نشرت صحيفة "
الغارديان" البريطانية، تقريرا، لكبير مراسيلها السياسيين، بول كارب، قال فيه إن "تعليقات زعيم المعارضة الأسترالية، بيتر داتون، التي طالب فيها بمنع الفارين من
غزة دخول
أستراليا نظرا للمخاطر الأمنية التي يمثّلونها، تناقض التقييم المقدم من رئيس جهاز المخابرات الأسترالي، مايك بيرجيس، من أن الدّعم البلاغي أو الخطابي لحماس يجب ألا يكون مانعا لمنح الفلسطينيين تأشيرات".
ورفض المسؤولون البارزون في حكومة أنطوني ألبانيز، تصريحات داتون، وقالوا إن عمليات الفحص الأمني هي نفسها كما كانت موجودة في زمن حكم المعارضة.
وتحاول حكومة البانيز النظر في طرق تسمح فيه للفلسطينيين الذين فروا إلى أستراليا البقاء مدة أطول، حيث دعا وزير الداخلية الدول لعدم إرسال الفلسطينيين إلى غزة في الوقت الحالي.
ودعا وزير داخلية الظل في حكومة المعارضة، الثلاثاء، جيمس باترسون، حكومة العمال التأكّد من "عدم السماح لأنصار حركة حماس أو أي منظمة أخرى دخول أستراليا"، بما في ذلك إلغاء تأشيرات الذين دخلوا إلى أستراليا.
وأخبر داتون، الأربعاء، شبكة "سكاي نيوز" بالقول: "لا أعتقد أنّه يجب السماح في هذه اللحظة بدخول الأشخاص من محور الحرب هذا، وليس من الحكمة لعمل هذا؛ لأن هذا يعرض أمننا القومي للخطر، حسبما أعتقد". فيما ردّ رئيس الوزراء، ألبانيز، عبر تصريحات لتلفزيون "إي بي سي" بأن داتون "يبحث عن دائما عن الانقسام، ونأخذ النصيحة من مدير جهاز المخابرات والأجهزة الاستخباراتية الأخرى، وليس من شخص يبحث عن دائما عن معركة وخلق الانقسام".
وقال وزير الخدمات، بيل شورتين، إن داتون: "أخطأ الرمي في هذا الموضوع". وقال شورتين لإذاعة "ناشونال": "أعتقد أنه إذا كان يخلط بطريقة ما بين فكرة أن كل شخص يعيش في غزة هو عضو في حماس، فأنا لا أتفق مع هذا الرأي. هو لم يقل ذلك، لكنه يقول إن هناك مخاطر".
وأضاف: "لدينا حاليا إجراءات تقوم من خلالها المخابرات الأسترالية بفحص الأشخاص، ولدينا فحص وطني ومذكرة إلى داتون بأنّنا نستخدم الإجراءات ذاتها التي كان يستخدمها"، عندما كان وزيرا للهجرة. و"لهذا، فإذا كان يعتقد أن إجراءاتنا الحالية ليست جيدة، فماذا كان يقول طوال الوقت عندما كان المسؤول؟".
وقالت النائبة العامة في حكومة الظل، ميشيليا كاش، إن "ائتلاف المعارضة يحاول وقف التأشيرات الإنسانية للهاربين من غزة حتى يحلّ السلام. ووصف النائب عن حزب الخضر، ديفيد شويبريدج، تعليقات داتون بالـ"مقززة"، واتهمه بأنه يحاول "اضطهاد ضحايا النزاع".
ودعا وزير التعليم، جيسون كلير، دولة الاحتلال الإسرائيلي لوقف "الاحتلال" و"التجويع"، وهي إشارة عن فقدان العمل الأسترالي الحاكم الصبر مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وحربها ضد غزة بعد عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وقال كلير: "لا أحد يأتي من غزة في الوقت الحالي نظرا لإغلاق
معبر رفح". فيما قال لراديو "ناشونال": "أي شخص قادم من غزة يمر بالإجراءات ذاتها التي يمر بها أي شخص قادم من أي مكان حول العالم، وهي الإجراءات التي كانت موجودة عندما كان بيتر داتون في السلطة".
ودعا كلير داتون لفهم ما يجري في غزة، بوصفها بـ"الكارثة الإنسانية" هناك لزيارة منطقة بلاكسلاند في جنوب- غرب سيدني، ومقابلة "الناس العظام" من غزة الذين "فجّرت بيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم وقتل أطفالهم".
وقال: "أود أن ينتهي القتال، وأن تنتهي المعاناة، ورؤية نهاية للجوع، وأن أرى فتح المعبر، وهناك طعام ودواء كثير في إسرائيل. ضعوا الطعام والدواء في الشاحنات، وتوقّفوا عن تجويع الأطفال حتى الموت، وأود رؤية نهاية الاحتلال، ورؤية حل الدولتين يعيش فيه الشعبان جنبا إلى جنب بسلام وأمن بدلا مما يحدث الآن".
وعبّر وزراء حكومة العمل في أستراليا عن إحباط من سلوك دولة الاحتلال الإسرائيلي، وقال وزير الصناعة إد هوسيك، في بداية شهر آب/ أغسطس، إن أستراليا "يجب أن تكون منفتحة" على فرض عقوبات ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بمن فيها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.
وأخبر "صاندي تلغراف" أنه "تجب محاسبة رئيس الوزراء على طريقة إدارة النزاع". فيما قالت وزيرة الخارجية، بيني وونغ، الثلاثاء الماضي، في ردّ على سؤال من تجمّع العمال عن العملية السلمية في الشرق الأوسط، حيث قالت إن "المنطقة في وضع خطر"، وهناك "مخاطر التصعيد في لبنان وإيران. وإن الوضع في غزة يزداد سوءا".