صحافة إسرائيلية

WP: كيف فقد بايدن السيطرة على حرب أراد ‏منع انتشارها؟

غزة باتت صورة للفوضى التي خلفتها إدارة بايدن- جيتي
قالت صحيفة واشنطن بوست، إن الرئيس الأمريكي فقد السيطرة على إسرائيل، التي تقول إنها تريد "النصر الكامل" في حربها، والنزاع الذي حاول البيت الأبيض تخفيف حدته، خرج عن الحد.

وأشارت الصحيفة بداية لاجتماع ‏افتراضي في 1 نيسان/أبريل بين مستشار الأمن القومي جيك ‏سوليفان ووزير الخارجية أنطوني بلينكن في  غرفة الوضع ‏بالبيت الأبيض مع مسؤولين إسرائيليين، ودعي إليه السفير ‏الإسرائيلي في واشنطن مايكل هيرتزوغ والذي حمل معه ‏للمجتمعين أخبارا مقلقة عن ضرب القنصلية الإيرانية في ‏دمشق، مع أن هدف الاجتماع كان مناقشة الهجوم الإسرائيلي ‏المحتمل ضد مدينة رفح.

وأخبر هيرتزوغ البيت الأبيض في ‏وقت لاحق عن صاروخ استهدف  قافلة تابعة للمطبخ ‏العالمي، واحدة من المنظمات التي كانت  لا تزال تعمل في ‏غزة.


وقد شجب البيت الأبيض الحادث الذي قتل فيه ‏بريطاني وبولنديون وأسترالي، وأن إسرائيل لم تفعل ما ‏يكفي لحماية القوافل الإنسانية. وقد قدم الحادثان صورة عن ‏التحدي المزدوج لبايدن في التعامل مع العدوان على غزة، وهما تحديان لا يزالان قائمين، فبايدن يدعم هدف ‏تدمير حماس التي حث حكومة نتنياهو على الالتزام بالقوانين ‏الدولية وهي تنفذ المهمة، وما يعني ذلك من توفير المساعدات ‏للمدنيين، وهي التزامات لم تكن إسرائيل قادرة أو مستعدة ‏لاتباعها.

أما التحدي الثاني، فهو منع اندلاع حرب إقليمية، ‏وفي هذا كان يهدف لتأمين الأمن والاستقرار للاحتلال وعلى ‏المدى البعيد. وفي كل مرة قوض نتنياهو محاولات بايدن، ‏برفضه دعم إقامة دولة فلسطينية إرضاء لتحالفه اليميني ‏المتطرف.

وبعد عام من المحاولات التي قامت بها إدارة ‏بايدن لتحقيق وقف إطلاق النار بغزة إلا أن القطاع دفن تحت ‏الأنقاض بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية والقصف ‏المدفعي وأدى لاستشهاد أكثر 41,000 فلسطيني. ولكن حماس التي ‏لا تزال تحتفظ بأسرى إسرائيليين لم تستسلم وتواصل القتال، ‏رغم ما حصل لها من ضعف.

وأصبح انتشار الحرب ‏الذي حاول بايدن منعه محتوما اليوم. فالغارات التي بدأتها ‏إسرائيل في لبنان واغتيال حسن نصر الله جعل من الحرب ‏الشاملة أمرا واقعا. وقد اتهمت الولايات المتحدة بالتواطؤ ‏بالجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في غزة. و"قد كشف ‏الصراع المتسع، وليس للمرة الأولى، عن عجز قوة عظمى ‏عن إخضاع حلفائها المتمردين أو خصومها الأصغر حجما ‏لإرادتها".

ونقلت عن ولي ناصر، الخبير في الشرق الأوسط ‏بمدرسة الدراسات المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، قوله ‏‏"من المشروع تماما القول إننا لم نخلق هذا الوضع؛ فنحن ‏نتعامل مع جهات فاعلة سيئة ولدينا أعداء ولا يمكننا أن نملي ‏الكثير على أصدقائنا" و"لكن حقيقة الأمر هي أن لدينا ‏أهدافا معينة في المنطقة ولم نتمكن من تحقيق أي منها". ‏

وأشارت الصحيفة لمقال كتبه جيك سوليفان، مستشار الأمن ‏القومي في مجلة "فورين أفيرز" تحدث فيه عن إنجازات ‏الإدارة على الصعيد العالمي، مع أنه عدل على عجل بعد ‏هجمات حماس، وأدى موقف إدارة بايدن من غزة لتقسيم ‏الحزب الديمقراطي. ومع أن الحرب في غزة لم تكن السبب ‏الرئيسي وراء انسحاب بايدن من السباق الرئاسي في ‏تموز/يوليو. لكن أي آمال كانت لديه في إنهاء الصراع ‏والتوجه إلى السباق بانتصار دبلوماسي في الشرق الأوسط ‏تبخرت.


ومع تزايد الدعوات لانسحابه، أصبحت غزة جزءا ‏من صورة الفوضى وضعف السياسة الخارجية التي كان ‏الجمهوريون حريصين على رسمها، على الرغم من أن نائبة ‏الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، وهما ‏الآن المتنافسان في السباق، لم يوضحا بالتفصيل ما قد ‏يفعلانه بشكل مختلف أو أفضل.

وتركت الحرب العلاقات ‏الأمريكية مع حليفتها متوترة وتوقفت كل جهود ‏التطبيع مع السعودية والاحتلال. ورفض نتنياهو وأكثر من ‏مرة الاستماع لنصائح بايدن والتركيز على الأهداف ‏الاستراتيجية للحرب، لكن المسؤول الإسرائيلي رفض وقف ‏إطلاق النار في غزة ولبنان.

وبحسب مسؤولين أمريكيين، ‏منعت إسرائيل أو أخرت مرارا وتكرارا المساعدات ‏الإنسانية إلى غزة، في حين أنكرت في كثير من الأحيان ‏قيامها بذلك. وتحت حماية ضمان الدفاع الأمريكي، نفذت ‏إسرائيل هجمات في غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان ‏وسوريا وإيران دون إبلاغ حلفائها الأمريكيين مسبقا، رغم ‏تحذيرات الولايات المتحدة من التصعيد.