سياسة عربية

مباحثات عسكرية جزائرية موريتانية في نواكشوط.. هذه ملفاتها ورسائلها

شنقريحة في نواكشوط لتعزيز التعاون بين الجيش الوطني الشعبي والقوات المسلحة الموريتانية سيتباحث الطرفان المسائل ذات الاهتمام المشترك.. الأناضول
يبدأ رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة ابتداء من اليوم الثلاثاء في زيارة رسمية إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية وذلك بدعوة من قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية الفريق المختار بله شعبان.

وأفاد بيان لوزارة الدفاع، صحيفة الوطن الجزائرية، بأنه "بدعوة من الفريق المختار بله شعبان قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية، يشرع السيد الفريق أول السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في زيارة رسمية إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية ابتداء من اليوم 15 أكتوبر 2024".

وخلال هذه الزيارة التي تندرج في إطار "تعزيز التعاون بين الجيش الوطني الشعبي والقوات المسلحة الموريتانية فسيتباحث الطرفان المسائل ذات الاهتمام المشترك".



وفي نواكشوط أكد مصدر سياسي رفيع المستوى تحدث لـ "عربي21" وطلب الاحتفاظ باسمه، أن أهمية زيارة الفريق أول السعيد شنقريحة إلى موريتانيا ولقائه بنظيره الموريتاني الفريق المختار بله شعبان لا تكتسي أهميتها فقط من أهمية الشخصيتين باعتبارهما الفاعل الأول في اتخاذ القرار بالبلدين، وإنما أيضا بفعل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها منطقة الساحل الأفريقي بشكل عام".

وعن ما إذا كانت المباحثات العسكرية الموريتانية-الجزائرية موجهة ضد أي طرف إقليمي آخر، قال المصدر: "موريتانيا دولة مغاربية مستقلة وذات سيادة وتدرك حجمها ولا يمكنها أن تكون أداة في يد أي دولة إقليمية ضد أخرى.. وإذا كان المقصود بذلك أن تكون موريتانيا أداة جزائرية ضد المغرب، فهذا أمر غير وارد".

وأضاف: "موريتانيا تربطها علاقات متينة مع كل من الجزائر والمغرب، وقد رفضت في وقت سابق الانخراط في اللقاء المغاربي الثلاثي الذي ضم الجزائر وتونس وليبيا على اعتبار أنه خطوة لوأد الاتحاد المغاربي، وهي ترفض أيضا أن تكون أداة مغربية ضد الجزائر".

وأشار المصدر السياسي-البرلماني، أن زيارة الفريق السعيد شنقريحة إلى موريتانيا تأتي بعد فتور في العلاقات بين البلدين بسبب اتهامات جزائرية لموريتانيا بإقامة علاقات عسكرية مع الناتو والإمارات وهو أمر غير صحيح، وإن كانت هناك زيارات عسكرية فذلك يذخل في إطار التعاون العسكري ليس إلا"، وفق تعبيره.

من جهته اعتبر الخبير الأمني المنشق عن النظام الجزائري كريم مولاي في حديث مع "عربي21"، أن "المحادثات العسكرية الجزائرية-الموريتانية تكتسي أهميتها لجهة التحديات العسكرية والأمنية التي تعيشها الجزائر، خصوصا بعد التوتر الذي حدث بينها وبين حكام مالي الجدد وكذلك حكام النيجر، حيث لم يبق للجزائر من بوابة على المنطقة غير تونس".

وأضاف: "لا بد من التذكير هنا بأن موريتانيا والجزائر يتقاسمان الموقف من حق الصحراويين في تقرير المصير، وكلاهما يعترف بجبهة البوليساريو، ولذلك فزيارة الشخصية العسكرية الأولى في الجزائر إلى موريتانيا يمكنها أن تكون رسالة إلى المغرب، خصوصا أنها تأتي بعد خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس أمام البرلمان الذي أعلن فيه جملة من التحولات الدولية الإيجابية بخصوص دعم خيار الحكم الذاتي لإقليم الصحراء"، وفق تعبيره.

وكانت العاصمة الموريتانية نواكشوط قد استضافت اجتماعا عسكريا رفيع المستوى في نوفمبر الماضي جمع محمد بريظ، الفريق أول المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية قائد المنطقة الجنوبية، برفقة وفد عسكري هام، مع قائد الأركان العامة للجيوش بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، بنواكشوط، في إطار الاجتماع الرابع للجنة العسكرية المختلطة المغربية الموريتانية، وناقش مجموعة من القضايا الأمنية، خصوصا في ظل مساعي تعزيز التعاون بين الطرفين.