من المقرر أن تنطلق محاكمة المتهم الأول بسرقة الأمانات الضريبية
العراقية، نور زهير، يوم الأربعاء القادم، وذلك أمام محكمة جنايات مكافحة الفساد المركزية في العراق.
وكان رئيس هيئة النزاهة بالعراق، القاضي حيدر حنون، قد أعرب، الثلاثاء الماضي، عن أمله بصدور حكم وصفه بـ"غليظ ورادع، بحق نور زهير"، وهو المتهم الأول بسرقة الأمانات الضريبية، أو ما تعرف بـ"
سرقة القرن"، مشدّدا على أنه "لن يفلت من العقاب، لتورطه بقضايا فساد أخرى".
وبحسب وكالة "شفق نيوز"، قال القاضي حنون، خلال مؤتمر صحفي، إن "محكمة التحقيق أحالت القضية الأولى التي تخص نور زهير إلى القضاء، وهناك متهمون آخرون بعضهم تمت كفالتهم".
وتابع بأن "النص القانوني المتهم به "نور زهير جاسم" هو 11/444، وليس 331 من قانون العقوبات العراقي، إذ إن هذه الجريمة تعدّ جناية، وليست جُنحة، لأن المادة الأخيرة تخص الموظفين".
وأكد: "نتمنى أن نصل في هذه الجريمة إلى حكم مغلّظ ورادع"، فيما أشار في الوقت نفسه إلى "سلوك غير منضبط للمتهم بعدما حصل على الكفالة بتنقله وتدخله بأمور أخرى، وكأنما يقول أنا اقوى من كل عقوبة وجهاز".
وفي السياق نفسه، كان حنون قد كشف أن "لدى هيئة النزاهة قضايا أخرى لنور زهير"، مردفا:" لن يفلت من هذه القضية (سرقة القرن)" وإذا فلت سنأخذه بأخرى ثابتة".
كذلك، شدّد رئيس هيئة النزاهة بالعراق، على أن "السرقات التي ارتكبها هذا المتهم كثيرة".
تجدر الإشارة إلى أن ما بات يُعرف إعلاميا باسم "سرقة القرن"، يرتبطُ باختفاء مبلغ 3.7 تريليون دينار عراقي، أي ما يعادل نحو مليارين ونصف المليار دولار من أموال الأمانات الضريبية، حيث تم الكشف عنها من قبل عدة جهات معنية قبل نحو شهرين من انتهاء فترة حكم الحكومة العراقية السابقة برئاسة مصطفى الكاظمي.
إلى ذلك، كان كتاب رسمي صادر عن هيئة الضرائب، كشف أنّ مبلغ 2,5 مليار دولار جرى سحبه بين أيلول/ سبتمبر 2021 وآب/ أغسطس 2022 من مصرف الرافدين الحكومي، عبر 247 صكا ماليا، حيث حرّر إلى خمس شركات، قامت بصرفها نقدا مباشرةً.
والمتّهم الرئيس في هذه القضية هو "نور زهير جاسم المظفر"، وكنيته "أبو فاطمة"، من مواليد بغداد عام 1980، وهو رجل أعمال عراقي والمدير المفوض لشركة (المبدعون) للخدمات النفطية المحدودة؛ وسبق له العمل في الموانئ العراقية، قبل أن يعمل مستشارا بمكتب رئيس اللجنة المالية النيابية السابقة.
خلال تاريخ 24 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2022، تم إلقاء القبض على "نور زهير"، وذلك خلال محاولته الهروب خارج البلاد عن طريق مطار بغداد الدولي عبر طائرة خاصة. فيما تشير عدد من التقارير إلى أن "نور زهير" يمتلك أكثر من 20 عقارا فخما ببغداد، ناهيك عن أموال وشركات.