المقاطعة في "
ورقة حقائق" أطلقتها الثلاثاء، إن "تكنولوجيا سيسكو تمكن إسرائيل من إبادة 2.3 مليون
فلسطيني في قطاع غزة المحتل بشكل غير قانوني من خلال شبكات الاتصالات العسكرية المتقدمة التي تيسرها أنظمة الاتصالات الموحدة لشركة سيسكو".
وأوضحت أن "سيسكو تستفيد من شراكتها مع قوات الاحتلال الإسرائيلي وتزودها طوعًا بتكنولوجيتها لتعزيز نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وفي بعض الأحيان على أساس تطوعي، إضافة إلى تمكين الاستعمار الاستيطاني والاحتلال العسكري والإبادة الجماعية، ما يجعل الشركة متواطئة بعمق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية".
وأكدت أنه "في انتهاك للقانون الدولي والرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في 19 تموز/ يوليو، تواصل شركة سيسكو دعم نظام الفصل العنصري الإسرائيلي والتطهير العرقي من خلال شبكتها من المراكز التقنية، وهي مساحات مدعومة من الحكومة تستخدم أجهزة وتقنيات سيسكو لجذب المستوطنين".
وكشفت أن "سيسكو تعاونت مع إسرائيل لبناء 100 من هذه المراكز التقنية بحلول نهاية عام 2019، سبعة منها في مستوطنات غير قانونية، وخمسة في الضفة الغربية المحتلة، واثنان في الجولان السوري المحتل".
وأضافت حركة المقاطعة أن شركة سيسكو "تشارك في ممارسات تمييزية وعنصرية معادية للفلسطينيين وكراهية للإسلام.. ففي عام 2008، كانت رائدة في نموذج للتمييز العنصري والاستغلال الذي سرعان ما تبعته شركة إنتل ومايكروسوفت وميلانوكس. وفي حين كان العامل الإسرائيلي في مجال التكنولوجيا الفائقة سيحصل على حوالي 4000 دولار، فقد بدأت شركة سيسكو إسرائيل بالاستعانة بمصادر خارجية لعمال فلسطينيين مهرة في مجال التكنولوجيا الفائقة بمعدل أقل بكثير، حوالي 2500 دولار".
وذكرت أن الشركة "تستفيد بذلك من نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، كما أن الدعم المالي للمنظمات العنصرية، مثل نجمة داود الحمراء، التي تعرضت للتنديد بسبب العنصرية وكراهية الإسلام، جعلها حاليًا منظمة مؤهلة بنسبة 100 بالمئة في بوابة التأثير المجتمعي لشركة سيسكو".
وبينت أن "المخاطر الائتمانية والقانونية لممارسات وشراكات سيسكو تتحدى أعمال سيسكو في إسرائيل التزاماتها القانونية بمنع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ويمكن اعتبار الأنشطة التجارية مرتبطة بشكل مباشر بارتكاب جريمة أثناء نزاع مسلح إذا قدمت دعمًا مباشرًا على سبيل المثال، عسكريًا أو لوجستيًا أو استخباراتيًا أو مساعدات مالية حتى إذا لم تشارك في القتال الفعلي وحتى إذا لم تكن الشركة تنوي دعم طرف في النزاع".
وقالت إن "الالتزام الأيديولوجي لقادة سيسكو تجاه إسرائيل يضع الشركة في خطر ائتماني.. في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، خفضت ستاندرد آند بورز التصنيف الائتماني لإسرائيل، بعد خفض أكثر صرامة من قبل موديز قبل أيام.
وقالت موديز إن "إسرائيل تخاطر فعليًا بالهبوط إلى تصنيف غير مرغوب فيه، بسبب المخاطر الجيوسياسية الاستثنائية، ما يجعل البلاد أقل جاذبية للاستثمار".
شريك كبير
تعد شركة سيسكو من أهم شركاء جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعدما باعت له في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، "Webex" وهو حل اتصالات للجيش بالشراكة مع Bynet، وهي شركة تكنولوجيا إسرائيلية تساعد في أتمتة الإبادة الجماعية وتقدم خدمات للسجون والمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية.
ووفقًا لنائب رئيس شركة سيسكو للتكنولوجيا حاييم بينتو، فإن "الاتصال بين وحدات التكنولوجيا في الجيش الإسرائيلي وشركات التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل هو ركيزة مهمة في دقة وتطوير التقنيات المتقدمة التي تخدم أمن الدولة والهيئات المسؤولة عنها".
وأضاف أن "مشهد الضباط بالزي الرسمي وهم يجلسون بجانب مهندسينا ويطورون الحلول التكنولوجية معًا أمر طبيعي جدًا بالنسبة لنا، ولكنه لا يزال مثيرًا".
في آذار/ مارس 2020، بدأت شركة سيسكو بوضع العشرات من أنظمة الاتصالات الموحدة لجيش الاحتلال، ومن المتوقع أن تصل إلى مئات الأنظمة، بحسب ورقة الحقائق.
وتعمل الشبكة الموحدة على مركزية نقل الفيديو والصوت والبيانات بين وحدات عسكرية إسرائيلية مختلفة، وتم دمج أنظمة الحوسبة والاتصالات الخاصة بشركة سيسكو بالإضافة إلى أنظمة الأمن السيبراني وموازنة التحميل، في أكبر مركز بيانات تحت الأرض لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تابع للجيش في النقب يسمى "قلعة داود"، والذي اكتمل بناؤه في عام 2020.
في عام 2013، دخلت شركة سيسكو في شراكة مع جيش الاحتلال لتزويده بمعدات اتصالات بقيمة 150 مليون دولار على مدى خمس سنوات مع خيار التمديد لمدة عامين.
صفقات حكومية
في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، طورت شركة سيسكو إسرائيل نظام "إسرائيل تنهض" الخاص بالجيش، وهي عبارة عن "منصة وطنية مدعومة من سيسكو تسهل العمل المشترك بين القطاعات لدعم الهجوم الإسرائيلي الإبادي على غزة بشكل مادي في انتهاك لثلاثة أحكام ملزمة قانونًا صادرة عن محكمة العدل الدولية".
وفي عام 2017، باعت سيسكو خوادم وخدمات دعم لترقية شبكات جيش الاحتلال ووزارة الحرب الإسرائيلية من خلال شركة "باينت"، المزود الرائد في "إسرائيل" لحلول وخدمات التكامل الشامل.
توفر "باينت" لدوريات الحدود الإسرائيلية والشرطة ووكالات إنفاذ القانون الأخرى أدوات مراقبة، كما تشتهر "باينت" على نطاق واسع بتقديم الخدمات للسجون الإسرائيلية، بما في ذلك خدمة التنصت على الهاتف باستخدام البيانات البيومترية الصوتية للسجناء الفلسطينيين، الذين يُحتجز العديد منهم كرهائن دون تهمة أو محاكمة في ظروف غير إنسانية وصفتها منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية الرائدة بأنها "أقفاص دجاج بشرية".
وفي ذات العام، دخلت شركة سيسكو في شراكة مع بلدية الاحتلال في القدس لتطوير تقنية "المدينة الذكية" المصممة خصيصًا لمراقبة الفلسطينيين في شرق القدس، وقامت أيضا بتركيب معدات الاتصالات وكاميرات المراقبة للبلدية.
وأكدت حركة المقاطعة أن نشر تقنية المراقبة من سيسكو ينتهك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ضمن المادتين 12 و17، اللتين تنصان على أنه لا يجوز إخضاع أي شخص للتدخل التعسفي في خصوصيته.
صفقات بالملايين
بين عامي 2020 و2021، باعت شركة سيسكو معدات وبرامج بقيمة تزيد على المليون دولار لشرطة الاحتلال، وبرامج إضافية في آب/ أغسطس 2022.
ودفعت الشركة في عام 2013، دخلت في شراكة مع لتزويد الشرطة والجيش بمعدات اتصالات بقيمة 150 مليون دولار على مدى 5 سنوات مع خيار التمديد لمدة عامين، استحوذت على 20 شركة إسرائيلية على الأقل ومنها:
"روبست إنتلجنس - Robust Intelligence" بقيمة 400 مليون دولار في أيلول/ سبتمبر 2024، وهي منصة أمان الذكاء الاصطناعي التي أسسها الإسرائيلي يارون سينجر، أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في سيسكو، وهو ضابط قتالي سابق في وحدة العمليات الخاصة في قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحسب موقع "
كالكاليست" الإسرائيلي.
وقال سينجر مؤخرا: "أنا شخصيًا حريص على الاستثمار في الشركات الإسرائيلية وتجنيد المواهب من إسرائيل".
"إبساجون - Epsagon" في عام تشرين الأول/ أكتوبر 2021 بقمية 500 مليون دولار، وهي شركة مراقبة التطبيقات وإمكانية مراقبتها التي شارك في تأسيسها الإسرائيليان نيتسان شابيرا وران ريبينزافت، اللذان يشغلان الآن منصب مدير في شركة سيسكو، بحسب "
كالكاليست" أيضا.
"سيدونا سيستمز - Sedona Systems" في أيار/ مايو 2021 بقمية 100 مليون دولار، وهي شركة اتصالات شارك في تأسيسها الإسرائيلي أوري جيرستيل، وهو مدير أول في شركة سيسكو، بحسب "
تايمز أوف إسرائيل".