نشرت صحيفة "
الغارديان" البريطانية، افتتاحية حول دولة الاحتلال الإسرائيلي وغزة، قالت فيها إنه "كابوس بلا نهاية؛ فبعد 11 شهرا على 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لا يزال الفلسطينيون والأسرى الإسرائيليون يتساقطون مع مخاطر توسع الحرب".
وأضافت الصحيفة، عبر
مقال لها، ترجمته "عربي21" أن "السلطات الصحّية في
غزة تقدر عدد المُتوفّين حتى الآن بأنه 41,118 فلسطينيا و95,125 جريحا، عدد كبير منهم إصابتهم غيرت حياتهم".
وتقول الصحيفة إن "وتيرة القتل ربّما تباطأت لكن الموت والمعاناة ليست أقل رعبا"، مشيرة إلى الغارة الإسرائيلية، الأربعاء الماضي، التي "قتلت 6 عمال إغاثة في الأمم المتحدة، الذين كانوا من بين 18 شخصا قتلوا بعد ضرب مدرسة بالنصيرات، وسط غزة، حيث لجأ إليها آلاف من النازحين. وقبل يوم قُتل 19 شخصا في منطقة يفترض أنها "أمان" بخان يونس".
وفي السياق نفسه، تابعت الصحيفة، أن "الصفقة التي تدعمها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى، هي على طاولة المفاوضات منذ أيار/ مايو. ولكن ما كان واضحا قبل 11 شهرا أصبح أكثر وضوحا الآن: لا يوجد مخرج بدون استراتيجية واضحة، وبرئيس وزراء يطيل أمد الحرب خدمة للاعتبارات السياسية".
وأردفت، بأن "هذا هو الحكم على بنيامين نتنياهو، ليس من منافسيه السّياسيين، ولكن من مواطنيه ومن رئيس الأمن الداخلي السابق، ومن الرئيس الحليف المنافح عنه"؛ فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتريش: "ما يحدث في غزة غير مقبول مطلقا".
وكتب الأمين العام للأمم المتحدة، بعد الهجوم على مدرسة تابعة لـ"الأونروا": "يجب أن تتوقف هذه الانتهاكات المأساوية للقانون الدولي الإنساني والآن"، فيما لم يرد نتنياهو، على مطالب غويتريش، بل تجاهلها.
إلى ذلك، أخبر الأمين العام للأمم المتحدة، وكالة "رويترز" بأن "رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يرد على أي من مكالماته منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر". وربما عبر الرئيس
جو بايدن عن إحباط من الإسرائيليين، حيث وصف مقتل الناشطة التركية- الأمريكية برصاص الجيش الإسرائيلي، الجمعة الماضية، قرب مدينة نابلس، بالضفة الغربية بأنه "غير مقبول بالمطلق"، لكنه لم يفعل أكثر لتحقيق العدالة للناشطة عائشة نور إيجي، ولم يدعُ بعد إلى تحقيق مستقل في القتل.
وفي غضون ذلك، يتزايد أعداد الشهداء في غزة، حيث تقول جماعات الإغاثة إن "تدفّق الدعم الإنساني لا يزال غير كاف وأن مليون نسمة، أي نصف عدد السكان لن يحصلوا على الطعام الكافي هذا الشهر، حتى مع انتظار الشاحنات المحملة بالمساعدات عند نقاط التفتيش".
ويكافح الناجون الذين يعانون من الصدمة، ومن الجراح للحصول على الإمدادات الأساسية، حيث باتت نسبة 90 في المئة من مساحة القطاع تحت أوامر الإخلاء، وتمّ تهجير العديد من السكان أكثر من مرة ولا بيوت لكي يعودوا إليها. ولو انتهت الحرب غدا، فإنه سوف يستمر الموت نظرا للظروف القاتمة، والأمراض التي تهدد حياة الناجين.
وأوضحت
الصحيفة، أن "النهاية لا تبدو قريبة. فلم تترك الاحتجاجات التي أعقبت مقتل الأسرى الستة تغيّرا في موقف نتنياهو، ويبدو أنه بانتظار عودة ترامب. ورغم النبرة المتعاطفة التي أظهرتها
كامالا هاريس، تجاه الفلسطينيين، إلا أنها لم تقدم وصفة ناجعة لتخفيف معاناتهم لو فازت في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر".
واختتم المقال نفسه، بالقول: "يتّضح عجز
السياسة الأمريكية الحالية أكثر بالوضع في الضفة الغربية المتدهور، والمخاوف المتزايدة من انزلاق إسرائيل وحزب الله نحو الحرب الشاملة، وعليه فإن الكابوس مستمر".