سياسة عربية

اغتيال قيادي مدعوم إماراتيا شرق اليمن.. وانتشار لافت لقوات محسوبة على السعودية

قوات "درع الوطن" مدعومة سعوديا- إكس
اغتيل قائد عسكري بقوات مدعومة من الإمارات، مساء الاثنين، في انفجار استهدفه في محافظة شبوة، جنوب شرق اليمن.

وأفاد مصدر محلي وثيق الاطلاع لـ"عربي21" طلب عدم ذكر اسمه، بأن عبوة ناسفة، استهدفت أركان اللواء الأول في قوات "دفاع شبوة" الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي (قوة شكلتها أبوظبي عام 2021) أحمد السليماني، في منطقة المصينعة التي تتبع إداريا مديرية الصعيد بمحافظة شبوة.


ولم تعرف الجهة المسؤولة عن عملية اغتياله التي جرت في وقت متأخر من ليلة الاثنين، إلا أن الغموض يلف هذه العملية، وفق ما ذكره المصدر لـ"عربي21".

وأشار المصدر إلى أن عملية اغتيال السليماني في منطقة المصينعة، تثير حولها علامات استفهام، إذ إن اختيار هذا المكان ربما لإلصاق التهمة بتنظيم القاعدة، وقد سبق للسلطات المحلية في شبوة خوض اشتباكات مسلحة مع عناصر تابعة للتنظيم في هذه المنطقة الريفية.

لكنه أوضح أن السليماني لم يكن على وفاق تام مع قيادة القوات الإماراتية التي تشرف على قوات دفاع شبوة، وسبق أن نشبت خلافات عدة بينهما، مؤكدا أن الرجل قاد أيضا احتجاجات مع عشرات الجنود ضد الإماراتيين قبل عامين تقريبا، الأمر الذي دفعهم إلى فصله من منصبه في اللواء الأول دفاع شبوة.

وأضاف المصدر ذاته أن القوات الإماراتية أجبرت  على إعادته لمنصبه لاعتبارات مناطقية وتوازنات قبلية  في شبوة، حيث ينحدر السليماني من قبيلة العوالق، إحدى أكثر القبائل نفوذا وحضورا في المحافظة الغنية بالنفط.

وتشهد محافظة شبوة الغنية بالنفط منذ السيطرة عليها من قبل قوات تدعمها الإمارات بعد معارك مع القوات الحكومية منتصف آب/ أغسطس 2022، انفلاتا أمنيا، بعد فترة من الهدوء والاستقرار التي عاشتها قبل ذلك.


قوات سعودية تنتشر
في سياق آخر، تسلمت قوات يمنية مدعومة من السعودية، الاثنين، عددا من الحواجز والمواقع العسكرية التي كانت تنتشر فيها قوات من الجيش اليمني بين محافظتي حضرموت وشبوة الغنيتين بالنفط، شرق اليمن.

وأفاد مصدر عسكري يمني بأن قوات "درع الوطن" المشكلة مطلع 2023 وتشرف عليها السعودية، تسلمت الاثنين، عدد من الحواجز والمواقع التي تنتشر فيها قوات من الجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا بين محافظتي حضرموت وشبوة.

وقال المصدر في تصريح خاص لـ"عربي21" مساء الاثنين، إن قوات درع الوطن، تسلمت مهام تأمين الطريق الدولي الرابط بين حضرموت وشبوة، والمعروف بطريق "العبر" من القوات التابعة للمنطقة العسكرية الأولى في الجيش اليمني.

وأضاف المصدر العسكري المقرب من قيادة قوات "درع الوطن" أن هذه القوات بدأت بالانتشار في طريق العبر حضرموت-شبوة، وتسلمت كافة المعسكرات ونقاط المراقبة وحواجز التفتيش من قوات اللواء 23 ميكا واللواء 27 مشاة التابعين للمنطقة العسكرية الأولى، ومقرها مدينة سيئون، ثاني كبرى مدن حضرموت.

وبحسب المصدر فإن الفرقة الثانية من قوات "درع الوطن" انتشرت أيضا، في حواجز التفتيش وتسلمت أبراج المراقبة والمواقع العسكرية في طريق العبر-شبوة، من قوات الجيش في المنطقة الأولى.

وكانت قوات "درع الوطن" التي تمولها الرياض قد تسلمت ميناء الوديعة البري بين اليمن والسعودية، في آب/ أغسطس الماضي، وهو المعبر الوحيد الذي ظل يعمل خلال سنوات الحرب الدائرة في البلاد.

ومنذ أشهر، بدأت السعودية بنشر هذه القوات التي تشكلت بدعم وإشراف منها مطلع عام 2023، كقوات احتياط تابعة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، في عدد من المدن بينها العاصمة المؤقتة، عدن، جنوبا، في سياق تعزيز حضورها وتثبيت أقدامها على الأرض.

وتتألف قوات "درع الوطن" من فرقتين عسكريتين؛ الأولى مؤلفة من 9 ألوية ومقرها في العاصمة المؤقتة عدن، وتنتشر في المناطق المجاورة لها، وفق ما تحدث به مصدر مقرب من قيادة القوات لـ"عربي21" في تموز/ يوليو الماضي.

أما الفرقة الثانية من هذا القوات فمقرها في محافظة حضرموت، شرقا، وتتألف من 5 ألوية، مؤكدا أن قوام القوة البشرية للفرقتين يبلغ نحو 20 ألف جندي تقريبا.

وتوجد وحدات من قوات درع الوطن، التابعة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي حاليا في قاعدة العند العسكرية (أكبر القواعد في اليمن) في محافظة لحج (شمالي عدن)، وفي منطقة "قعوة" بين بلدتي عمران وخرز الواقعتين بين عدن ولحج، جنوب البلاد.

وتسلمت هذه القوات منذ أشهر، جبهات قتال مع جماعة الحوثيين على الحدود الإدارية لمحافظتي لحج وتعز، جنوب البلاد، بحسب ما ذكرت مصادر مطلعة لـ"عربي21" في وقت سابق من العام الجاري.