نشرت مجلة "
تايم" الأمريكية تقريرا، قدمت فيه طرقًا من شأنها أن تساعد في التعامل مع مشكلة
الشخير، التي تمثل مصدر إزعاج للعديد من الأزواج.
وذكرت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن الشخير مشكلة منتشرة، حيث إن حوالي 40 بالمئة من الرجال و30 بالمئة من النساء يعانون من مشكلة الشخير في بعض ليالي الأسبوع على الأقل، وذلك وفقًا لمؤسسة صحة
النوم. وبينما يمكن ربط الشخير بمجموعة متنوعة من المخاطر الصحية لدى المتأثرين به، فإن الشخير يؤثر أيضًا على الشركاء الذين يكافحون للحصول على قسط من الراحة وسط صخب الشخير والهدير.
وقالت الدكتورة ميغان دور، الأستاذة المساعدة في قسم طب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو: "أرى العديد من المرضى الذين يلجؤون إلى النوم في غرف نوم منفصلة عن شركائهم، ما يؤثر على علاقتهم وجودة حياتهم". والخبر السار أن الناس يمكنهم اتخاذ عدد من الخطوات للمساعدة في تقليل أو حتى القضاء على الشخير من روتينهم الليلي، بدءًا من تغييرات نمط الحياة، وصولا إلى التدخلات الجراحية في الحالات الأكثر صعوبة.
راقب ميزانك
عندما ننام، تسترخي العضلات الموجودة في الجزء الخلفي من الحلق. وبعض الناس، مثل كبار السن أو الذين يعانون من زيادة الوزن، هم أكثر عرضة لاسترخاء الأنسجة كثيرًا، أو وجود أنسجة زائدة في الحلق، ما قد يتسبب في تضييق مجرى الهواء لديهم في أثناء النوم. وعندما يتنفس الشخص، تؤدي عضلات الحلق المرتخية ومجرى الهواء الأصغر إلى اهتزازات تسبب صوت الشخير الواضح. وفي حين أنه قد يكون غير ضار، يمكن أن يكون الشخير أيضًا علامة على حالة أكثر خطورة تسمى انقطاع النفس في أثناء النوم، ولهذا السبب يحث العديد من الأطباء الناس على زيارة أخصائي طب النوم إذا كانوا قلقين بشأن الشخير.
وحسب المجلة، يمكن للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة أن يتعرضوا لمزيد من الضغط على مجرى الهواء لديهم بسبب الوزن الزائد، وهذا يمكن أن يسبب الشخير. وقال هاويل إن فقدان الوزن هو أحد التدخلات الأولى التي يلجأ إليها الأطباء عندما يطلب المريض المساعدة في الشخير؛ لأنه يمكن أن يكون فعالًا للغاية في السيطرة على المشكلة.
غيّر وضعية نومك
إذا كان شريكك يشخر، فإن الحل البسيط والفعال قد يكمن في إيجاد طريقة لمساعدته على النوم على بطنه أو جانبه. وقالت سكيبا إن النوم على الظهر معروف بأنه يزيد من الشخير. وفي حين أن هناك سترات نوم ومنتجات أخرى مماثلة في السوق مصممة لمنع الأشخاص من التدحرج على ظهورهم في أثناء النوم، طورت دور حلًا منزليًا لمرضاها. وتنصح دور بالعثور على أو شراء قميص به جيب أمامي ووضع كرة تنس بالداخل، وتثبيته بدبوس أمان. ويرتدي الشخص الذي يشخر القميص بالعكس عندما يذهب إلى النوم، ما يمنعه تلقائيًا من التدحرج على ظهره في أثناء النوم. وقالت دور إن هناك أشياء أخرى يمكن للأشخاص تجربتها قبل أن يقرروا النوم في غرفة منفصلة عن شريكهم، مثل استخدام جهاز الضوضاء البيضاء أو ارتداء سدادات الأذن.
جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر والجراحة
في بعض الحالات، يكون الشخير علامة على حالة أكثر خطورة تسمى انقطاع النفس أثناء النوم، التي تحدث عندما يتوقف الأشخاص عن التنفس مؤقتًا أثناء نومهم. يمكن أن يؤدي هذا إلى التعب والتهيج والخمول في اليوم التالي، وبمرور الوقت، يزيد من خطر إصابة الشخص بأمراض القلب والأوعية الدموية ومشاكل صحية أخرى.
وحتى يكتشف الشخص ما إذا كان يعاني من انقطاع النفس أثناء النوم، يجب أن يخضع لدراسة النوم، حيث يتم مراقبته طوال الليل لتحديد التغييرات في التنفس ومعدل ضربات القلب ومستويات الأكسجين وغيرها من التدابير الصحية. وتُجرى دراسات النوم عادةً في عيادة، ولكن يمكن إجراؤها في المنزل. وقال هاويل إن التشخيص ليس ضروريًا لبدء الشخص في استخدام جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر أو علاجات أخرى، ولكن من المهم للأطباء والمرضى معرفة ما إذا كان الشخير ناتجًا عن انقطاع النفس أثناء النوم.
وذكرت المجلة أن هناك العديد من العلاجات المتاحة لانقطاع النفس أثناء النوم. ووفقًا لهاويل، فإن أحد العلاجات الأولى التي يوصي بها الأطباء غالبًا جهاز تقويم الأسنان أو جهاز تقدم الفك السفلي والذي يمكن أن يساعد في دعم مجرى الهواء أثناء النوم.
وقالت دور إن جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر هو مساعدة أخرى مجربة وحقيقية لانقطاع النفس أثناء النوم والتي تعالج الشخير بشكل أساسي من خلال ضمان فتح مجرى الهواء بالكامل. ولكن قد يكون الأمر صعبًا على بعض الأشخاص وشركائهم للتكيف معه، ويجد الكثير من الناس صعوبة في تحمله. إن أجهزة ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر صاخبة بشكل سيئ السمعة، مما قد يزعج أولئك الذين يرتدونها وكذلك شركاءهم في الفراش، ويجد العديد من الأشخاص أن القناع غير مريح للغاية أو يستيقظون بفم جاف للغاية.
وعلى الرغم من أنها نادرة إلى حد ما، فإن بعض المرضى الذين يعانون من مشاكل الشخير الشديدة، والذين لم يحققوا نجاحًا كبيرًا مع تغييرات نمط الحياة أو العلاجات الأخرى قد يحتاجون إلى عملية جراحية للتعامل مع شخيرهم، مثل إجراء بسيط لإزالة بعض الأنسجة الطويلة من مؤخرة الحلق، كما تقول دور. لكن في معظم الحالات، لا يتطلب الأمر مثل هذه التدابير المتطرفة حتى يستمتع الناس بليلة هادئة نسبيًا في الفراش.