كشفت صحيفة "
واشنطن بوست"
الأمريكية كواليس محادثات القاهرة بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في
غزة، مؤكدة أن هجوم
حزب الله الواسع فجر الأحد لم يؤثر على مجرياتها.
وبحسب الكاتب في الصحيفة ديفيد إغناتيوس، فإن الوسطاء الأمريكيين في القاهرة واصلوا المضي قدمًا في المفاوضات مع ممثلي حركة
حماس
من أجل هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وكشف إغناتيوس أن المحادثات وصلت إلى مرحلة
التفاوض على أسماء أكثر من 1000 أسير فلسطيني قد يتم إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح
الرهائن، معقبا بأن "الصفقة لم تُنجز بعد، لكن المفاوضات وصلت إلى تفاصيل دقيقة".
يزعم إغناتيوس أن الهجوم الذي كان يخشاه
العالم من حزب الله قد حدث وانتهى وأن ذلك يمثل أخبارًا سيئة لحركة حماس، مضيفا أن
المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن زعيم حركة حماس يحيى السنوار كان يأمل في أن يغير هجوم
حزب الله ديناميكيات الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب ويمنحه شروطًا
أفضل. الآن سيزداد الضغط على السنوار للموافقة على صفقة يريدها العديد من قادته، والتي
ستطلق سراح أكثر من 1000 أسير فلسطيني، بعضهم محكوم عليه بالسجن المؤبد.
ويرى إغناتيوس أن الزخم من أجل هدنة في
غزة قد يتزايد، اليوم الاثنين، عندما يزور رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن
آل ثاني طهران للقاء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، حيث سيطلع المسؤول القطري الرئيس
الإيراني الجديد على محادثات غزة، وقد كانت قطر ومصر تعملان كوسيطين لحركة حماس. وبحسبه
يمكن أن يؤدي الرد الإيراني على الزيارة إلى تسريع المحادثات أو إضافة عائق جديد.
ويرى الكاتب الأمريكي المعروف أن القضايا
التي لا تزال قيد التفاوض بين الوسطاء تعتبر صغيرة نسبيًا في الإطار العام لكارثة غزة.
بموجب الاتفاق المقترح، ووافقت "إسرائيل" على الانسحاب شرقًا من المناطق
"المكتظة بالسكان" في غزة. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
يُصر على أن الحدود بين غزة ومصر قليلة السكان، وأن القوات الإسرائيلية يمكن أن تبقى. ويختلف معه كل من حماس والوسطاء المصريين. وقد قبل نتنياهو تسوية تكون بموجبها القوة
الإسرائيلية على طول الحدود دون جزء صغير مما طالب به في البداية. لكن هذه التفاصيل
لم يتم التوصل إليها بشكل كامل بعد.
أمضى الوسطاء من قطر ومصر أكثر من سبع ساعات
في مراجعة تفاصيل الاتفاق مع ممثلي حركة حماس في القاهرة، فقرة بفقرة. وستستمر هذه العملية
يوم الاثنين. وبالإضافة إلى تأكيد أسماء الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين الذين
سيتم إطلاق سراحهم بعد وقف إطلاق النار، أعد المفاوضون بروتوكولاً مفصلًا لتبادلهم.
إطلاق سراح كل رهينة إسرائيلية من الجنود النساء يُقابلها إطلاق سراح عدد معين من الفلسطينيين،
وكل رهينة مسن يُقابله إطلاق سراح عدد آخر، وكل رهينة مريض يجلب الإفراج عن عدد آخر
من المعتقلين.
في المقابل نقلت وكالة "رويترز"
عن مصدرين، لم تكشف هويتهما، قولهما إن "أيا من حركة حماس وإسرائيل لم توافق على
العديد من الحلول التي قدمها الوسطاء"، ما يزيد الشكوك إزاء فرص إحراز تقدم في
أحدث الجهود المبذولة لإنهاء الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع الفلسطيني منذ
أكثر من 10 أشهر.
من جهتها نقلت وكالة الأناضول عن مسؤول
رفيع المستوى في حركة حماس، لم تذكر اسمه، قوله إن الحركة ملتزمة بما تم الاتفاق عليه
في المفاوضات مع الاحتلال في 2 تموز/ يوليو الماضي.
وكشف المسؤول أن الوسطاء في مصر وقطر أبلغوا
وفد حركة حماس في القاهرة بمقترح جديد لوقف إطلاق النار.
وأوضح أن حركة حماس ملتزمة باقتراح وقف إطلاق
النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن ووافق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ولفت إلى أن "حماس أكدت استعدادها
لتنفيذ القضايا التي تم الاتفاق عليها (في 2 يوليو) بما يحقق المصالح العليا لشعبنا
ووقف العدوان عليه".
إلى ذلك نقلت هيئة الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤولين
قولهم إن هناك احتمالا ضئيلا أن تقود محادثات القاهرة إلى تقدم في مفاوضات
صفقة التبادل.
ووفقا للهيئة، فإن التفويض الممنوح للوفد
المفاوض لا يتيح التوصل إلى تسوية بشأن محور فيلادلفيا، وذكرت أن وفدا تقنيا إسرائيليا
ما زال موجودا في القاهرة لمواصلة المفاوضات وتقليص الفجوات بشأن الصفقة.