قال القيادي في حركة
حماس، محمود مرداوي، إن الحركة تتلقى اتصالات من قِبل الوسطاء
(القطريين والمصريين)، فضلا عن قوى إقليمية ودولية (لم يسمّها)، مُشدّدا على أن "حماس" لن تغير موقفها الذي أعلنته قبل أيام بخصوص
مفاوضات الصفقة.
والأحد، طالبت "حماس" الوسطاء بتقديم
"خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه بتاريخ 2 تموز/ يوليو الماضي،
استنادا لرؤية الرئيس الأمريكي جو بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال بذلك".
وأضاف مرداوي، في تصريحات خاصة لـ"عربي21":
"الاتصالات مع حماس لم تتوقف قبل وبعد البيان الأخير الذي أصدرته الحركة، وذلك
من قِبل الوسطاء وقوى دولية وإقليمية أخرى".
وأوضح أنهم ردوا على تلك الاتصالات بالتأكيد على
موقفهم الذي وصفه بـ"الثابت"، والذي جرى إعلانه مؤخرا بشكل رسمي، مطالبا
بضرورة "وضع خطة عملية لترجمته على أرض الواقع، وإيجاد آليات لتنفيذه في أسرع
وقت".
وتابع القيادي بحركة حماس: "في حقيقة الأمر،
العدو (
إسرائيل) كان قد وافق على هذا المقترح الأخير، والذي جرى عرضه في خطاب بايدن،
وأقره مجلس الأمن الدولي بالإجماع باستثناء روسيا التي امتنعت عن التصويت حينها، وبالتالي
موقفنا واضح لا لبس فيه، وقد أبلغنا الوسطاء بذلك سابقا".
وشدّد على أن "ما تحتاجه المنطقة اليوم هو
تطبيق ما تم الاتفاق عليه سابقا وليس فتح أي مفاوضات جديدة؛ فكفى إضاعةً للوقت واستنزافا
للجهود التي لا طائل من ورائها، وبالتالي فإنه لا يمكن للحركة أن تقوم بتغيير موقفها هذا،
خاصة أننا ندرك جيدا أن واشنطن تدعو لمفاوضات بهدف محاولة الضغط على حماس والتغطية
على الموقف الإسرائيلي الإجرامي".
ولفت مرداوي إلى أن "المقترح الأخير حظي
بموافقة الإدارة الأمريكية، وكل المراقبين استبشروا به خيرا، وأكدوا أن هذه فرصة ونقطة
فارقة في مسار الحرب، وتفاءل الكثيرون بأن هذا المقترح سيكون خطوة باتجاه عقد صفقة
تنهي الإجرام الذي يمارسه العدو من خلال الإبادة وقتل الأطفال والنساء على مرأى ومسمع
من العالم أجمع".
وقال: "المطلوب يوم الخميس المقبل هو إيجاد
آليات حقيقية لإلزام الاحتلال بتطبيق ما تم الاتفاق عليه سابقا وليس الدخول في أي مفاوضات
جديدة"، مضيفا: "نحن لا نجلس من أجل الجلوس، ولا نفاوض من أجل أن تستمر المفاوضات
إلى ما لا نهاية؛ فعندما نعقد اتفاقا وتتم الموافقة عليه من الجميع فيجب أن تلتزم كل
الأطراف بذلك".
ورفض اعتبار يوم الخميس
"فرصة لوقف الحرب، ولن يكون محطة أخيرة، ما لم تغير الإدارة الأمريكية موقفها
من مسألة الضغط على رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يعتقد أن
الوصول لصفقة سيكون ثمنه نهايته السياسية وتفكك تحالفه الحكومي الفاشي والمتطرف".
ومؤخرا، صدر بيان ثلاثي عن الرئيس الأمريكي جو
بايدن، ورئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني،
دعوا فيه إلى استئناف مفاوضات الهدنة يوم الخميس المقبل، "وعدم إضاعة الوقت، وبدء
تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، دون أي تأجيل من قِبل أي طرف".
وأشار مرداوي إلى أن "حركة حماس، وجميع فصائل
المقاومة، لن يلعبوا دورا في تسكين المنطقة لمنع رد محور المقاومة بما يتوافق مع المصالح
الأمريكية من خلال موافقتنا على الدخول في مفاوضات لأجل المفاوضات. هذا عبث مرفوض".
ودعا مرداوي الوسطاء، وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية،
إلى "إيجاد آليات لتنفيذ الاتفاق الأخير، ويجب وضع الكيان الصهيوني في الزاوية
وتحت طائلة المسؤولية في حال قيامه بتخريب الاتفاق وإعاقة الوصول إلى صفقة قريبة يتم
تنفيذها من خلال إشراف الوسطاء".
وزاد: "لا نريد اليوم أن نعطي فرصة جديدة
لنتنياهو من أجل تعطيل المفاوضات أو إطالة أمدها؛ فنتنياهو مارس بشكل ممنهج سياسة التعطيل،
ووضع العراقيل، ونسف كافة الجهود والمساعي، خلال أكثر من 5 جولات سابقة للمفاوضات على
مدار الأشهر الماضية".
كما أنه شدّد على أن "أي مفاوضات جديدة تعطي
غطاءً للاحتلال الصهيوني لارتكاب المجازر والجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني، هذا
أمر مرفوض جملة وتفصيلا بالنسبة لنا، وقد رأينا جميعا الجريمة المروّعة التي فاقت المحرقة
النازية، والتي وقعت بحق المصلين في مدرسة التابعين بغزة، وذلك بعد إصدار الإعلان البيان
الثلاثي لاستئناف المفاوضات".
وأضاف: "نحن على أرضنا نقاوم، وشعبنا صامد
رغم الآلام الكبيرة والتضحيات الجسام. وبالرغم من الدماء التي تسيل من الأطفال والنساء
والمجازر التي تُرتكب ليل نهار، إلا أننا نسعى جاهدين لاستغلال أي فرصة لتحقيق هذه
الأمنية الدولية والإنسانية المُتمثلة في وقف إطلاق النار، والهدف الاستراتيجي لشعبنا
وأمتنا بوقف هذه العملية وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.
وأردف مرداوي: " الشعب الفلسطيني يقاتل على
أرضه وفوق تراب وطنه، لكن هذا المحتل جاء من أصقاع الدنيا ليعيث فسادا ويعتدي ويقتل
هنا وهناك، لكن هدفنا المقدس هو حرية شعبنا ووقف آلة الدمار والقتل، بينما المفاوضات
من أجل المفاوضات لا يمكن أبدا أن تكون هدفا بأي حال من الأحوال، بل هي أداة نسعى من
خلالها لتحقيق أهدافنا الوطنية، ولذلك فلا جدوى من أي مفاوضات ما لم تُنفذ الاتفاقيات".