سياسة عربية

مفوض "الأونروا" يحذر من انهيار عملياتها في غزة.. "أصبحنا من أهداف الحرب"

هاجم لازاريني "إسرائيل" بقوله إن "تفكيك الأونروا أصبح هدفا من أهداف الحرب- الأناضول
حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني، من أن عمليات الوكالة في قطاع غزة تقترب من نقطة الانهيار بسبب تزايد الظروف المعقدة.

وقال لازاريني في مؤتمر صحفي الأربعاء، في برلين: "لن أخفي حقيقة أننا قد نصل إلى نقطة لن نتمكن فيها من العمل بعدها، نقترب جدا من نقطة الانهيار المحتملة. متى ستكون؟ لا أعرف. لكننا قريبون جدا من ذلك"، بحسب وكالة رويترز.

وأضاف أن "هناك مشاعر متزايدة بأن القانون الدولي يتم تطبيقه بشكل انتقائي، خاصة مع ما يحدث في غزة، وما بين 60 و70 بالمئة من البنى التحتية في قطاع غزة دُمرت، والوضع في غزة مروع لعاملي الإغاثة المحترفين، وحجم الدمار غير مسبوق".

وأفاد بأن "معظم سكان قطاع غزة تكتظ بهم منطقة لا تتجاوز مساحتها الـ10 بالمئة من مساحة القطاع كاملا.. هناك اشتباكات في الشمال، ويوجد نحو 400 ألف شخص عالقون طُلب منهم الانتقال إلى الجنوب، لكنهم لا يزالون في الشمال، والوصول إلى هؤلاء أصبح معقدا جدا".

ومنذ 12 يوما تنفذ "إسرائيل" اجتياحا بريا دمويا إلى شمال قطاع غزة، وتسعى لتهجير سكانه جنوبا، ويؤكد الفلسطينيون أنها تعمل على احتلال الشمال وفصله عن الجنوب.

وأكد لازاريني أن الفلسطينيين في غزة "يعانون ويكافحون للبقاء على قيد الحياة ويواجهون الأمراض والأوبئة والجوع.. الناس يتنقلون بشكل دائم بحسب العمليات العسكرية، وهذا دليل على أنه حتى الآن ليس هناك مكان آمن".

وأردف بأن "إسرائيل لا تسمح لوسائل الإعلام العالمية بالذهاب إلى غزة، المعلومات التي ترد من هناك محدودة.. وما يصلنا يكون من صحفيين محليين أو وكالات ومنظمات تعمل في القطاع".

وبشأن الضفة الغربية المحتلة، قال لازاريني إنها تشهد "حربا صامتة منذ 7 أكتوبر 2023، أسفرت عن مقتل أكثر من 700 شخص.. ولولا ما يحدث في غزة لتصدرت الضفة العناوين".

وبموازاة حرب الإبادة على غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل 756 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و250 واعتقال أكثر من 11 ألفا و200، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

مصير الأونروا
هاجم لازاريني "إسرائيل" بقوله إن "تفكيك الأونروا أصبح هدفا من أهداف الحرب.. ومشرعون إسرائيليون يعملون على إصدار قوانين لتفكيك الوكالة، ولا سيما في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وقال لازاريني: "أجرينا تحقيقا مع 19 موظفا بشأن علاقتهم بحماس، وأظهرت النتائج أن الأدلة غير كافية وغير موثقة".

وأردف: "200 من موظفينا قُتلوا في غزة، وتضررت بنانا التحتية بشكل كبير، ورغم لجوء أناس كُثر إلى مرافقنا للحصول على الحماية، لكنهم لم ينالوها". ومشيرا إلى الولايات المتحدة، أفاد لازاريني بأن "جميع الدول استأنفت مساهماتها المالية لدعم الوكالة (بعد توقف إثر مزاعم إسرائيل)، باستثناء دولة واحدة".

وحذر من أنه "إذا تم التخلص من الوكالة فإن ذلك سيضعف أكثر فأكثر الأدوات المتاحة للنظام العالمي"، لافتا إلى أن "وكالات أممية أخرى تم استهدافها مثلنا، بينها اليونيفيل في لبنان".

وخلال الفترة الماضية، تجدد التحريض الإسرائيلي ضد ترشيح "الأونروا" واعتبارها من المفضلين لنيل جائزة نوبل للسلام، إلى جانب محكمة العدل الدولية والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

واقترحت حركة "ريجافيم" اليمينية المتطرفة، بتهكم،  ترشيح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، ومنظمة "بوكو حرام"، ومعسكرات إعادة التعليم في الصين، إلى جانب وكالة "الأونروا".

بينما قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" في تقرير لها إن "الرد يجب أن يكون ساخرا على هذه الخطوة الساخرة"، وقبل نهاية الأسبوع التي من المقرر فيها إعلان لجنة جائزة نوبل للسلام في أوسلو عن المرشح الفائز لعام 2024. 

وأضافت الصحيفة أنه "بموجب القانون، يتم إغلاق وكالة مساعدة اللاجئين في نهاية ثلاث سنوات، ولكن من المعروف أن الأونروا تتلقى تمديدات استثنائية من الأمم المتحدة لمواصلة العمل، لما يقرب من ثمانية عقود".