نشرت صحيفة "الغارديان"
تقريرا لمحررها الدبلوماسي باتريك وينتور ومراسلتها في القدس بيثان ماكرنان، تناول فيه الرد
الإيراني على اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية في طهران.
وقال ماكرنان؛ إن الدول الإسلامية ليست داعمة بشكل مفتوح لرد عسكري إيراني ضد إسرائيل انتقاما لمقتل الزعيم السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، مضيفا أن إيران قد تعيد النظر في خطة الانتقام من إسرائيل، لكن هذا لا يعني التراجع عن الضربة في ظل غياب الدعم الواضح من الدول الإسلامية. وفي الوقت نفسه توصل المسؤولون الإسرائيليون إلى أن حزب الله، مصمم بالمقارنة على القيام بالهجوم وفي الأيام المقبلة ردا على اغتيال الرجل الثاني في الحزب فؤاد شكر، لكنهم لا يعرفون مستوى تنسيقه مع إيران.
وذكرت مصادر إسرائيلية وأمريكية في الأيام القليلة الماضية، أن طهران لا تزال تفكر في حجم ومدى الرد بعد الضغوط الدبلوماسية الهائلة التي تعرضت لها ولتجنب الضحايا بين المدنيين.
وبين التقرير، أن من المحتمل أن تستهدف إيران المسؤولين عن عملية الاغتيال، وتحديدا الموساد والوكالات التابعة لها بدلا من المدنيين.
وساد الجلسة التي طلبت إيران عقدها لمنظمة التعاون الإسلامي هذا الأسبوع في جدة جو عام من شجب قتل هنية، حيث قال أعضاء المنظمة؛ بأن عملية القتل تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولسيادة إيران والأمن القومي.
ورغم الشجب، لم يصدر عن الاجتماع أي دعم رسمي لهجوم إيراني ضد إسرائيل، في وقت دعا فيه وزير خارجية باكستان إسحق دار، إلى التفكير الهادئ واتباع الطريق الدبلوماسي، قائلا؛ إن انتقاما يجب أن يتم نتيجة للاغتيال، ولكن "علينا ألا نحقق خطة بنيامين نتنياهو لإشعال حرب واسعة".
وأضاف، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد وضع مصيدة.
وأخبر نتنياهو الجنود يوم الأربعاء وفي أثناء زيارة لمركز التجنيد في تل هاشومير، أن إسرائيل جاهزة للدفاع وكذا الهجوم و"نحن مصممون للدفاع عن أنفسنا". وتحضر إسرائيل نفسها لرد من إيران وحزب الله الذي قتل قائده العسكري شكر الأسبوع الماضي في بيروت. وتحضر المستشفيات في شمال إسرائيل ولبنان لاحتمال استقبال أعداد كبيرة من الجرحى، وفقا للتقرير.
وأرسلت القيادة الداخلية فرق تفتيش وإنقاذ إلى المدن الكبرى ومنعت التجمعات الكبرى في شمال إسرائيل، إلا أن إسرائيل لم تضع قيودا بعد على نشاطات المدنيين، أو غيرت من تعليمات الطوارئ،ىكما لا تريد وضع تحذيرات مبكرة، حتى لا تعطي إيران وحزب الله الفرصة لتغيير خططهما، بحسب التقرير.
وفي محاولة لإحياء الجهود الدبلوماسية، اقترحت ماليزيا في جدة عقد دورة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة، ومحاولة إثراء الرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية بشأن سياسة إسرائيل بشأن المستوطنات.
وفي اجتماع على هامش لقاء جدة، التقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع القائم بأعمال وزارة الخارجية الإيراني علي باقري، وهو الثاني في أيام، حيث قال الصفدي؛ إن "الأردن سيسقط الصواريخ والمسيرات التي تدخل المجال الجوي الأردني في طريقها إلى إسرائيل".
وفي تصريحات لشبكة "سي أن أن" قال الصفدي: "كانت رسالتنا واضحة للإيرانيين وللإسرائيليين بأننا لن نتحول إلى ساحة حرب. ولن نسمح لأحد بقدر ما نستطيع خرق مجالنا الجوي. ومسؤوليتنا الأولى هي تجاه شعبنا وحماية سيادة بلدنا وسلامة الشعب. وموقفنا هو عدم السماح لأي أحد باستخدام مجالنا الجوي، ويجب ألا يعرض أحد شعبنا للتهديد من أي صاروخ يسقط على أي جزء من أراضينا والتسبب بالأذى لشعبنا، وهذا هو الموقف الذي أبلغنا به الإيرانيين والإسرائيليين وبعبارات واضحة".
واتهم باقري في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية إسرائيل بمحاولة "توسيع الحرب" للمنطقة. واقترحت الصحافة الإصلاحية في إيران من أن أي قرار لتجنب الهجوم الانتقامي، قد يزيد من مكانة إيران في المنطقة، ويزيد من عزلة إسرائيل، بل وسينسب إليها الفضل في جلب السلام.
من جانبها قالت
الولايات المتحدة؛ إنها أرسلت رسائل إلى إيران من أن أي هجوم ستكون له نتائج عكسية. مبينة أنها جمعت من جديد التحالف العسكري للدفاع عن إسرائيل، الذي عمل في نيسان/ أبريل خلال المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل.
وأبلغت الولايات المتحدة إيران أيضا بأن إسرائيل وحماس ربما تكونان قريبتين من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ولكن الأدلة الصريحة على ذلك لا تزال ضئيلة، وقد تم عرضها على دول المنطقة من قبل، فقط لكي يثبت أن الاتفاق بعيد المنال.
وقام الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون بالاتصال مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ورئيس الوزراء الإسرائيلي دعا فيها إلى تجنب دوامة العنف، لكن بزشكيان قال؛ إن إيران "ترفض أن تظل صامتة أمام العدوان على مصالحها وأمنها".
وأخبر ماكرون بأن على الدول الغربية بذل المزيد من الضغط على إسرائيل، قائلا: "إذا كانت الولايات المتحدة والدول الغربية تسعى حقا إلى منع الحرب في المنطقة، فيجب عليها إجبار هذا النظام [إسرائيل] على وقف الإبادة الجماعية والهجمات على غزة وقبول وقف إطلاق النار".
كما أرسلت بريطانيا رسالة داعية لخفض التوتر وأرسلها وزير الخارجية ديفيد لامي إلى علي باقري. وتشعر إيران بالغضب؛ نظرا لعدم شجب بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة
اغتيال هنية. ولا يعتقد الدبلوماسيون الإيرانيون أن إسرائيل ستقدم تنازلات في وقف إطلاق النار.
وتوصلت إيران لنتيجة، هي أن فشل مجلس الأمن الدولي شجب اغتيال هنية، يعني ألا خيار أمامها سوى اتخاذ خطوات من طرف واحد. وتوصل المسؤولون الغربيون إلى أنه بعد مرور أسبوع على الاغتيال وعدم رد إيران، إلى أن طهران ليس لديها أي نية لإثارة حرب إقليمية أو التسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين داخل إسرائيل.
كما أن إيران منشغلة بتشكيل الحكومة التي ستعرض على البرلمان يوم الأحد. وأكد بزشكيان أنه يريد تشكيل حكومة وحدة وطنية، وليس حكومة يقودها الإصلاحيون فقط.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول؛ إن الحكومة ستواجه عددا من المصاعب الاقتصادية وغضبا شعبيا بسبب نشر فيديو يظهر اعتقال فتاتين وضربهما على يد شرطة الأخلاق. وقد صور الحادث في طهران قبل الانتخابات، لكن بزشكيان طالب بالتحقيق في الحادث.