شن وزيرا، المالية الإسرائيلي، بتسلئيل
سموتريتش، والأمن القومي، إيتمار
بن غفير، هجوما على الحكومة البريطانية، على خلفية قرار لندن المحتمل فرض
عقوبات عليهما.
وعلق وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على قرار
بريطانيا المحتمل بفرض عقوبات عليه، مؤكدًا أن "عصر الانتداب البريطاني والكتاب الأبيض انتهى، لكن التحيز والنفاق ما زالا كما كانا".
وتعهد سموتريتش بمواصلة جهوده لمنع إقامة دولة فلسطينية، مؤكدًا على "تعزيز سياسة القضاء على الإرهاب في غزة ولبنان وإيران"، وفقًا لما ذكره في تصريحاته.
من جانبه، زعم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن "البريطانيين حاولوا في السابق منع إقامة الدولة اليهودية قبل تأسيسها، ويواصلون نفس النهج حتى بعد قيامها".
وأضاف بن غفير أن "على البريطانيين أن يدركوا أن أيام الانتداب قد انتهت، وسأستمر في العمل وفقًا لمصالح دولة إسرائيل فقط".
وتعد المزاعم التي أطلقها بن غفير، منافية للمسار التاريخي الذي لعبت فيه بريطانيا دورا محوريا في إقامة "إسرائيل"، بدءا من وعد بلفور وصولا إلى تهجير الفلسطينيين عام 1948 من أرضهم على يد العصابات الصهيونية، وليس انتهاء بالغطاء السياسي والدعم العسكري الذي توفره لندن لدولة الاحتلال، حتى يومنا هذا.
ويقول المؤرخ اليهودي،
آفي شليم، إن "الاستعمار الصهيوني الاستيطاني ارتبط عبر حبل سري ببريطانيا، القوة الاستعمارية الأوروبية البارزة حينذاك. وما كان للحركة الصهيونية بدون الدعم البريطاني أن تتمكن من إنجاز مستوى النجاح الذي حققته في مشروعها لإقامة الدولة".
عقوبات بريطانية محتملة
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير
ستارمر الأربعاء، إن حكومته تدرس فرض عقوبات على وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بسبب "تصريحات بغيضة" صدرت عنهما.
وخلال جلسة المساءلة الأسبوعية أمام البرلمان، أضاف ستارمر: "نحن ننظر في هذا الأمر نظرًا لوجود تصريحات بغيضة بلا شك، بالإضافة إلى تصرفات أخرى للوزيرين مثيرة للقلق البالغ في الضفة الغربية وفي المنطقة بشكل عام".
تأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد من تصريحات وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد كاميرون٬ حيث أشار إلى أنه كان يخطط لفرض عقوبات ضد الوزيرين قبل الانتخابات العامة التي أجريت في تموز/ يوليو الماضي، والتي خسرها حزبه.
وتتجلى هذه التصريحات في سياق التوترات السياسية الحالية، حيث يعبر العديد من المسؤولين الإسرائيليين عن استيائهم من الضغوط الدولية.
ويذكر أن سموتريتش قال خلال مؤتمر عُقد في آب/ أغسطس الماضي إن تجويع سكان قطاع غزة حتى الموت قد يُعتبر مبررًا في سبيل تحرير الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة حماس.
في سياق متصل، وصف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير المستوطنين الذين يمارسون العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية بأنهم "أبطال".
هذه التصريحات أثارت ردود فعل قوية، حيث أدانها بشدة كل من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، مؤكدين على ضرورة احترام حقوق الإنسان والامتثال للقانون الدولي.