سياسة عربية

مجزرة جديدة في السودان.. 80 قتيلا على يد الدعم السريع بولاية سنار

مئات الضحايا قتلوا على يد الدعم السريع خلال الفترة الماضية- عربي21
قتل 80 شخصا على الأقل وأصيب العشرات بجروح في هجوم شنته قوات الدعم السريع، الخميس الماضي، على قرية جلنقي في ولاية سنّار بجنوب شرق السودان، وفق ما أفادت مصادر طبية وشهود عيان لوكالة فرانس برس.

وقال مصدر طبي للوكالة: "وصلَنا في المستشفى أمس 55 قتيلا وعشرات الجرحى، بينهم عدد من الحالات حرجة، وتوفي منهم حتى صباح اليوم 25، ليرتفع العدد إلى 80" قتيلا.


وقال أحد سكان القرية وهو يرافق ابنه المصاب إلى المستشفى: "صباح أمس، وصلت ثلاث سيارات مسلحة، وأرادت اقتحام منازل القرية، وتصدى لها الناس".

وأشار إلى أن المسلحين "انسحبوا (لكنهم) عادوا بقوة بأكثر من عشر سيارات، وأطلقوا النار عشوائيا على القرية"، ما أدى إلى سقوط قتلى.

وأفاد المصدر ذاته بأن المسلحين قاموا بإحراق منازل، بينما "ظلت بعض الجثث لساعات في العراء".

وسيطرت قوات الدعم السريع أواخر حزيران/ يونيو الماضي، على مدينة سنجة عاصمة سنّار، حيث أدت المعارك في الولاية إلى نزوح نحو 726 ألف شخص، وفق المنظمة الدولية للهجرة، التي تفيد بأن سنّار كانت تستقبل أساسا أكثر من نصف مليون نازح بسبب الحرب بين الجيش والدعم السريع.

وتربط سنار بين وسط السودان وجنوبه الشرقي الخاضع لسيطرة الجيش. في المقابل، تسيطر قوات الدعم السريع على معظم الخرطوم وولاية الجزيرة (وسط) وإقليم دارفور (غربا)، إضافة إلى مساحات واسعة من كردفان (جنوبا).

واندلعت المعارك منتصف نيسان/ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

واتسع نطاق الحرب لتطال مناطق واسعة. وأوقعت عشرات آلاف القتلى، وأدت إلى أزمة إنسانية كبرى، وفق الأمم المتحدة، ومنظمات غير حكومية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تندّد بعوائق تحول دون إتمام العمل الإنساني.

وأرغم النزاع أكثر من خمس السكان على النزوح، بينما يواجه نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد سكان السودان، "انعدام الأمن الغذائي الحاد"، وفق ما أفاد تقرير مدعوم من الأمم المتحدة في حزيران/ يونيو.


وجاء الهجوم غداة انطلاق مباحثات في سويسرا دعت إليها الولايات المتحدة، سعيا لوقف إطلاق النار في الحرب التي اندلعت العام الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وحضر ممثلو قوات الدعم إلى جنيف، في حين غاب ممثلو الجيش، لكن يتم التواصل معهم عبر الهاتف، وفق ما أكد المبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيرييلو.

ونقلت فرانس برس عن بيرييلو، قوله إن المحادثات حققت بعض النجاح، من خلال التركيز الدولي على السودان، في وقت "كان فيه العالم يحول انتباهه بعيدا".

وأعلنت سلطات البرهان أن معبر أدري الحدودي مع تشاد سيعاد فتحه لإيصال المساعدات الإنسانية.

وقال بيرييلو إن فتح المعبر "كان مطلبا أساسيا منذ أشهر؛ لنقل المساعدات الإنسانية إلى بعض أجزاء دارفور الأكثر معاناة من المجاعة والجوع".